ضابط في مخابرات النظام السابق صنع زعامات داعش في المعتقلات الاميركية

أكدت مجلة ألمانية، أن ضابطاً من أجهزة مخابرات النظام العراقي السابق، كان “العقل المدبر” لتنظيم (داعش) في سوريا، نتيجة امتعاضه من قرار الأميركيين حل الجيش وتعطيلهم عن العمل، مبينة أن ذلك الضابط المكنى بـ”حجي بكر” قام بمساعدة مجموعة صغيرة من زملائه السابقين، بجعل أبو بكر البغدادي، “الزعيم الرسمي” للتنظيم لإضفاء صفة دينية عليه، بموجب خطة لإقامة دولة “استخبارات إسلامية”، شبيهة بتنظيم مخابرات ألمانيا الشرقية “سيئة الصيت”.

وقالت مجلة دير شبيغل الألمانية، في تقرير لها اليوم، نقلته صحيفة الغارديان The Guardian البريطانية، وتابعته (المدى برس)، إن “أحد ضباط مخابرات نظام صدام حسين، السابقين كان العقل المدبر لبروز تنظيم (داعش)، شمالي سوريا، نتيجة غضبه من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق”.

وذكرت المجلة، أن “الوثائق التي تم الحصول عليها في سوريا، وتضم 31 صفحة مكتوبة بخط اليد، كشفت عن وجود مخطط دقيق لهيكلية التنظيم وبنيته، تبين المراحل التمهيدية لنشوء برنامج عمل تنظيمي لتأسيس دولة خلافة في سوريا”، مشيرة إلى أن “الوثائق كانت من نتاج شخص يدعى سمير عبد محمد الخليفاوي، ويكنى حجي بكر، وهو عقيد سابق في جهاز استخبارات القوة الجوية للنظام العراقي السابق”.

وأضافت الدير شبيغل، أن “الملف كشف أن الاستحواذ على شمالي سوريا كان جزءاً من خطة دقيقة ارتأها حجي بكر، مستخدما تقنياته التي خبرها في أروقة اجهزة استخبارات صدام حسين، واشتملت على عمليات الاستطلاع والتجسس والقتل والاختطاف”، مبينة أن “حجي بكر امتعض كثيراً بعد ان حلت السلطات الأميركية في العراق الجيش سنة 2003 ليصبح عاطلاً عن العمل، وأنه كان بين سنتي 2006 و2008  يقبع في أحد المعتقلات الأميركية من ضمنها أبو غريب” .

وأوضحت المجلة، أن “معلومات تواردت بشأن مقتل ذلك الضابط العراقي في أحد المعارك التي اندلعت مع الثوار السوريين في كانون الثاني من سنة 2014″، مستدركة “لكن ذلك حدث بعد أن تمكن من المساعدة في تأمين مساحة واسعة من الأراضي في سوريا التي أدت في النهاية إلى تعزيز موقف داعش في البلد المجاور العراق” .

وقال المراسل كرستوف روتير، الذي أعد التقرير لمجلة دير شبيغل، إن “ما كتبه بكر على الورق يفصح بدقة عن خبرات شخصية تخطط للتوسع والاستحواذ”، مضيفاً أن “القضية لم تكن الإعلان عن شيء إيماني بل خطة تقنية دقيقة للإقامة دولة استخبارات إسلامية، أي دولة خلافة يقودها تنظيم شبيه بتنظيم استخبارات ألمانيا الشرقية سيء الصيت الذي كان يعرف باسم ستاسي”.

وأوردت المجلة، أن “حجي بكر، ومجموعة صغيرة من ضباط المخابرات العراقية السابقين، قاموا خلال سنة 2010، بجعل أبو بكر البغدادي، السجين السابق لدى الأميركيين، الزعيم الرسمي للدولة الإسلامية بهدف إعطاء التنظيم صفة دينية” .

وتابعت دير شبيغل، أن “بكر سافر بعد مرور سنتين إلى شمال سوريا ليطلع على ما حققته خطته التوسعية، حيث اختار مجموعة من المقاتلين الأجانب لإطلاق خطته التي شملت على مقاتلين مبتدئين من العربية السعودية وتونس وأوروبا برفقة مقاتلين متمرسين ذوي خبرة قتالية من الشيشان واوزبكستان” .

ونقلت المجلة الألمانية، عن الصحفي العراقي، هشام الهاشمي، الذي خدم ابن عمه مع بكر، قوله إن “ضابط المخابرات السابق رجل قومي أكثر مما هو إسلامي”، عادا أن “سر نجاح داعش يكمن في الجمع بين المتضادات، أي بين الأفكار المتعصبة لمجموعة معينة والحسابات الاستراتيجية لمجموعة أخرى يقودها بكر” .

وأكدت مجلة دير شبيغل، أنها “حصلت على تلك الوثائق بعد مفاوضات طويلة مع الثوار في مدينة حلب السورية، الذين وضعوا يدهم عليها بعد أن تم اجبار داعش على ترك مقرهم هناك في بداية سنة 2014 المنصرمة”.

يذكر أن الحاكم المدني الأميركي للعراق بول بريمر، أصدر قراراً بحل الجيش العراقي سنة 2003، ما أثار نقمة الكثيرين من منتسبيه وأدى بعدها إلى انضمامهم إلى التنظيمات المتشددة ومنها القاعدة و(داعش).

Facebook
Twitter