بين اندماج بقايا الروح مع الجسد المنهك تستعر الذكريات معربدة على ارض الالتحام بحقيقة الاشياء الممتزجة بوهن اللحاظ الباكية من شوقها لمزيد من الالم .. الالم كلمة اتذوقها بحروفها واتلمسها في نفسي كحصان يهرول نحو الافق بصهيله العصبي الذي احال الكون الى مسرح عظيم تلهو عليه الشخصيات وعند اخر المسرحية او الرواية كل منهم يغادر عكس اتجاه الاخر .. ويبقى الطموح لاداء اعظم في اليوم التالي …
امامي تنفتح طاقة من نور تبهر الناظرين وتغشى على البصر والبصيرة وانت جالس لا تحرك ساكنا تراقب الرقعة الشطرنجية الممدودة امام باصريك بلونيها الابيض والاسود وفوق رأسك غلالات من علامات استفهام وعدم القدرة على استيعاب مايدور حولك ..
ايها الخمسيني اترك البيدق يأخذ حريته في الحركة والركض فوق الرقعة الشطرنجية فامساكك به قد يصيبه بالاختناق او الجنون .. اترك لهمك الذي تحمله عبر الممر الضيق للحياة ان يتلمس طريقه في الظلام ويتحسس المارقين وان يتعرف عليهم من اصوات تنفسهم .. اتركه يلهث خلف قبلات اختفت تحت جنح الظلام وتحتبس الانفس من وجوه تتساءل من تكون .. اترك العنان للنفس كي تفرش جناحيها ابعد من رقعة الشطرنج والبيادق .. اترك للهواء ان تستنشقه روحك ويستعيد حيويته بين انقسام المرايا المركونة بين جدران الزمن المتصدعة وبين اسطح البلور المتناثر فوق شعرها الحالك السواد كليل الصحارى وتعال الى احضان السنابل وبهجتها وافتح ذراعيك على وسعهما واحتضن ما يمكنك احتضانه من فرح … فرح ابتعته بمزيد من سنوات عمرك وتخلص من بيادق شطرنجك الصامتة كصمت الموت .اطلقها وزلزل بها عرش ملكهم وانقل اسطولك الى ساحاتهم وسطر نصرك المؤزر على اسطح اوراق شجيرات نمت في خافقي وادعكها كي تستنشق عطرها .. ادخل بيمينك حدائق النعناع والعب مع الزرازير المهاجرة ولا تفوت عليك فرصة الغروب والنظر لقرص الشمس وهي تسحب اذيالها وتغوص .. تغوص عميقا في موج ازرق على امل اللقاء غدا .. وغدا لناظره قريب