صندوق الذكريات
– في احد المساءات المميتة … اجتاحت النفس كالعادة غربة ووحدة ووحشة قاتلة .. اشياء تصورت انك ستبددها ، وقررت ان تواجه بها الحياة الاليمة بعد ان يئست تماما منها وزهدتها بمن فيها .. وما كان منها الا ان تحضر كل الذكريات الاليمة والمفرحة وتضعها امامها وبعد لحظات فتحت الصندوق فأندفعت منها خارج الظلمة الى نور الصالة .. وتحت مرأى ومسمع منها … اسراب لها اول وليس لها آخر … اصطفت على خطين متوازيين متقابلين .. وكل واحد منها يحمل سيفاً … وما هي الا هنيهة من الوقت وبلمح البصر سمعت قعقعات عالية تبعتها صرخات وكلمات مبهمة غير مفهومة واريقت انهار من الدماء غطت ارض الصالة .. كانت النفس تغطي عينيها بكلتا اليدين ولا يتناهى الى اسماعها سوى اصوات تعلو واشياء تصرخ واخرى تلعن وتلك تشتم ، وبعد حين صار الصمت سيد المكان.. وما كان منها الا ان تتجرأ وتميد النظر من خلال الاصابع المطبقة على العينين .. ويا لهول ما رأت .. انها اشلاء مقطعة .. هرعت راكضة الى الصندوق لكنها وجدته خالي الوفاض الا من ورقة صغيرة .. فهمت بفتحها على عجل لتلتهم عيناها ما كتب .. لم يكن في الورقة الا شيء واحد فاتسعت حدقتاها وادمعتا حينما قرأت اسمك فيها.
كان للاسم اثر السحر في قلبها وارتجاف المشاعر من ريح باردة في ليل شتائي ممطر ..وما كان الا ان اعادت الصندوق الى مكانه .. وعادت تحلم بك من جديد لانك ما بقيت لها من افراح واتراح .. وربما ذكريات..
رحلة كونية حول زحل
– كنت في السابق القريب تقول لها : حبيبتي … سابتاع لك الشمس تاجاً .. واحضر النجوم وارصفها عقداً حول جيدك المرمري .. واطوق خصرك النحيل بفضة القمر .. واصنع لك من دمي سجاداً احمر لتمري عليه .. والبسك ثوب الياسمين وانبت لك الرياحين المعطرة فوق جدران الازمنة . وان سمحت لي سآخذك بجولة كونية .. واجوب بك انحاء عطارد .. وانقش اسمك فوق زحل . وابني لك بيتاً فوق المشتري .. وساعطي الاشارة الكونية كي تدور الكواكب حول اناملك وتأتمر بأمرك … واسمحي لي ان اغير اسمك واختار لك اسماً لم يلكه انسي ولا حتى جان . وستكونين اول تسمياتي واخرها .. وساصنع لك ارجوحة من الغمام . واظل احرسك وانت تنامين كالملاك فوق الاهلة .. ولن اغادرك وسابقى في مكاني فاطمئني واحلمي ما شئت ان تحلمي .. احلاما وردية .. احلاما سعيدة رقيقة مبهجة.. وحينما تستفيقين حبيبتي ستجدين امامك ملاكك الحارس .. في حين لحظة حينما ينتهي الحلم نقول … اين انت من كل هذا .. ااحرقتك الشمس حينما حاولت ابتياعها .. ام تزحلقت عن ذلك الجيد المرمري وتعلقت صارخاً بعقد النجوم .. ام لربما تحولت الى حجارة حينما صنعت الفضة .. او قد يكون اصابك النزف وجف دمك وانت تصنع السجاد الاحمر .. ربما اختنقت حين تحليقك الى عطارد وزحل او قد يكون البيت قد انهدم عليك عند بنائه في المشتري .. ام ان الكواكب لم تنصع لك ولم تصغ لاوامرك فأتخذتك هي سجيناً عندها .. او قد تكون الارجوحة انقطعت والقت بك فوق غمام اخر لارض اخرى … او لعله القي القبض عليك بتهمة الحراسة الليلية دون اذن مسبق .. وحجرت في مكان لا شمس فيه … ولا حلم فيه سوى عتمة وبرودة رطبة تقشعر لها الابدان .. ورائحة الموت تحلق في كل مكان وزاوية .. وربما وربما ستقضي حياتك كلها في بناء اوهام في خصب خيالك وتحسبها احلاما …
الحلم والكلام والاحاسيس ياسيدي والمشاعر .. كلها اشياء جميلة لكن اين هي …!!! ولا تقل انها احلام مؤجلة حتى حين…
- info@alarabiya-news.com