اطلق الباحث والكاتب جمال الاسدي على كتابه الجديد عنوانا اسماه ( شغف القراءة ) – اصدارات مكتبة عدنان – بغداد — 2016 وقد جاء مطابقا لتنوع المحتوى وغناه ، ليمنحنا متعة تذوق ثمراته الواحدة تلو الاخرى . . من جهة ثانية يبد و الكتاب كانه اشبه بتدوين سيرة ذاتية ثقافية ، بانوراما ،( ذكريات واحاديث وتاملات في بطون الكتب ) او شريط لملمح صورة من سيرة كاتبه ، وهو اي الكتاب ليس من جنس الكتب المصنفة في الحقول المعروفة ، انما هو من طبيعة اخرى ، تميز في تناوله ضروب لصور ثقافية منوعة، انه ثمار قراءات وحصاد خبرة واختيار مما اختزنه المؤلف من حدائق الكتب ، والتنوع الوافر للموضوعات في دنيا الادب والثقافة والسياسة والتاريخ والدين ، ، ما يعني ان الكاتب جمال الاسدي قرأ كثيراً واختار قليلاً ، اذ وقع اختياره على النصوص التي فيها نكهة وحياة ومعاصرة ، التي تمتلك قابلية البقاء ، نصوص تمنح معان بعيدة ومديات تأويل رغم تباعد الموضوعات في الزمان والمكان من التراث الموغل في القدم الى زماننا ، لكن المؤلف يصل ما تباعد اذ ضمه في فضاء او سياق واحد .. اشتمل الكتاب على مقالات متنوعة بعناوين مثل ( وصية الجواهري الاولى) و ( رسالة وداع لماركيز) و ( طرائف الترجمة ) وغيرها ،اما ما استهوى الكاتب جمال الاسدي من الشعر فقد ضم الكثير من القصائد لشعراء من بينهم ، نزار قباني ، ابو نؤاس ، سعيد عقل ، كاظم الحجاج ، لوركا ، البياتي ، فضلا عن مقالات اخرى للمؤلف ولكتاب اخرين في ميادين مختلفة ( اغنية وحكاية) (دراميات ) ( الملك فاروق ووفد عشائر العراق ) ( الحزن النبيل والشخصية العراقية ) ثم نقرا شيئا من عبق التاريخ والوانا من التراث وقصائد لمشاهير الشعراء ، ، ، وفي صفحات تالية يقف عند قضية الموت والفناء ، ويصطحبنا ايضا الى نزهة لاشهر ماقيل من الحكم والاقوال الماثورة لثلة من العباقرة والانبياء ، ولم يقف الامر عند هذا الحد اذ نطالع له مقالات اخرى في حقول مختلفة لارابط بينها بفضاءات الماضي والحاضر ، احتشد ت فيها موضوعات متباينة لتدوين كتابة حرة غير مشروطة ، تشف عن ذوق لماح وخيال متحفز ، اذ لايمكن ان يجمع مثل هذه الثمار سوى توق كبير للمعرفة والفن . كتاب ( شغف القراءة ) بمعنى اخر صورة من ثقافة مؤلفه جمال الاسدي ، من فضاء ذاكرته وذكرياته وتاملاته وجوانب من حياته ، تجلى من متعة اكتشاف لذة القراءة وتمثلها ، فصرنا نعيش هذه المتعة معه بالتنقل بين حدائق الكتب ، فكانت هذه الحصيلة من بساتين المعرفة التي هي مزاج ثقافته وارائه الخاصة ، ويمكن ان تكون مرايا نرى فيها انفسنا . مقالاته رغم تنوعها تعكس رؤية عميقة تفصح عن شغف الكاتب بالادب وبعض اعلام الفكر والفن ، ،الكتاب بتنوعة وثراء مواده وطرافتها ، بما قدمه للقارىء من امتاع وبهجة ومعلومات من حدائق كتب كثيرة نقلنا فيها الباحث والكاتب جمال الاسدي في سياحة ممتعة وغنية في عوالم وفضاءات متنوعة ، ختاما ، ارى ان ( شغف القراءة ) من الكتب القليلة التي لها نكهتها الخاصة وعذوبة مذاقها الجميل .
- info@alarabiya-news.com