في طبعة فاخرة وبغلاف سميك، يصدر قريبًا في الوطن العربي ” المجلد الشعري الأول ” الذي يحوي ست مجموعات شعرية للشاعر العراقي صلاح فائق عن دار “صافي للترجمة والنشر والتوزيع” في الولايات المتحدة، والمجموعات هي “مقاطعات وأحلام” و”طريق إلى البحر” و”رحيل ” و”أعوام” و”شاعر نائم يكتب قصائد” و” في مدن مومياوات”.
غلاف كتاب “صلاح فائق.. أعمال شعرية” حمل كلمة للشاعر نوري الجراح قال فيها:” صلاح فائق واحد من أكثر شعراء العربية حداثة في شعره، وأكثرهم تجديدا في أنماطه، وإخلاصا له، ذو نبرة خاصة، ورؤية واسعة، بنّاء علاقات تشكيلية في اللغة. يمنح كلماته على الدوام تشكيلا بصريّا مدهشا في الوقت الذي غرقت معه لغة الشعر العربي وصوره في منظومة الكآبة والبلاغة اللغوية المفرطة وادعاءات الحداثة، فذهب بقصيدته إلى منطقة الخفّة والطرافة والبحث، إنه صاحب المخيّلة الخصبة، شعرُه يُدخل إلى نفسي البهجة، ويفتح عينيّ على عالم مدهش، وصور غير مسبوقة، وكآبة العالم في لغة مفاجئة، ذكية وفاتنة معا، هو الشاعر العربي الأكثر قدرة على تجسيد فكرة طفولية عظيمة طالما بدت لي شيئا ساحرا. صلاح فائق ليس مجرد شاعر سوريالي من كركوك معتكف حاليا في الفلبين، كما قد يرى البعض، إنه شاعر خلّاق”.
ويعتبر الشاعر العراقي صلاح فائق واحدا من أهم الأصوات الشعرية العربية في الربع الأخير من القرن العشرين. من مواليد مدينة كركوك سنة 1945، التي شكّلت جماعتها الشعرية الجديدة، منذ ستينات القرن الماضي، إحدى ألمع الجماعات الشعرية في العالم العربي، وقد تكوّنت هذه المجموعة من صلاح فائق وسركون بولص وجان دمو ومؤيد الراوي وأنور الغسّاني وفاضل العزّاوي، وآخرين. عمل صلاح فائق مترجمًا وصحفيًا في المجال الثقافي داخل بلده وخارجه، وبعد مغادرته كركوك لفترة من الزمن عاد إليها في أواخر عام 1964 لينخرط في صفوف جماعة كركوك الأدبية ممن كان لهم تأثيرهم على الساحة الثقافية آنذاك حيث نشر أولى أعماله الشعرية في مجلات أدبية مختلفة هناك.
أريد أن أذكر للتاريخ أن الشاعر الراحل عبد الوهاب البياتي لعب دوراً في استخراج جواز سفر لي رغم ما كان من قضايا قانونية معلقة بحقي
وفي أواخر عام 1974 خرج فائق من العراق بمساعدة صديقه الشاعر عبد الوهاب البياتي الذي رتب له جواز السفر، يقول فائق عن تلك الحادثة:” أريد أن أذكر للتاريخ أن الشاعر الراحل عبد الوهاب البيّاتي لعب دوراً في استخراج جواز سفر لي رغم ما كان من قضايا قانونية معلّقة بحقّي. وهو أيضاً له الدور الكبير في نشر أعمال لي في مجلاّت عربية منها “الموقف الأدبي: مجلّة اتّـحاد الكتّاب العرب في دمشق”.
وكان للبياتي دور أيضًا في نشر عدد من أعمال الشاعر في بغداد ودمشق وبيروت، ونشر اتحاد الكتاب العرب أولى كتب فائق “رهائن” في سوريا، والتي قال عنها:” ربما كان تهوّري في نشر قصيدة عنوانها “رهائن” في العام 1972 في مجلّة الكلمة العراقية جلب لي هذه المخاوف والشائعات عن عدم رضا المسؤولين، وهو أمر كان يخيف الشعراء والكتّاب”.
وكان فائق حتى نهاية عام 1969 يعمل في المجال السياسي والصحفي والثقافي متنقلاً بين بغداد وكركوك. وفي مطلع السبعينات اختفي لبعض الوقت في بغداد إلى أن أختطف من أحد شوارعها، إلا ان بعض اصدقائه ممن كان لهم تأثيرهم آنذاك في الساحة الادبية استطاعوا إنقاذه، ليخرج ويعمل في شركة السكك الحديدية بالإضافة لبعض الوظائف الأخرى.
وبعد عامين من بقائه في سوريا نشر فيهما مجموعات من أعماله الشعرية في المجلات والصحف السورية واللبنانية، هاجر في أواخر عام 1976 إلى بريطانيا ليعمل هناك مترجمًا ومحررًا للمقالات في عدد من المجلات الثقافية، ونشر خلال تلك الفترة هناك مجموعة من كتبه الشعرية باللغة العربية أو المترجمة إلى الإنكليزية، رافقته علاقات صداقة مع عدد من الرسامين والشعراء البريطانيين. ونظرًا لأسباب شخصية كثيرة قرر الهجرة في عام 1993 إلى الفلبين، حيث ما يزال مقيمًا هناك إلى حد الآن. ترجمت أغلب أعمال صلاح فائق إلى لغات عديدة منها الفرنسية والأنكليزية والكردية