صفقة نفط أمريكية تكشف الأسباب الحقيقة للحملة على الجماهيرية الليبية

ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد

 

شحنة نفط، هي الأولى من نوعها، وصلت الولايات المتحدة يوم   8 يونيو    في أعقاب إتفاق   وقعته   الولايات   المتحدة و”المجلس   الوطني الانتقالي”، الذي نُصب باعتباره الحكومة  في ليبيا بدعم من الحكومة الأمريكية. وأخيراً، تكشف هذه الصفقة، الأسباب الحقيقية وراء حملة منظمة حلف شمال الأطلسي- الناتو- التي زعمت أن تدخلها محاولة لتوفير الأمن للمدنيين الليبيين الذين يعانون من الصراع. وتستمر قوات المنظمة في قصفها بزعم كسر الجمود في هذا الصراع. ويبدو حتى الآن أن الولايات المتحدة هي المستفيدة من الصراع في هذه الحملة التي سُمّيت كَذِباً “عملية إنقاذ rescue operation“. وفي الوقت نفسه، يجتمع ممثلون من أنظمة عربية وغربية في الإمارات لمناقشة مستقبل ليبيا بعد النهاية المفترضة لعهد القذافي. ولكن لا يبدو أن القذافي في عجلة من أمره للتخلي عن السلطة. تجلّى هذا بوضوح من خلال عدم ظهور نتائج لقصف منظمة ناتو، سوى التدمير وقتل المدنيين.

قرار مجلس الأمن الدولي بإعطاء الضوء الأخضر للإمبريالية الأمريكية وحلفائها التدخل في الصراع الليبي، صدر تحت مبرر: “اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المدنيين والمناطق المأهولة بالسكان المدنيين،” ويظهر وضوح أن الخطة فشلت فشلا” ذريعاً. ويرتبط ذلك بأن حياة المدنيين لا تدخل في الحسابات الغربية، بل القتل والتدمير والسيطرة وتحقيق الأرباح. وهكذا، ففي حين يعاني المدنيون من تصرفات المتمردين ، يبقى النفط الليبي هو الوحيد محل الرعاية ويجد طريقها الآمن للنقل إلى أمريكا. وكما أكدت وزارة الخارجية الأمريكية بأن حكومة المتمردين التي تسيطر على المناطق الشرقية من ليبيا حققت أول عملية بيع.. جاء الإتفاق في أعقاب إعلان إبريل من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة بوضع سياسة جديدة للترخيص مع ليبيا. أقدمت الولايات المتحدة على هذا الإجراء لتسهيل إجراء المعاملات المتعلقة بالنفط مع المجلس الانتقالي.

وفقاً لبيان مكتوب من الخارجية الأمريكية. تم توقيع إتفاق بين مصفى تكرير النفط الأمريكية Tesoro, a U.S. oil refiner والمجلس الانتقالي الليبي- طرابلس/ ليبيا بواقع 1.2 مليون برميل من النفط الخام الليبي، ولا زالت قيمة الصفقة بالدولار الأمريكي (وليس باليورو كما هو متبع لدى النظام الليبي) مجهولاً.

زعم بيان الخارجية أن السبب الحقيقي وراء التعامل مع مجلس المتمردين هو لدعم الشعب الليبي! يجب أن يكون المرء ساذجاً جداً extremely naïve ليتصور أن أي مواطن ليبي وقع وسط تبادل إطلاق النار والفوضى سوف يحصل على سنت واحد من هذه الصفقة.

في حين أن الولايات المتحدة تُعالج مشكلتها النفطية بنجاح، اجتمع زعماء غربيون وعرب للبت في مستقبل ليبيا. أعضاء مجموعة الأتصال- ائتلاف من مختلف البلدان والمنظمات الدولية- اعترفت بمجلس المتمردين المدعوم أمريكياً باعتباره الحكومة الشرعية في ليبيا- في الإمارات. وهذا هو الاجتماع الثالث للفريق المكلف بمناقشة “إمكانات التنمية” في ليبيا  بعد رحيل نظام القذافي.

وفي حين أن أعضاء مجموعة الاتصال يناقشون مستقبل ليبيا لما بعد القذافي، يُعبر القذافي نفسه عدم نيّته للتخلي عن السلطة. “نحن لن نستسلمsurrender، لن نتخلى give up.” أعلن ذلك الزعيم المحاصر رداً على القصف المكثف على طرابس لطائرات الناتو. وعلى منظمة الناتو أن تواجه حقيقة قائمة وهي أن كافة ستراتيجياتها المعلنة لإنهاء الصراع ليست سوى كلمات جوفاء، في حين أن البلاد تنحدر عميقاً نحو الفوضى.

في آخر تقرير لمجلس حقوق الإنسان- الأمم المتحدة- بأن جرائم الحرب في البلد المضطرب مستمرة، وهذا يعني أن مواطني ليبيا مستمرون بدفع الثمن من دمائهم للأطماع الأوربية والنفط الأمريكية.

———————————–

US oil deal reveals real reasons behind Libyan campaign

Gladkov Vladimir,uruknet.info, RussiaToday, June 9, 2011.

محمد عارف: النفط أم الدنانير… مصيبة ليبيا؟

http://www.alittihad.ae/wajhatauthor.php?AuthorID=17&id=59608

Facebook
Twitter