صحيفة الرأي الكويتية: واشنطن تريد قواعد الى الابد في العراق وطهران تريدها لخمس سنوات فقط

قالت مصادر ديبلوماسية غربية في لندن ان الادارة الاميركية لا تزال متحفظة في شأن الموقف الواجب ان تتخذه من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، رغم دعمها توليه رئاسة الوزراء في العراق بموجب اتفاق ضمني توصلت اليه مع ايران.واوضحت هذه المصادر، ان السبب الذي يدعو الادارة الى التعاطي بحذر مع المالكي، كما يثير حيرتها، يعود الى انه يرفض الى الآن اتخاذ موقف واضح من القواعد العسكرية الاميركية الدائمة في العراق.وكشفت ان القادة العسكريين الاميركيين يدفعون الادارة في اتجاه التأكيد للمالكي ان الولايات المتحدة في حاجة الى اتفاق يكرس وجود قواعد عسكرية دائمة في العراق بعد الانسحاب العسكري الاميركي منه، على غرار القواعد الموجودة في المانيا واليابان منذ ما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في 1945. وانتهت تلك الحرب باستسلام اليابان والمانيا رسميا بعد اسقاط النظامين اللذين كانا قائمين في البلدين.وذكرت المصادر، ان الادارة الاميركية لا تعرف حتى الآن ما هي النيات الحقيقية للمالكي وما هي طبيعة علاقاته مع الايرانيين وما اذا كانت طهران فرضت عليه شروطا معينة من اجل توفير الدعم الذي يمكنه من البقاء في موقع رئيس الوزراء. ورجحت ان الايرانيين طلبوا منه (المالكي) عدم الدخول في مواجهة مع الاميركيين، بل ان يسعى، بدل ذلك، الى مسايرتهم الى ابعد حدود شرط الا تبقى القواعد العسكرية الاميركية في الاراضي العراقية اكثر من خمس سنوات بعد الانسحاب العسكري الاميركي منه. ويفترض ان يتم الانسحاب العسكري الاميركي من العراق في نهاية السنة 2011، لكن العسكريين الاميركيين يصرون على وجود قواعد عسكرية دائمة في العراق بعد الانسحاب، لحماية المصالح الاميركية في المنطقة. وينطلق العسكريون الاميركيون من ان اي نظام جديد في العراق مدين بوجوده للولايات المتحدة التي لم يكن ممكنا اسقاط النظام السابق لولا القرار الذي اتخذه الرئيس بوش الابن باجتياح البلد وصولا الى بغداد.واعربت المصادر نفسها عن اعتقادها ان الايرانيين يرون ان في استطاعتهم الانتظار ما يزيد على خمس سنوات كي يضعوا يدهم نهائيا على العراق، لكنهم لا يستطيعون في اي شكل تحمل وجود قواعد عسكرية دائمة في البلد، حتى لو لم يعد هناك اي تدخل اميركي مباشر في الشؤون الداخلية العراقية كما الحال في المانيا واليابان. ويخشى الايرانيون من ان يكونوا الهدف المباشر لوجود القواعد الاميركية في العراق.وقالت المصادر الغربية التي تحدثت لـ “الراي” ان الايرانيين يرون في القواعد العسكرية الاميركية في العراق تهديدا مباشرا لهم ولمخططاتهم على الصعيد الاقليمي. واشارت الى ان القواعد العسكرية الاميركية في العراق ليست سوى حلقة مكملة لسلسلة من القواعد التي تطوق ايران من كل الجهات.

وقالت المصادر نفسها ان الاميركيين محتارون الى حدّ كبير بسبب رفض المالكي الاعلان صراحة انه لا يزال ملتزما موقف المعارضة العراقية السابقة التي وصلت الى الحكم.وكانت المعارضة السابقة تؤكد، قبل الاجتياح الاميركي، ان لا اعتراض لديها على اقامة عسكرية دائمة في العراق في حال اتخذت الولايات المتحدة قرارا باسقاط النظام السابق وذهبت الى حد استخدام جيشها لبلوغ هذا الهدف

Facebook
Twitter