1.
مثل طقس يبدأ بالرغم من كل شيء ،
بالأرق ، والخوف ، والهجوم ،
كأنه كان هادئاً ،
ثم فجأة ، اطلاق نار سريع في غرفة ، هكذا يبدأ محو الغرابة ،
لا أحد يريد مثل هذا الشعر ،
لا أحد يرغب في مشاهدة مصفف شعر كسول ،
أو ينظر الى كرسي مقلوبْ .
غداً يخرج الماضي مثل خصلةِ شعرٍ تستخدم كسلكٍ
للاتصال بين اثنين مثل منديل أبيض ومطوي ،
يمكن أن يحدث كل شيء في هذا الوقتْ .
2.
واضح الهيئةِ ،
ينتظر عبور الطريق وهو يلاحظ وصول القهوة .
من زاويةِ نافذة كشك المحطة كان يراقب خرابهُ ،
يراقب اختفاء الوقت بشكلٍ تدريجيٍ في وجوه ركاب الحافلات الخضرْ .
ضياءٌ عائمٌ على شكل مشاهد مجزأةٍ ،
أو كمثل قارب مخمور يمضي نحو شارع ( اليزابيث ).
هكذا تدريجياً يصبح الهواء كتلة من المطاط ،
ثم ينعطف بشكل متفكك ومفاجيء على شارع ( كروم ) .
الوقت يمضي من أجل لاشيء ، بل أكثر من ذلكَ ، حيث يضرب جذر التكرار المتداول أعماقنا .
3.
واحدة من عشرةِ اوبئةِ جاءت من مصر ،
كانت تمشي تحت الماء ،
رست في الميناء ثم كشفت عن ساقين جوفائين .
في حديقة ( هارولد ) ،
كنت استند إلى جدار حانةٍ تضج واجهتها بالشواهد التأريخية ،
لا أعرفُ هل هذا فأل حسنٌ أم سيءْ ؟
لاشيء مرئيٌ في الشاشة الكونية ،
فقط . حطام الشعر .
كأن كل شيءٍ مدبرٌ ،
طقوس صعود الدرج ، والباب المغلقْ .
أنا مصرٌ على التنفسِ ،
مصرٌ على الامساك بمفاهيم مقنعةٍ .
ها أنذا مرة أخرى نائمٌ والقمر فوقي يتسعُ ،
صوت مروحيات الشرطة ، وزجاجٌ يغني حين يتكسر ،
يتزاحم الناس في الشوارع وأحلام الزنا صامتةً .
4.
أحتاجُ لشيئٍ كي أرفع تلك الأحلام عن روحي الداخلية ،
أرفع العبودية التي تتغذى على ليلي النشاز ،
همجية ما قبل التأريخ ،
والجريمة المقرونة بحب التنقل .
من خلف حجاب الشعر أنصتُ إلى الألم ،
أفعلُ هذا من أجل نظرةٍ ،
أو موعظةٍ ،
كان عليَ أن أصدق ما أرى ،
على كل حالٍ ، لقد اخترعنا أسوأ ما في وسعنا .
دائماً ،
ينغلقُ جفن النوم على قتلى ،
كل هذه المسافة مازالت غير كافيةٍ ،
انظر .
كيف تهزأ بنا المـصائبْ .
(*)شاعر استرالي من مواليد 1968 ، يعمل الآن رئيساً لتحرير مجلة ( الشعر المعاصر ) وقد أصدر المجموعات الشعرية : جلسات تحضير الأرواح ، الطقس العنيد ، الجذابون ، خبث تحت الأرض ، صور بدائية ، رسائل من ايسلند ، الحديقة . ولهُ كتابات في مجال النقد الأدبي .