شتائم عنيفة متبادلة بين حزب الدعوة وحسن العلوي

شن حزب الدعوة الاسلامية الذي يشغل امانته العامة رئيس الوزراء نوري المالكي هجوما على النائب المستقل في مجلس النواب حسن العلوي بعد اتهام الاخير للحزب “بالطائفية”.

وذكر بيان للحزب ان “الأحاديث المضللة لحسن العلوي تعبر عن الحقد المقيت ضد حزب الدعوة الإسلامية وضد الشخصيات الإسلامية المجاهدة التي قارعت الدكتاتورية البعثية الطائفية”.

وأضاف “لم يكن حزب الدعوة الإسلامية طائفيا في يوم من الأيام؛ بل إن مواقفه ضد الطائفية منذ تأسيسه وإلى اليوم مشهودة وجلية والأحاديث المضللة للعلوي في تصريحاته الصحفية تعبر عن الحقد المقيت ضد الحزب وضد الشخصيات الإسلامية المجاهدة التي قارعت الدكتاتورية البعثية الطائفية كما وان تهجمه على العلماء والمرجعية الدينية ووصفهم بالكهنوتية يمثل تجاوزا كبيرا لا يمكن السكوت عنه”.

وتابع البيان “ولا شك أنها كالعادة أحاديث مدفوعة الثمن من جهات معروفة تهدف إلى فصم العلاقة بين المرجعية وحزب الدعوة الاسلامية من جهة والشعب العراقي الكريم من جهة اخرى، بيد أن أبناء العراق الشرفاء يعرفون جيدا الطبيعة الانتهازية لشخصية المتحدث بها”.

وذكر حزب الدعوة الاسلامية “العلوي بأن لا ينسى يوم حضر إلى مجلس حزب الدعوة الإسلامية في دمشق معتذرا نادما يلتمس الصفح والعفو والغفران.

ورد العلوي على حزب الدعوة بالنص التالي:

على مدى أكثر من ثلاثة عقود لم أفكر مرة في الدخول في مساجلة مع شخص أو حزب أو طائفة ، لأن المساجلات تتحول الى مشهد يستفيد منه المتفرجون ، والخاسرون فيه هم المتلاكمون في حلبة الصراع الذين يبطش أحدهم بالآخر ، ولاأسمح لنفسي أن أكون في هذا المشهد ، وعلى هذه القاعدة كانت علاقتي مع الأحزاب والشخصيات التي عشنا معها في مرحلة واحدة ، ومنها حزب الدعوة الإسلامية الذي لم أذكره مرة إلا وانتصفت لشهدائه وتضحياتهم ، لكن الدعوة الآن هو الحزب الحاكم وهو خاضع للنقد والإنتقاد بشتى أشكال الهجوم السلمي ، فإذا أراد الحزب أن يكون متبتلاً عزوفاً متصوفاً فعليه أن لايدخل في الحق العام ويدير مؤسسات وزارية وأمنية ومالية ، ومنذ سنوات قال الجواهري (إن النضال مهمةٌ * يعيا بها المترهبُ) ، فعندها يمكن لأصواتنا أن تخرس ، أما والحزب يتصدى للمسؤولية الاولى في البلد ويُقتل حوله يومياً ما لايقل عن ثلاثين عراقياً ويدخل في عالم المعاقين أكثر من 100 انسان صحيح ، وتُهدم عشرات الدكاكين والمحال التجارية البسيطة ، فيما ينعم أهل السلطة المتصدون للحكم باسم الشيعة بما يجزي الفتى ، فالأمر يختلف ، وها هي الشاشات العراقية المختلفة تُجمِع على أن الفساد في ظل هذه الحكومة قد ارتفع الى مناسيب الطوفان فاُغرقت مؤسسات الدولة ومراجعوها بالرشوة وسقوط الذمم ، وهذا الذي نتوجه نحوه بالنقد ، وليتركوا شهداء الدعوة الذين تعرضوا الى إبادة منظمة هانئين في درج الخلود ، وأهل الفساد هم بالتأكيد ليسوا أهل الشهداء ولا ورثتهم .

وعلى صعيد شخصي ، حافظتُ في خطابي على لغة تتعامل مع المقامات بحجومها ، فلم أمس شخصاً بشخصه ولاحزباً بحزبه ، وإنما تحدثتُ عن أداء غير موفق وعن برامج لم نرَ منها شيئاً لا على صعيد نظري ولا على صعيد عملي ، فإذا كان مثل هذا الكلام يُعد خروجاً على الآداب والتقاليد والأعراف السياسية ، فنحن الخارجون بالتأكيد على هذه التقاليد .

وبقدر ما هو شخصي أود أن اذكّر هؤلاء الدعاة أن في طليعة الفصول الاولى من مذكراتي رسالة شخصية بعثتها من المنفى بتاريخ 14/2/1984 الى وزير خارجية الكويت آنذاك أتحدث فيها عن خطأ الكويتيين في تصديهم لحزب الدعوة وأن النتيجة لن تكون لصالح الكويت ، والرسالة بخط يدي ، وأذكّرهم بأني انتصرتُ لحزب الدعوة في ظروف كان من يقترب منهم كأنه يقترب من حبل المشنقة ، وهذا ما تؤكده جريدة الجهاد الناطقة بإسم حزب الدعوة بين عامي 1982 – 1984 وقد أشرفتُ على تطويرها من دمشق عندما كان العروبي الدكتور علي التميمي مسؤولا عن فرع الحزب في دمشق ، وهكذا قلتُ في كتبي ، لقد انتصرتُ للدعوة عندما كان معارضا وهاجمتُه عندما أصبح حاكما ، كما انتصرتُ لصدام حسين عندما اُخذ أسيرا بعد أن قارعتُه على مدى ربع قرن ، وهذا هو شأن النفوس الكبيرة النظيفة النزيهة والتي لم تكن يوما صدى لصوت في أعالي الجوار .

وفي الختام ، لن يكون سارق غذاء العراقيين وزير التجارة السابق العضو القيادي في حزب الدعوة وريثا لعبد الصاحب دخيل الذي تم تمزيق جثته حيا في قصر النهاية ، ولم يكن هؤلاء الأميون الذين يحيطون برئيس الوزراء ورثة للشيخ العالم مهدي الآصفي ، ولن يكون الناطقون باسم الدعوة الآن من صنف المؤرخ حسن شبر ، ولا كانت عباءة أجل وأطهر من عباءة شهيد الفكر الإسلامي الأول محمد باقر الصدر .

إنكم بالتأكيد أهل سلطة ، أما الشهداء والعلماء فهؤلاء يواجهون الله في ثياب سندس خضر كما يقول أبو تمام الطائي (تردى ثياب الموت حمرا فما أتـى  *  لها الليل إلا وهي من سندس خضرِ) ، أما التهديد واستخدام قوة الدولة فرئيس الوزراء أعلم من غيره كم كان كاتب السطور عنيداً في مواجهة الموت حتى وهو يودع الثمانين بإرادة المقاتلين في الوطنية الاولى ، مستشهدا بقول الشاعر الجواهري : * بماذا يخوفني (الأكرمون) وممَّ تخافُ صلالُ الفلا؟ * أيُسْلبُ عنها نعيمُ الهجيرِ * ونفحُ الرمالِ ، وبذْخُ العرا*

، وبعد ، فاللصوص لايرثون الشهداء .

حسن العلوي

نزيل أربيل 

Facebook
Twitter