تحت انظار ابناء شعبنا : هكذا السيادة والا فلا…!!!
ننشر هنا نص الترجمة للرسالة المؤرخة في 30 / 6/ 2010 التي وجهت إلى رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي من قبل وفد الكونغرس الأمريكي الذي زار بغداد يوم 3/7/2010 برئاسة جون ماكين ،حيث قام الوفد بتسليم الرسالة الموقعة من قبل ( 35 ) عضوا في الكونغرس جمهوريين وديمقراطيين.
السيد رئيس الوزراء
نكتب أليكم اليوم بصفتكم رئيس وزراء حكومة تصريف اعمال العراقية، ونناشدكم وجميع الزعماء السياسيين العراقيين بالعمل معا على تشكيل حكومة وحدة وطنية في أسرع وقت ممكن. نحن نعتقد بأن لدى القادة السياسيين في العراق الفرصة ليثبتوا للشعب العراقي والعالم نجاح التجربة الديمقراطية في بلدكم، وأن يثبتوا بأن تضحيات السنوات الماضية لم تذهب سدى. لقد قام الشعب العراقي يوم 7 آذار (مارس) 2010 بالتصويت لصالح دولة عراقية موحدة من خلال دعمهم للتحالفين غير الطائفيين: القائمة العراقية، بقيادة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي، وتحالف دولة القانون بقيادتكم. على الرغم من أن العراقية فازت بفارق اثنين من المقاعد، إلا أن حقيقة أن تحالفيكما قد فازا بأكبر قدر من التأييد في الانتخابات يدل على أن الشعب العراقي يرغب في تغيير سياسة المحاصصات الطائفية والقومية القديمة.
إننا نشيد باستعدادكم للقاء مع رؤساء الكتل الأخرى ، بما في ذلك الدكتور علاوي ، ونأمل أن تستمر هذه اللقاءات. نحن نعتقد أن مثل هذه الخطوات من جانبكم سترسل إشارة واضحة للشعب العراقي بأنكم قد سمعتم وتفهمتم مضمون الرسالة التي جاءت بها الانتخابات، ألا وهي: دعم دولة عراقية موحدة. ستعمل حكومة وحدة وطنية عراقية على إتاحة كل ألوان الطيف العراقي من العمل معا تحت راية واحدة وستجعل من الممكن سماع جميع الأصوات. وسيكون لخطوة إيجابية كهذه أن تثبت تفهم الزعماء السياسيين في العراق ?همية التركيز على المستقبل وتجاوز خلافات الماضي، وذلك من مصلحة الجميع .
نحن نعتقد أن العراق يمر بنقطة تحول في تاريخه، لقد سنحت الفرصة للقليل من الدول لتجاوز خلافات الماضي. واحدة من تلك الدول هي جنوب أفريقيا التي كانت بعد سقوط نظام الفصل العنصري دولة منقسمة على حافة العنف. لكن قادتها السياسيين – مثل نيلسون مانديلا – عملوا جاهدين على توحيد شعبهم والتركيز على إمكانيات المستقبل بدلا من المظالم القديمة. لقد برهنوا على أن الديمقراطية لا تعني بأن الفائزين با?غلبية يسيطرون على كل شيء وحدهم، ولكن بدلا من ذلك قد أعطوا مثلا للحكم الرشيد الذي يعكس إرادة الأغلبية مع احترام حقوق الأقليات. جنوب أفريقيا اليوم هي من الدول المتقدمة في العالم، كما تشهد على ذلك اختيارها لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم .
يمكن للقادة السياسيين في العراق تجاوز خلافات الماضي من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية تضع مستقبل الشعب العراقي فوق الرغبات الشخصية للسياسيين.
نحن نؤمن، كأعضاء في مجلس النواب ا?مريكي، بأهمية وجود علاقة إيجابية بين الولايات المتحدة والعراق، ونحن نعتقد أن حكومة وحدة وطنية عراقية من شأنها أن تساعدنا في جهودنا لتعزيز مصالحنا المشتركة. نحن ندرك أن المجتمع الدولي، خصوصا الولايات المتحدة، لديها مسؤولية خاصة تجاه الشعب العراقي.
وعلى الرغم من أن مشاركتنا العسكرية في العراق ستنتهي قريبا كما ينبغي، فنحن نعتقد أن المشاركة بين بلدينا في المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية ستكون ذات فائدة عظيمة بالنسبة للأميركيين والعراقيين. وسيكون ?ي حكومة غير طائفية في العراق تأثير أيجابي في جهودنا الرامية إلى تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة والعراق في الجهود الرامية ?نهاء ما تبقى من عقوبات الفصل السابع للامم المتحدة في بلدكم. أما إذا حكمت العراق حكومة طائفية فذلك من شأنه، في رأينا، أن يعرض اتفاق الإطار الاستراتيجي بين بلدينا للخطر.ونود أيضا أن نؤكد على أهمية التحرك بسرعة في تشكيل مثل هذه الحكومة. في هذا، ونحن نردد نداء آية الله العظمى علي السيستاني وهو الزعيم الذي اثبت انه فوق السياسة. وكما تعلمون جيدا، كلما طالت فترة تشكيل الحكومة ستزيد خيبة أمل الشعب العراقي وينفد صبرهم. هذا هو واضح في زيادة المطالبات والتي أدت بالفعل إلى العنف، من الشعب العراقي لتشكيل حكومة قادرة على توفر الخدمات الأساسية مثل الكهرباء.
نقترح بكل احترام أن تجعل من تشكيل حكومة وحدة وطنية التي يمكنها أن توفر الحاجات اليومية للمواطن العراقي الأولوية القصوى لنفسكم وللقادة السياسيين ا?خرين في التحالفات السياسية العراقية الفائزة.
في الختام، أيها السيد رئيس الوزراء، نحن نعتقد أن التداول السلمي للسلطة من حكومتكم إلى حكومة وحدة وطنية سيكون إشارة واضحة أنكم قد سمعتم دعوة الشعب العراقي لبناء ديمقراطية تحترم جميع الأصوات. ونحن نحثكم وكل الزعماء السياسيين في العراق في الارتفاع فوق خلافات الماضي، وإظهار الروح الوطنية االحقيقية من خلال العمل معا من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق.
شكرا لاهتمامكم.