صدام يقطع لسان وزير صناعته ويهشم رأس وزير صحته قبل اعدامهما
صدام يقلد امين بغداد وسام الرافدين وبعد ستة اشهر يعدمه
وزير الصناعة محمد عايش :من الدليم / الأنبار :
في أعقاب انقلاب ١٩٦٨ عين رئيسا لاتحاد نقابة العمال ثم عين وزيرا للصناعة. قبل ثلاث سنوات من اعدام محمد عايش كان صدام جالساً معه في نقابة العمال ويمتدح الرجل الذي أعدمه فيما بعد في حديث طبع بكراس في منتصف السبعينات.
لكن صدام عبر عن رأيه الصريح بمحمد عايش وربما الدافع الحقيقي لاعدامه في حديثه في الاجتماع الأستثنائي في ٢٢/٧/١٩٧٩ حيث قال أنه يرى نقطة سوداء في قلب وعقل محمد عايش ورغم أنه بعث كلا من عزة ابراهيم وطارق عزيز ليتحدثوا له ورغم محاولتهم تطمين صدام بقي يشك في أن عايش يتآمر ضده ذلك الشك أدى الى أعدام محمد عايش في النهاية. قيل أنه تلاسن مع صدام قبل اعدامه حين قال صدام له ؛هل تتذكر أننا جئنا بك من عامل يحمل الدرج وينتظر لوريات حمل التراب لنقله من الفلوجة الى بغداد وجعلناك قائدا ووزيرا.. فقال له محمد عايش ؛ نعم أن الذي جاء بصدام من العوجة الى القصر الجمهوري هو الذي جاء بي الى وزارة الصناعة. وهناك اشاعة متداولة في حينها أن لسانه قطع قبل اعدامه, تم تعذيب وحبس زوجته أيضا.
وزير الصحة رياض ابراهيم أعدم في عام ١٩٨٢ : هناك قصة متداولة لسبب اعدامه أنه اقترح على صدام التنحي لصالح البكر ثم يعود الى القيادة بعد توقف الحرب لكن نفى تلك الرواية كل من الدكتور علاء بشير والسيد صباح سلمان.الرواية الرسمية كانت اتهامه بالتقصير لموافقته على استيراد عقار بوتاسيم كلورايد الذي أدى الى وفاة بعض الجنود. وفي الحقيقة “أن ذلك العقار هو عقار لا تخلو أي مستشفى منه يكون ضروريا لعلاج حالات معينة يؤدي الى الوفاة اذا أعطي بتركيز عال وهي مسؤولية الطبيب المعالج لا مسؤولية الوزير”. قالت ابنته ريا ان عمها عندما تسلم جثة والدها وجد رأسه مهشما وملفوفا بالضمادات وكانت هناك كسور في غالبية انحاء جسده وآثار رصاصات، وتم اصدار شهادة وفاة صادرة عن مستشفى الرشيد العسكري باعتبار اسباب الوفاة الاعدام رميا بالرصاص.
أمين سر مجلس قيادة الثورة محي عبد الحسين مشهدي الشمري أعدم في عام ١٩٧٩.
ولد في بغداد / الكرخ محلة الجعيفر عام ١٩٣٥ودرس في المدرسة الجعفرية المناصب التي تقلدها عضو في مكتب العمال المركزي في حزب البعث العربي الاشتراكي, وزير دولة بلا وزارة في عام ١٩٧٤ .انتخب عضواً في القيادة القطرية عام ١٩٧٧ . كان عضواً بمجلس قيادة الثورة وسكرتيرا للرئيس البكر قبل القاء القبض عليه بتهمة التآمر.
ظهر في شريط الأجتماع الأستثنائي معترفاً بتلك التهمة وكما عرضنا في فصل “تدمير حزب البعث”. يعتقد الكثيرون أن الرجل قد أجبر على تلك الاعترافات تحت ضغط التهديد ومنهم تايه عبد الكريم حيث ذكر “محيي أجبر لأنه يعرف انه سينعدم، وساوموه تحكي هذا الحكي سنعفو عنك ولو ما تحكي تنتهي، وهو صدق وكان مثل الغريق تشبث بقشة، فما حكى وما تحدث به محيي الشمري وحدد به من أسماء إنما كان شيئاً معداً له في التحدث به وفي تشخيص بعض العناصر والاسماء التي عرضها عليهم”. نفذ فيه حكم الأعدام في ٨/٨/١٩٧٩
طارق حمد العبدالله:
حسب البيان الحكومي مات منتحراً عام ١٩٨٦ لكونه يعاني من مرض الكآبة.. عسكري ينتمي الى عشيرة المحامدة من أهل الفلوجة. ولد في بداية الثلاثينات وانخرط في الكلية العسكرية رشحه حماد شهاب من ضمن ثلاثة اخرين كمرافق للبكر الذي عينه في هذا المنصب.
درس العبدالله في كلية الأركان وتخرج منها وكانت آخر رتبة عسكرية شغلها: عميد ركن .أما المناصب الرسمية التي تولاها فكانت – رئاسة ديوان رئاسة الجمهورية- وزارة الصناعات الخفيفة.
اشيع أن الرئيس اقنعه بعد التهديد بالعمل لصالحه بأن يكون عين صدام على البكر..
ذكر مزهر الدليمي في كتابه ” محطة الموت” أن العبدلله أسر له قبل مصرعه بفترة قصيرة
” أنت تعمل في المخابرات والامن، لا تنس أنك أبن عشيرة ، وابن حمولة وانصحك أنك كلما رقيت وكثرت معلوماتك السرية ، كلما قصرت حياتك أو عشت بقية حياتك في جحيم الرعب والخوف”.
وعن حادث أنتحاره يكمل مزهر الدليمي في نفس الكتاب “فور صدور البيان الرسمي الزاعم أنتحار العبدالله توجه علي حسن المجيد مدير الأمن العام في حينه الى دار الضحية ، وفور دخول البيت نادى زوجة القتيل قائلاً:
– اسمعي يا سيدتي … زوجك انتحر لأسباب نفسية تخصه ، وأي حديث أخر سيكون شائعة مغرضة تستحق أقصى العقاب.
وواصل حديثه التهديدي قائلاً ؛
ورغم أن الحادث أنتحار ، فأن السيد الرئيس أمر باعتباره شهيداً، وستمنحون مرتب الشهيد ومخصصاته ، وكل مصروفات الفاتحة التي ستقام منذ الغد، في جامع ١٤ رمضان ستتولى الدولة تسديدها.
قال هذا وخرج..
في مساء اليوم نفسه ، زرنا عائلة المرحوم العبدالله- ولم تستطع زوجته أن تتستر على الجريمة..
زرنا الغرفة التي قيل أنها شهدت عملية الأنتحار، فاذا بي أرى زجاج شباكها مهدماً.
قلت لزوجة الفقيد ما هذا؟
قالت : مكان اطلاقة. أنظر الى الدماء التي لطخت الحائط المقابل. لقد ضربه قناص من الدار المقابلة لنا ، ونظراً لقوة الضربة، فلقد اخترقت رأسه من الخلف وخرجت من جبينه..
رجوتها أن تسمح لي بمحاولة العثور على الرصاصة ، واستطعت فعلاً اخراجها ، وتأكد لي أنها أطلاقة قناص محترف.. كانت زوجة الفقيد في غاية الغضب والارتباك فرجوتها أغلاق دارها والأكتفاء بمراسم الفاتحة الرسمية.
ومن خلال تتبعي للقضية تبين لي أن أمر التنفيذ صدر من علي حسن المجيد مدير الأمن العام – والذي كان في حينه مسوولاً عن التصفيات الجسدية.
أمين سر مجلس قيادة الثورة شفيق الدراجي:
كان مديراً للاستخبارات العسكرية في عهد الرئيس عارف . شغل منصب أمين سر مجلس قيادة الثورة بعد انقلاب عام ١٩٦٨ استبعد من المجلس في عام ١٩٧٨ وعين سفيراً في السعودية واستدعي للتحقيق في بغداد في عام ١٩٨٢ وخضع للتحقيق والاعتقال بعد توجيه تهمة التخابر مع دول أجنبية وتسريب معلومات عسكرية عن الجيش العراقي . تعرض الى تعذيب وتنكيل وهو كان يعاني أصلاً من ارتفاع السكر وهبوط في القلب وقد أطلق سراحه وهو نصف مشلول وغير قادر على الكلام وتوفي بعد ذلك.
أمين العاصمة عبد الوهاب المفتي: أعدم في عام ١٩٨٦ :
ظهر في التلفزيون بتاريخ ١٥ كانون الثاني عام ١٩٨٦ حيث قلده صدام وسام الرافدين لدوره في حملة قص القصب في الأهوار. جاء في المرسوم الجمهوري “تقديراً للجهود المخلصة والجليلة التي أبداها عبد الوهاب محمد لطيف في معاونة القوات المسلحة البطلة وهي تخوض حرباً عادلة دفاعاً عن العراق العظيم وعزته وكرامته ضد العدو الأيراني العنصري واستناداً الى أحكام الفقرة “ز” من المادة الثامنة والخمسين من الدستور والفقرة أولاً من المادة الخامسة من قانون الأوسمة رقم ٩٥ لسنة ١٩٨٢ رسمنا بما هو آت : منح عبد الوهاب محمد لطيف أمين العاصمة وسام الرافدين من الدرجة الثانية من النوع المدني ” ومنح في ذلك اليوم أيضاً نوط الشجاعة وتحدث صدام في حفل التكريم ذلك فقال ” مدنيين عزل ألا من الأيمان الذي يعمر قلوبهم بالله وبالوطن وبالقضية يذهبون أمام المواضع الدفاعية يقصون القصب حتى يوفروا ساحة رمي جيدة للمقاتلين على السداد أو على الأرض خلفهم وليس امامهم ألا الحجابات والحجابات هم قلة من العسكريين يخرجون أمام الموضع الدفاعي حتى يكونوا عين الموضع الدفاعي الى أمام ويتعرضون حتى للاسلحة الخفيفة وقنص القناصة..”
“اتمنى لويأتي المهندسون العرب ويشاهدون كيف اشتغلتم ..”
“عندما كان يزورنا صديق أو عربي ويقول لي أنه محتاج ، لا نستطيع أن نرده ونعطيه ما يريد ، ألا قضية واحدة هي منح نوط الشجاعة ووسام الرافدين ، فانا شحيح جداً بهما ولكن أشهد بالله انكم جميعاً تستحقون نوط الشجاعة”.
رغم كلمات الثناء تلك ورغم ذلك التكريم صدر مرسوم جمهوري بعد ستة أشهر بطرده من منصب أمين العاصمة ” لثبوت خيانته أمانة المسؤولية ومستلزماتها الشريفة في المحافظة على أموال الدولة ” ليعدم بعد ذلك.