نادية العبيدي
كلنا يعرف مرآب العلاوي الذي يستقر في قلب بغداد المكان المتحشد بوسائط النقل الكبيرة والصغيرة لنقل الركاب من شرق بغداد وحتى غربها ومن شمالها الى جنوبها على مدار الساعة دون توقف… في هذا المرآب تقع عجائب وغرائب، والمواطنون الفقراء وحدهم من يدفع اثمان هذه الغرائب والعجائب وهو صاعر الخد مغصوب من قحفة رأسه حتى اخمص قدميه.
في المرآب هذا هيأة خاصة تتخذ منه مقرا لها لتنظيم سير المركبات وقطع الوصولات للسيارات الخارجة والداخلة وجباية اموال استخدامها ارض المرآب، والغرض منها خدمة الصالح العام وترميم المرآب .. او منح سلف للسواق المسجلين على احد الخطوط المستفيدة منه … وصلتني شكوى من احد الاشخاص الذين كتب عليهم ان يمرقوا كل يوم من هناك بل ويكون مركز ذهابه وايابه من والى مقر عمله عبره.
وفي ما يلي ما كتب:
بالرغم من الظروف المقيتة التي نعيشها وبالرغم من تحملنا ما لا طاقة لنا به في عراقنا كتب الله عليها ان نتحمل من تحولت ضمائرهم الى حجر ورضوا لانفسهم السحت الحرام ومن مساوئ الحظ ان تحتمل اناسا بينهم وبين الحلال جبل من نار واستيسروا ايتاء المال بالطرق السهلة مثل القوة والرشوة والتخويف والبلطجة…
في كراج العلاوي عند الباب الخاص بالمنطقة الشمالية … يقف في الساحة المقابلة لباب الكراج شخص وساصفه لكم كما اراه كل يوم (سمين . لا شعر له . مقرف . رائحته نتنة . يرتدي بنطال جينز كالحا وقميصا مفتوح الازرار . ينتعل نعالا باليا (وعذرا لما اقول) ويحمل بين يديه قنينة ماء بارد يرتشف منه بين الحين والحين رغم القرار الحكومي بمنع الافطار العلني في رمضان المبارك، اي لا احترام للصائمين ويجاهر بافطاره دون واعز ) هذا الشخص يهيمن بطريقة او باخرى على كل السيارات المارة من امامه ولا يسمح لاي سائق يمر ويتوقف لغرض ركوب المواطنين العابرين الا ويتهجم عليه بكلمات نابية والفاظ غير لائقة بحق السائق وبحق الركاب .. وهناك ايضا اتفاق مبرم بينه وبين احدى السيارات العسكرية منحه القوة لان يهدد السائق بالاعتقال هو والركاب بواسطة قوات امن بغداد اذا ما توقف في هذه المنطقة وهذه السيارة العسكرية المرقمة (…. ) المتوقفة على رصيف الكراج وهي نقطة حراسة او ماشابه ذلك وعن طريق هؤلاء الاشخاص يقوم بالتقفيص على السواق اصحاب الكيات وايقافهم باسم القانون ولا يترك السائق يقف الا اذا دفع له 1000 دينار والسائق بكل تاكيد يؤدي (الخاوة) وهو مرغم … وكذلك يتم التنسيق بين احد السواق رغم ان وزارة النقل والجيش منعت وقوف السيارات خارج الكراج الا انه يقوم بالسماح لبعض من اصدقائه الذين يقفون وان طال بهم الوقت ربما لنصف ساعة دون السماح للاخرين بالاسترزاق …
استقللت احدى تلك الكيات وبدأ السائق يشكو همه اذ قال حينما سألته عما يعمل هذا الشخص اجابني (عمي هذا واحد دايح وميخاف الله ) فاردت ان اشبع فضولي فقلت له عما يعني فاجاب :(هذا واحد ساقط يريد خاوة واذا ما نعطيه يحرك علينه الحرس الوطني الواكف هنا . لان هو ايديه بزردومهم ويتقاسمون ) واضاف:( هو ياخذ من سواق الكيات خاوة واذا ما نطاه احد يحرك عليهم الحرس الوطني ويمنعهم من الوقوف .. اما اذ نطيته فراح يفسحلك المجال للتوقف ان شاء الله ساعة حتى تقبط الكيا ) ثم اضاف : ( والله عمي منعرف شنسوي المرور يقص وصولات . وهذا يهددنا بالحرس لو ندفع خاوة . والشارع ما يرحم ادري ابتلينا اشتغلنا سواق ..!!!) اريد ان اتوجه بسؤالي الى قوات بغداد واسال 🙁 هل ان منتسبيها وجدوا لخدمة الشعب وحمايته وحفظ امنه واستقراره . ام انهم وجدوا لسرقة المواطن والاضرار به رغم الظروف الصعبة) وكذلك الى وزير النقل :(هل ان من يعمل على الركض وراء رزقه الحلال وتعريض نفسه لمخاطر الشارع مما قد يلاقيه من عبوات او اصطدام او تصفية كمن يقف بمكانه ويعيد الزمن الى ايام الشقاوات والخاوة والبلطجة والتسليب؟)
اظن ان بالمواطنين حاجة لانقاذهم من براثن السلابة والنهابة العاملين نهارا جهارا وتحت حماية رجال الامن والقانون.
والاجابة لكم …!!!