صدام يستدعي سفيرا الى بغداد ويعدمه بتهمة التآمر
رجال امن النظام السابق يتبولون في فم مدرس لرفضه شرب الويسكي
وزير الخارجية ناصر الحاني قتل في عام ١٩٦٨ :
ولد عام ١٩٢٠ في عنة في الأنبار. درس في جامعات بغداد والقاهرة ولندن حيث حصل على الدكتوراه من بريطانيا .
تقلد مناصب تعليمية ودبلوماسية عديدة أهمها أستاذ مساعد في جامعة بغداد، ثم ملحقا ثقافيا بسفارة العراق بواشنطن ، وسفير العراق في كل من لبنان وواشنطن. عينه عبد الرزاق النايف وزيرا للخارجية بعد انقلاب ١٩٦٨ بعد تنحية النايف عينه البكر مستشارا في القصر الجمهوري .
عن مصرعه ذكر حازم جواد “كان البكر يتظاهر امام الحاني بأنه هو المهدد من قبل “الاولاد” كما كان يسميهم, ويقصد صدام ومجموعته في العلاقات العامة, الذين هم ناظم كزار وعلي رضا ومحمد فاضل وسعدون شاكر وطاهر محمد امين وغيرهم. كان البكر عندما يأتيه الحاني الى غرفته ليتكلم في موضوع ما, يأخذه الى حدائق القصر ويقول له “أخشى ان يسمعنا الاولاد ويؤذوك”. ويبدو ان الحاني كان مطمئناً الى رئيس الجمهورية, الى ان ذهب ثلاثة من مكتب العلاقات العامة واقتادوه في احدى الليالي وقتلوه ورموا جثته في احد شوارع بغداد في مكان محاذ لقناة الجيش, وسببت هذه الحادثة صاعقة لأهل بغداد, ليس لنوعية الدكتور الحاني وانما فقط لبداية ممارسات هذا النظام, لأنهم ادعوا في بياناتهم ان ١٧ تموز انقلاب ابيض او ثورة بيضاء, ثم ان المعروف عن الحاني انه شخص ديبلوماسي وليست له يد في العمل السياسي والتآمري اليومي. قد تكون عليه سمعة وارتباطات اخرى لا يعلمها الا هو والله, ولكن المعروف عنه انه من السلك الديبلوماسي العراقي وتعاون مع عبدالكريم قاسم وتعاون مع بعث ١٩٦٣”.
عن سبب مصرعه ذكر جليل العطية في كتابه فندق السعادة “رفض تعيينات أشخاص لا كفاءة ولا شهادات عندهم . كما رفض تدخل صدام وامثاله ممن لا مناصب رسمية لهم في شوون وزارته. ولم يجد الحاني مفراً من الشكوى الى البكر. اشتكى لديه من تدخل صدام …وشرح له كل شيء.
تدخل البكر لصالح الحاني.. مما أغضب صدام وجهاز مخابراته.
ثم تكررت الحوادث.. حوادث الأنتهاكات والتجاوزات. وتكرر تدخل رئيس الجمهورية. حنق صدام على الحاني وتوعده بعقاب أثيم..
وعندما قام صدام بتنحية النايف والداود بعد ١٣ يوماً فقط من تشكيل النايف حكومته.. اشترط على البكر عدم استيزار الحاني..
غير أن البكر قرر الأحتفاظ بالحاني كمستشار شخصي له . وعندما باشر الرجل عمله في القصر الجمهوري أحس أن شبح صدام حسين مازال موجوداً.. أنه يتدخل في كل صغيرة وكبيرة..
كان البكر يستشير الحاني.. وكان الحاني مخلصاً صريحاً في نصح رئيسه..
ووصلت الأخبار الى صدام حسين من الجواسيس الذين زرعهم في القصر الجمهوري وعندما أحس صدام أن الحاني يقف حجر عثرة في طريق طموحاته قرر تصفيته ..ولم يجد صعوبة في رسم الخطة..
أوعز الى أحدى الصحف اللبنانية أن تنشر مقالاً عنيفاً ضد النظام العراقي وتتهم قادته بأنهم عملاء للاستعمار.. وان الواسطة بين الأستعمار والنظام هو مستشار رئيس الجمهورية: ناصر الحاني!
وفور نشر المقال ووصول الجريدة الى بغداد، ألقي القبض على الحاني.
وتولى ناظم كزار تعذيبه باشراف صدام حسين شخصياً.
اتفق صدام مع كزار على تصفية ناصر الحاني وقذف جثته في أحدى الشوارع الخالية في منطقة قناة الجيش”.
***
وزير الخارجية عبد الكريم الشيخلي قتل في عام ١٩٨٠
رفيق صدام لاكثر من عشرين سنة ساهم في محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم وسجن مع صدام وهربا معا من السجن في أوائل الستينات. كان عضواً في القيادة القطرية لحزب البعث وعضوا في مجلس قيادة الثورة عام ١٩٦٨ . عين وزيراً للخارجية في ٣٠ تموز من العام نفسه وقيل أنه ساهم بتهريب قتلة حردان التكريتي الى الكويت، اعفي من منصبه في أيلول ١٩٧١ ، حيث عين ممثلا دائماً للعراق في الأمم المتحدة. استدعي في شباط ١٩٧٨ الى بغداد للتشاور ثم أعتقل وحكم عليه بالسجن مدة ٦ سنوات بتهمة التامر، ثم أفرج عنه بعد فترة. وفي نيسان ١٩٨٠ قتل برصاصة في رأسه وهو في طريقه الى دائرة الكهرباء في منطقة الأعظمية في حين لاذ الجناة بالفرار.
ذكر حسن العلوي في كتابه “العراق دولة المنظمة السرية” مساهمة الشيخلي في التحقيق مع المعتقلين في قصر النهاية حيث ذكر” في عام ١٩٨٠ زرت مدرساً كان يقدم دروساً خصوصية لولدي في الفيزياء بمناسبة أطلاق سراحه من الأعتقال وكان قد اختفى عام ١٩٧٠ فجأة ولم يعثر على أثر له.وعلمت من شقيقه انذاك أن الشرطة السرية ألقت عليه القبض وهو يصلي في جامع براثا في منتصف الطريق بين الكرخ والكاظمية فحدثني عن يومياته في معتقل قصر النهاية الذي أمضى فيه ثلاث سنوات وامضى السبع الباقية في معتقل أخر ، قائلاً ( في ليلة ١٣ رمضان عام ١٩٧٠ استدعاني عبد الكريم الشيخلي وزير الخارجية للمثول أمامه في هيئة التحقيق وقد وجدته لاول مرة ودياً للغاية خلافاً لتصرفاته معي في أوقات سابقة وقد نهض من مكانه فتصورته سيجلس الى جانبي لكنه أخرج من ثلاجته قنينة ويسكي وصب كأساً وقدمه لي فشكرته على ذلك معتذراً.
قال : اشرب.
قلت : أنا مسلم كما تعلم فاعذرني.
قال : وهل نحن كفار خذ واشرب.
قلت : أن الله يمنعني من ذلك.
قال : وانا أأمرك على ذلك
قلت : معاذ الله أن أخالف أمر الله.
قال : اذا لم تشرب هذا فستشرب شيئاً أخر.
لكنني أصررت على موقفي ، فنادى شخصاً يدعى صبحي – وكان هذا من قساة هيئة التحقيق ومن مساعدي ناظم كزار وقد أعدم معه في عام ١٩٧٣- فقال له خذه وتبولوا في فمه فاخرجني الى باحة السجن واجتمع أربعة أشخاص ففتحوا فمي وانا ملقى على الأرض وبالوا فيه فتقدم الوزير قائلاً لي
يبدو أن هذا هو شرابكم المفضل.”
***
وزير الخارجية مرتضى الحديثي قتل في السجن في عام ١٩٨٠ .
ولد في حديثة عام ١٩٤١ عضو القيادة القطرية لحزب البعث وعضو مجلس قيادة الثورة من تموز ١٩٦٨، شغل منصب وزير العمل والشوون الأجتماعية من اذار ١٩٧٠ لغاية تشرين الأول ١٩٧١. ، وعين وزيراً للخارجية بعد الشيخلي حتى حزيران ١٩٧٤ ، حيث اعفي من جميع مناصبه وعين سفيراً في موسكو ، ثم في أسبانيا ، أستدعي في تموز ١٩٧٩ الى بغداد لحضور موتمر للسفراء ولكنه أعتقل بتهمة التامر وحكم عليه بالسجن قتل في السجن مسموماً وسلمت جثته لزوجته وكان وزنها ٣٠ كيلو غراماً في عام ١٩٨٠.