علاوي: العراق كسيح والمالكي مرفوض وصلاحيات رئيس الوزراء من اكبر اخطاء الدستور

قال رئيس الوزراء الأسبق، أياد علاوي، إن من حقه السعي لمنصب رئاسة الحكومة من جديد، بعدما احتلت قائمته “العراقية” المركز الأول في الانتخابات، داعياً خلفه الحالي، نوري المالكي، إلى الاقتناع بضرورة التداول السلمي للسلطة، كما حض المجتمع الدولي على التدخل لدفع المالكي إلى “فهم الرسالة.”
وأعرب علاوي، بلقاء مع CNN عن قلقه من انفجار الوضع الأمني مع استمرار الخلاف حول الحكومة، وقال إن تعديل مواعيد انسحاب القوات الأمريكية لم يعد أمراً ممكناً، لكنه شدد على أن واشنطن لم تنفذ كل أهدافها لأنها ستترك خلفها أجهزة أمنية وسياسية هشة، وطالب واشنطن بإعادة الملف العراقي إلى رأس سلم أولوياتها، مع الملف الفلسطيني، واستبعد التوصل لحكومة جديدة قبل نهاية شهر رمضان المقبل.
وشرح علاوي أسباب تأخر تشكيل الحكومة بالقول: “في البدء كان هناك مشكلة إعادة الفرز وتفسير الدستور، والتي استهلكت الكثير من الوقت، ومنذ شهر دخلنا في المفاوضات الجدية لتشكيل حكومة مع كتل صغيرة وكبيرة، و قد كنا نصر على مناقشة مسائل بينها الصلاحيات العائدة لرئيس الحكومة، وهي صلاحيات كبيرة جداً ولم يكن ينبغي أن تمنح لصاحب هذا المنصب، بصرف النظر عن هويته، وهذا الأمر هو خطأ بدأ منذ أن وضع الدستور ونحن ندفع ثمنه اليوم.”
ولدى سؤاله عمّا إذا كان من الممكن له أن يقبل الحصول على منصب غير رئيس الحكومة قال: “الأمر يتوقف على الأمور التي نناقشها، وفي نهاية المطاف يجب وضع مقاييس لاختيار رئيس الوزراء، هل نلجأ إلى العملية الديمقراطية؟ أم نعيد الأمر للناس أو الكتل التي فازت بالانتخابات؟ أو لتلك التي شكلت تحالفات جديدة؟”
وتابع: “هذا اختبار حقيقي للديمقراطية في العراق، ولكن الأمر الأهم من المنصب هو مناقشة المسائل الملحة، وعلى رأسها الشراكة الوطنية، لأن هناك اليوم شركاء من الدرجة الأولى، وشركاء من الدرجة الثانية، وهناك شراكات وهمية، ونحن نريد أن تكون الشراكة متكافئة بين كل مكونات المجتمع والتيارات السياسية، وهذا هو أساس تشكّل القائمة العراقية ونحن ندعم هذه التوجه.”
وعن مدى قبوله لعودة رئيس الوزراء الحالي، نوري المالكي، قال: “القرار يعود للعراقيين الذين عبروا عن موقفهم في الانتخابات، كما علينا أن نأخذ بعين الاعتبار البيانات الصادرة عن القوى السياسية مثل المجلس الأعلى والتيار الصدري التي ترفض عودته، وأظن أنه من الضروري على المالكي الإقرار بأهمية التداول السلمي للسلطة.”
ورأى علاوي أن المالكي ما زال متشبثاً بالمنصب حتى الساعة، داعياً إياه إلى ضرورة تفهم أهمية الدعوة إلى تقليص السلطات التي يحوزها رئيس الحكومة حالياً وتداول السلطة ووضع معايير موحدة لاختيار رؤساء الوزارات.
وحول ما إذا كان قد بدّل وجهة نظره بالمالكي بعد اجتماعاته الثلاثة معه، علماً أنه كان يصفه بأنه قائد طائفي أسس حكومة طائفية ولا يمكن التعاون معه قال علاوي: “لم أتفاوض مع المالكي فحسب، بل مع شخصيات أخرى، وهذه الشخصيات جاءت بمعظمها من خلفيات طائفية ، ولكن نحن نصر على الحوار معهم، ونعتبر أن هذه هي الطريق المؤدية إلى الخروج من النفق الطائفي عبر إنجاز التغيير الحقيقي.”
ودعا علاوي المجتمع الدولي، وتحديداً الأمم المتحدة، إلى المساعدة على “إفهام المالكي الرسالة” حول أهمية ترسيخ مفهوم تداول السلطة في العملية الديمقراطية.
ولدى سؤاله عن توقعاته حول الوقت المتبقي قبل تشكيل الحكومة الجديدة قال: “بصراحة، هناك بعض دول الجوار التي تلعب دوراً في تعقيد الوضع، ولكن بجدية، لا أظن أن أي تطور يمكن أن يحصل قبل نهاية أغسطس/آب المقبل، أو شهر رمضان.”
وحول الانسحاب الأمريكي الذي يتواصل رغم الأزمة السياسية الداخلية قال علاوي: “الأمر ليس مرتبطاً بعدد القوات الأمريكية، بل بمدى وضع أهداف محددة والعمل على تحقيقها، فمن هذه الأهداف التي كان يجب بذل المزيد من الجهود لتحقيقها مثلاً بناء الجيش وقوات الأمن والاهتمام بالإصلاح السياسي والعمل لإخراج العراق من ولاية الفصل السابع في قرارات مجلس الأمن وطمأنة دول الجوار مثل إيران وسوريا إلى أن العراق لن يكون منصة لضربها.”
وأضاف: “كان يجب الاهتمام بكل هذه القضايا لأن الأهداف هي الأهم وليس الوقت الذي يمضيه الجيش على الأرض، ولكن اليوم أرى أن على واشنطن الالتزام بالمواعيد المحددة للانسحاب لأنها خضعت للتوافق الثنائي ولا أحد يرغب بتوجيه أصابع الاتهام مجدداً إلى الولايات المتحدة.”
وبحسب علاوي فإن العراق لم يعد على رأس أولويات واشنطن التي تنظر حالياً في ملفات أخرى، بينها أفغانستان والأزمة المالية العالمية والأوضاع في السودان والصومال والأراضي الفلسطينية، وأضاف أن على أمريكا ترتيب أولوياتها بالشكل الصحيح عبر إيلاء المزيد من الاهتمام للعراق بسبب دوره في استقرار المنطقة، دون إغفال الملف الفلسطيني.
وقال علاوي إن الولايات المتحدة لا يجوز أن تنظر إلى العراق على أنه بلد أنجزت فيه مهامها وبات بوسعها تركه دون مصاعب باعتبار أن الأوضاع فيه ما تزال صعبه.
وشرح علاوي: “العراق مازال كسيحاً أما ديمقراطيته فهي طرية العود، ونحن ما نزال نصارع لاستكمال بناء المؤسسات وبداية السير على طريق علمنة الدولة، ولهذا أصر على أن تنال القائمة العراقية فرصة تولي السلطة، ليس لأنني أقودها، بل لأن تركيبتها الوحدوية تمثل مستقبل هذا البلد، كما أصر على أن تقوم واشنطن بإعادة العراق إلى رأس قائمة أولوياتها.
وعن القدرات الأمنية المحلية، أشاد بشجاعة أجهزة الأمن وعناصر الجيش وإصرارها على مواصلة عملها، ولكنه جزم بأنها غير قادرة بعد على تولي مهام الأمن بشكل كامل في البلاد، سواء على مستوى الجيش أو المخابرات أو الشرطة.
وأبدى علاوي خشيته من تسارع وتيرة العنف في العراق، معرباً عن قلقه من حصول المزيد من التوترات الأمنية إن استمر تأخر تشكيل الحكومة، وقال إن على الجميع العمل من أجل الإسراع بتشكيل الحكومة من جهة، وخلق أجواء متفهمة لوضع العراق في المنطقة من جهة أخرى

Facebook
Twitter