صاحب الامتياز
رئيس التحرير
عبدالرضا الحميد

عائلات عراقية نازحة تدفن موتها من الاطفال والشيوخ في طرق النزوح

قالت وزارة حقوق الإنسان العراقيّة أن آلاف العائلات النازحة تعاني ظروفاً صعبة في المناطق المختلفة التي نزحت إليها من محافظات نينوى وصلاح الدين شمالاً وديالى شرقاً والأنبار غرباً، وأن بعض العائلات اضطرت إلى دفن موتاها وهي في طريق النزوح.
وقال المتحدّث باسم وزارة حقوق الإنسان العراقيّة، ومدير عام دائرة الرصد والأداء فيها، كامل أمين، إن “العائلات النازحة عانت أولاً من فقدانها الرجال والشباب الذين خطفوا وقتلوا من المجاميع الإرهابيّة المسلّحة”، بعد سيطرة تنظيم “الدولة الإسلاميّة” (داعش) ومسلحين متحالفين معه على أجزاء واسعة من شمال العراق وغربه.
وأضاف أمين أنه “وبعد النزوح القسري وهروب الكثير من العائلات، اشتدت المعاناة بين ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال الرضع والنساء الحوامل. فطريق النزوح كان صعباً، إذ تفشّت الأمراض بين الرضّع بسبب الحرّ الذي لم يتحمله الأطفال”.
وأوضح أن “أكثر من مئة حالة وفاة واحدة سُجّلت بين أطفال نازحي تلعفر (70 كلم شمال غرب الموصل) لكن لم يتمّ حصرها حتى الآن بشكل دقيق. ولأن عمليّة النزوح أتت سريعة، اضطرّ الأهالي إلى دفن أطفالهم وهم في طريق النزوح”.  ولفت إلى أنه “في مخيم سنجار للنازحين (120 كم غرب مدينة الموصل شمالي العراق) حيث يتمركز نازحو قضاء تلعفر التركمان، توفّي العديد من الأطفال وتمّ دفنهم”.
وأشار إلى أن “دائرة الهجرة تعدّ الوفيات وتدققها وتحصرها، وسيكون لدينا قريباً الرقم الدقيق لعدد تلك الوفيات التي حدثت في خلال النزوح والتهجير والقتل”. وعن سرعة الاستجابة لطلب النازحين ومساعدتهم، قال أمين إن “الاستجابة في البدء كانت بطيئة ولم تكن بالشكل الكافي، لأن العراق لم يكن مهيئاً لمثل هذه الأحداث التي وقعت بسرعة وبشكل مفاجئ والتي طالت هذه الأعداد الكبيرة من النازحين”.
وأشار إلى أن “الهلال الأحمر العراقي الذي يملك فروعاً في المناطق الساخنة، قدّم الخدمات والمساعدة المعروفة بعمليات إنعاش النازحين، من خلال توفير الغذاء والماء والدواء لهم. غير أن هذا لم يعد كافياً بعد ازدياد أعدادهم”.
وقسّم أمين معاناة النزوح إلى اثنتَين: الأولى عندما تكدّس النازحون على حدود إقليم كردستان شمالي العراق وسط الحرّ رفقة أطفال رضّع وشيوخ ونساء حوامل لا حول لهم ولا قوّة، إذ لم يتمكن الإقليم من استقبال الكمّ الهائل منهم لأسباب خاصة به. أما المعاناة الثانية، فهي عندما قطعوا مسافات طويلة ليبلغوا أماكن آمنة في محافظات الوسط والفرات الأوسط والنجف (161 كم عن بغداد) وكربلاء (105 كم جنوب غرب العاصمة بغداد).
وشدّد أمين على أن “وزارة حقوق الإنسان العراقيّة لم تكن ترغب في إحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة التي نزح منها هؤلاء المواطنون، لكن ظروف حمايتهم أوجبت التدخّل ونقلهم إلى أماكن يستطيعون فيها الاطمئنان على حياتهم وحياة أطفالهم ومستقبلهم”.
وكانت مفوضيّة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة قد كشفت قبل أسبوع، أن عدد النازحين في داخل العراق بلغ مليوناً و250 ألف نازح.

Facebook
Twitter