شاهد عيان يكشف حقيقة وساطة الهاشمي بين المالكي والمطلك ووقائع اجتماعاتها في عمان

كشف كاتب سياسي عراقي خفايا الاجتماعات السرية التي عقدت بين محمود المشهداني رئيس مجلس النواب السابق وصالح المطلك القيادي في القائمة العراقية في عمان وبعضا من مااسماه بالمساومات التي طرحت خلال تلك الاجتماعات.

وقال الكاتب هارون محمد في مقال بعنوان(الحقيقة في نفي المالكي وانكار المشهداني للوساطة مع المطلك) انه كان شاهد عيان على احد الاجتماعات وحضره بدعوة من المطلك.

واوضح الكاتب: ان المشهداني إضطرعند فشل مهمته في عمان وعودته الى بغداد، الى اطلاق تصريح ضبابي على طريقة (لا يضر ولا ينفع) فهو أعترف باجتماعه مع المطلك والحقيقة انه إجتمع ثلاث مرات خلال يومين متتاليين، اثنان في منزل المطلك، والثالث على غداء عمل في أحد المطاعم الراقية، إضافة الى لقاء عام آخر جمع الاثنين مع آخرين، ووصف اجتماعه بانه استعرض الاوضاع السياسية الراهنة في العراق والمساعي المبذولة حاليا لتشكيل حكومة جديدة، ونفى ان يكون قد حمل من المالكي رسالة او عرضا الى المطلك.

واضاف الكاتب: ان المشهداني نسى او تناسى انه جادل أكثر من عشرة عراقيين من السياسيين والاعلاميين والاكاديميين جاء اليهم برجليه في بيت الدكتور عمر الكبيسي الباحث السياسي وجراح القلب المشهور، ودعاهم الى إقناع المطلك بل والضغط عليه للتعاون مع المالكي .
واشار الكاتب الى انه شخصيا تلقى مع نفر من الاصدقاء نصحا من صالح المطلك باللقاء مع المشهداني وانه  كان يرى ان يلتقي به أمام شهود وحضور ويسمع تفاصيل ما يحمل، وقال كلاما جميلا في الحقيقة عن المشهداني الذي وصفه بالطيب مثلا وعن المالكي ايضا، وكنا قد لاحظنا في الفترة الاخيرة رغبة جامحة لدى المطلك للعودة الى بغداد، ومنعناه بعد ان تلقينا معلومات مؤكدة بان المالكي حولَ ملف صالح المطلك الى محكمة الجنايات بتهمة الارهاب.

وقال هارون محمد: تحدث المشهداني في أول إجتماع له مع المطلك وأمام خمس شخصيات من بينهم نائب سابق ونائب جديد أن المالكي طلب منه ابلاغ صالح ان ملف المحكمة قد جُمد – قال جمد ولم يقل الغي أو صرف النظر عنه- بعدها تدرج في نقل مضمون رسالة المالكي وأبرز ما فيها ان تتحالف الكتلة العراقية باستثناء اياد علاوي ومجموعته المكونة من أحد عشر نائبا مع كتلة نوري المالكي، حيث سيكون بمقدور الكتلتين تشكيل الحكومة المقبلة مناصفة بمجموع 178 نائبا هم 79 من العراقية يضاف اليهم ستة نواب من كتلة التوافق واربعة من كتلة وحدة العراق فيكون المجموع 89 نائبا وهو يساوي عدد نواب دولة القانون، وهذا يعني ان اكثر من (النصف زائد واحد) الذي هو 163 نائبا متوفر من أصل 325 نائبا مجموع عدد أعضاء مجلس النواب

وحسب ما تحدث به المشهداني ـ قال هارون محمد ـ فان أبا إسراء – يقصد المالكي- يصر ان يكون هو رئيسا للوزراء وان يختار المطلك رئاسة الجمهورية او نائب رئيس الوزراء او وزير الخارجية، حيث ان هذه المواقع الثلاثة لا تشترط على من يشغلها ان يكون نائبا حسب الدستور، فاذا إختار صالح رئاسة الجمهورية يكون طارق الهاشمي رئيسا لمجلس النواب ورافع العيساوي نائبا لرئيس الوزراء واسامة النجيفي وزيرا للخارجية، أما إذا اختار صالح نائب رئيس الوزراء أو وزارة الخارجية، فيكون الهاشمي في هذه الحالة رئيسا للجمهورية والعيساوي رئيسا لمجلس النواب ويتسلم النجيفي الموقع الرابع الشاغر، هكذا يتداول قادة العراقية الاربعة هذه المناصب بينهم ويتعهد المالكي بعدم التدخل في تفاهماتهم وإختياراتهم، وفيما يتعلق بوزارات الداخلية والدفاع والنفط والمالية (السيادية) فان المالكي يرى ان الداخلية والنفط تكونان من حصة دولة القانون ملمحا الى اهمية إستمرار وزير النفط الحالي حسين شهرستاني في منصبه لخبرته (المتراكمة) في الوزارة، بينما تكون وزارتا الدفاع والمالية من حصة العراقية.

وعند مناقشة المشهداني في موقف كتلتي التحالف الكردي والائتلاف العراقي ازاء هذا السيناريو الذي يتعارض مع ما يسمى بـ(الشراكة الوطنية) كان جوابه ان رأي ابي إسراء هو ان تعطى وزارات الى الكتلتين حسب إستحقاقهما الانتخابي، وأي من الطرفين اذا لم يقبل بهذه الصيغة يذهب الى المعارضة (وخلي يقبض….)!

واضاف الكاتب: كان واضحا من حديث المشهداني ان نوري المالكي على قناعة بانه قادر على سحب عشرين الى خمسة وعشرين نائبا من الائتلاف العراقي في المرحلة المقبلة، لـعزل التيار الصدري وهو يريد من (الاخوان) في العراقية ان يتحركوا على النواب الاكراد في قائمتي التغيير والاسلاميين وعددهم سبعة عشر نائبا، لاحراج تحالف بارزاني وطالباني وإضعافه، وهو ما لقي هوى لدى عدد من الذين إستمعوا الى هذه الطروحات،

واكد هارون محمد على ان المطلك رد على هذا السيناريو ووصفه بانه محاصصة طائفية أتعس – حسب رأيه – من السائد الآن، وابلغ المشهداني بان (العراقية) بكاملها دون إستثناء طرف او مكون فيها، مستعدة للتعاون مع كتلة المالكي حول تشكيل الحكومة المقبلة بالتنسيق مع كتلتي الائتلاف والكردية على أسس متوازنة وليس مناصفة، فيما أبدى المشهداني إستغرابه من دفاع المطلك عن هاتين الكتلتين.

وقال بلهجة ساخرة (بابا إنت منو إجتثك مو الائتلاف ، أحمد الجلبي على يا قائمة فاز؟ علي اللامي وين يشتغل مو بالائتلاف! عارف طيفور الكردي مو هو اللي إشتكى عليك..هذا شلون حجي..

لا تظلمون ابو إسراء هذا حرام ؟).

Facebook
Twitter