/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Table Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-qformat:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Calibri”,”sans-serif”;
mso-bidi-font-family:Arial;}
أصدقاء إسرائيل ينتحلون صفة معارضين سوريين بتغطيـة مـن «الإخـوان»…وبعـض وجـوه أنتاليـا
محمد بلوط
جريدة السفير اللبنانية
6/7/2011
«في هذه القاعة لا يوجد سوري واحد، في هذه القاعة لا أرى سوى صهاينة». لم تكن «ثريا» قد أنهت بعد مداخلتها، حتى انقضت على الصبية العشرينية العربية والنحيلة سواعد الأمن في سينما السان جرمان، لتجرها بالقوة خارجاً، تحت أنظار الشرطة.
جيل هرتزوغ، مدير الاحتفال، رد عليها إن الصهيونية ليست تهمة، إنها مفخرة. لم يتحرك احد في القاعة ممن تتوقعهم المروءة. نهض شاب سوري من بين مقاعد سينما السان جرمان، لم ير كثريا، معارضاً سورياً واحداً في الاجتماع الباريسي الذي أجلس على 200 كرسي في قاعته وممراته ومتكئات جدرانه من حشدتهم للمناسبة «قواعد اللعبة» التي يديرها الكاتب المؤيد لإسرائيل برنار هنري ليفي، ووجوه مغمورة من معارضة أنتاليا وجماعة «الإخوان المسلمين».
وسابق محمد عليوي بخطابه سواعد أمن الليكود الفرنسي المشغولة بثريا لكي يلقي على المعارضين السوريين وأصدقاء إسرائيل الذين ملأوا القاعة «إن من أيد ودافع عن الحرب الإسرائيلية على غزة ووقف إلى جانب الحرب على العراق، لا يمكن أن يكون صديقاً لشعب سوريا». وضاعت قامة شاب «ائتلاف 15 آذار»، بين السواعد والأيدي التي تدافعت لإسكاته وطرده من قاعة الاحتفال، إلى الشارع.
الأمن الذي في الممرات وعند مدخل القاعة كونته مجموعات، تعود المدافعون عن القضايا العربية مشاجرتها في كل مناسبة، ويعرفون انتماء أكثرها إلى شبيبة الليكود الفرنسي.
ولم يكن لاعتراض عليوي أن يجد أذنا صاغية في الاجتماع على جانبيه: السوري أولاً، أو الفرنسي المؤيد لإسرائيل. ففي الأسماء التي جاء السوريون إلى جيرتها، ولم تعكر صفوها صهيونتها الفاضحة، ألكس غولدفارب النائب السابق في الكنيست ومستشار وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك. ولم يثر تساؤلات أحد، انتحاله صفة معارض سوري ونطقه باسم جمعية «التغيير الديموقراطي في سوريا» ودس اسمه بين أسماء المعارضين السوريين. وهناك برنار هنري ليفي، محور اللوبي الإسرائيلي الثقافي، وبرنار كوشنير أشد المدافعين عن الحرب على العراق وأكثرهم صمتاً عن مجازر غزة، وأندريه غلوكسمان فيلسوف اليمين الأشد عداء للعرب.
وكان غريباً ألا يسأل الجيران في القاعة جيرانهم عن الجولان السوري المحتل وحماس أكثرهم لضمه إلى إسرائيل وبناء المزيد من المستوطنات، ووصف ليفي «الجيش الإسرائيلي بالجيش الأكثر إنسانية في العالم». وبدا أن غاية الوصول بأي ثمن إلى وسائل الإعلام الفرنسي، والإحباط من حبك خيوط مع سياسيين من الصف الأول الفرنسي، التي لم ينجح المعارضون في أنتاليا من الوصول إليها، يستحق مخاطرة الجلوس لساعتين أو أكثر، في ظلمة قاعة السان جرمان، بجوار أصدقاء إسرائيل.
وتقاسم السوريون في قاعة السان جرمان وأصدقاء إسرائيل في الهجوم على النظام السوري، هاجساً واحداً: استدعاء تأييد العاصمة الفرنسية وأهلها ومؤسساتها والمثقفين والسياسيين، لفك الحصار الروسي والصيني في مجلس الأمن الدولي عن قرار تطالب به المجموعة الغربية لإدانة النظام السوري. وهي غاية المجتمعين من الجانبين. برنار ليفي رفع رسائل من الداخل السوري إلى مرتبة سحرية وشهادات من أرسلوها إلى مرتبة «الأرواح الشقيقة». كان جيل هرتزوغ يتلو بين الفينة والأخرى نصوصاً، بقداسة مصطنعة، عن القمع في الداخل السوري. جان بيركين أعارت صوتها المرتبك والخفيض والمتشابك الحروف لأحد النصوص، ثم اختفت.
لم يجتذب جهد أصدقاء إسرائيل وجوهاً سورية معروفة، باستثناء ملهم الدروبي، ممثل ا«لإخوان المسلمين»، فحضر ولم يستغل المنبر لشرح القضية السورية، وهو ما كان قد قال لـ«السفير» أمس الأول انه يبرر به حضور احتفال دعت إليه وجوه صديقة لإسرائيل والصهيونية، وأنها ليست وحدها الجهة الداعية إلى السان جرمان.
لما الأتاسي، صوت المرأة في مؤتمر أنتاليا، رفعته مرة أخرى في خدمة جمعيتها «سوريا فرنسا الديموقراطية». اتهمت النظام السوري بغير ما وقع عليه من مواثيق ومعاهدات دولية. تبعها اشرف المقداد، من «جبهة الخلاص» التي يرأسها نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، فتحدث عن إسقاط النظام السوري. كانت فلسطين ممنوعة والجولان منسياً، والمقاومة استفزت المقداد الذي هاجم مراسل «السفير» وهدده من دون سبب، وهدد المقاومة و«عملاء إيران» والفلسطينيين بأنهم سيدفعون الثمن غاليا «منفرجيكم عندما تصبح سوريا ديموقراطية»، على مدخل القاعة وبعد فراغه من خطابه. رضوان باديني، تحدث عن الأكراد، و35 سنة من تشرده وفقدان الجنسية.
ومنح المعارضون السوريون برنار هنري ليفي ما جاء من اجله: تكليفه بالدفاع عن القضية السورية أمام الرأي العام الفرنسي، والنطق باسمها في المحافل الإعلامية «على العالم أن يتخلى عن تردده، وعلى مجلس الأمن أن يحيل النظام السوري إلى المحكمة الدولية» بحسب نصيحة ليفي.
المسعى لاستنفار المثقفين والسياسيين تابعه برنار كوشنير. المناسبة لا تعوض لتصفية حسابات وزير الخارجية السابق، مع دمشق، إلى حد التباكي على العجز عن استدعاء تدخل عسكري في سوريا «لأنه مستحيل، كانت أفكارنا تذهب نحو سوريا، ونحن نعد العدة للتدخل في ليبيا عسكرياً، وأحسسنا بظلم كبير أن نترك السوريين وحدهم». وكذب كوشنير في السان جرمان ما كان يردده في الكي دورسيه، فالاستقرار «السوري أحد أفكارنا الخطأ، وخطأ التفكير بضرورته من اجل بناء سلام دائم. إن سوريا ديموقراطية تقدم خدمة اكبر للسلام في المنطقة، وعلى بلدان الربيع العربي أن يرفضوا أي علاقات دبلوماسية مع سوريا».
رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الفرنسي أكسيل بونياتوفسكي حض «الجامعة العربية على إدانة النظام السوري، ومن دونها لا يمكن التقدم لاستصدار قرار في مجلس الأمن ضد سوريا». لوران فابيوس، كان أكثر تميزا، فنصح بالعمل على تجفيف مصادر تمويل النظام السوري وتصعيد العقوبات المالية ضد دمشق. وقال لـ«السفير» إنه «يقترح فرض عقوبات على الذين يمدون النظام السوري بما يحتاجه، بدءاً بالوسطاء التجاريين اللبنانيين والسوريين والإيرانيين وإلى أي جنسية انتموا».
مارتين اوبري لم تحضر. أرسلت برقية تأييد كعمدة باريس برتراند دولانونييه. فرانسوا بايرو «لم يجد في القاعة من يقرأ برقيته بعد أن أخلاها إنذار مسائي بوجود قنبلة بداخلها من المحتفلين». عمار القربي، رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان، حمل ورقته خارج القاعة، ولم يقرأها، كما لم تسمح القنبلة التي لم يعثر عليها، لإسلام يوسف، وجه ميدان التحرير القاهري، بنقل خبرته الثورية إلى المعارضين السوريين في السان جرمان.