صاحب الامتياز
رئيس التحرير
عبدالرضا الحميد

سيوف جماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تثير الرعب في الناصرية

أثار ظهور مجموعة تحمل أفكارا متشددة بدعوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عدد من أحياء مدينة الناصرية، الذعر بين السكان خصوصا لاختيار المجموعة الليل لممارسة أنشطتها.
وبحسب مصادر في الشرطة فان المجموعة التي يرتدي عناصرها الملابس السوداء وأقنعة ويحملون سيوفا يطلقون على أنفسهم اسم “جماعة سيوف الحق”.
وظهرت هذه المجموعة التي تهدف بحسب الشرطة “إلى محاربة الحريات الشخصية”، في ثلاثة احياء في المدينة، وهي الشهداء واريدو والصدر وسط مدينة الناصرية.
ويؤكد سكان محليون أنهم شاهدوا هذه المجموعة تعمل تحت جنح الليل على ملاحقة كل من يحتسي الخمر ويتداوله، أو يتعامل بالحبوب والمخدرات والحشيشة، أو يتردد إلى بيوت الدعارة، حتى انهم يلاحقون الشبان الذين يرتدون ملابس لا تنسجم مع أفكارهم.
ووفقا لشهود عيان فان نشاط أفراد هذه المجموعة انخفض كثيرا بعد تكثيف الشرطة دورياتها في المناطق التي مارسوا فيها أنشطتهم.
وبحسب علي حسون “35 عاما” الذي يسكن حي الشهداء التي ظهر فيها أفراد المجموعة فان “الذعر أصاب الشبان” بشكل خاص.
وأضاف حسون الذي يملك متجرا للمواد الغذائية “كنا نخرج في أوقات متأخرة هربا من الحر بسبب انقطاع التيار الكهربائي لكننا اليوم نبقى في منازلنا خشية ان نصطدم بأصحاب السيوف والملابس السوداء”.
ويشبه أهالي الناصرية، أفكار هذه المجموعة بأفكار تنظيم القاعدة التي فرضتها أثناء سيطرتها على مناطق سنية، حيث كانوا يقتلون أشخاصا كانوا يرتدون سراويل قصيرة وحلاقين يزينون زبائنهم بقصات غربية.
وأعرب حسون عن قلقه قائلا إن “هؤلاء يريدون أن يفرضوا أمورا غريبة، ويبدو الأمر أشبه بالتطرف وهذا ما نخشاه”.
من جانبه، أعرب شهاب احمد “32 عاما” من اهالي حي اريدو عن امله بان تتم السيطرة على الامر، لكنه ابدى تخوفه من قيام هذه المجموعة بأعمال عنف بحق من يعارضهم.
وأضاف احمد الذي يعمل مدرسا “لا بد من دحر هذه المجموعات وملاحقتها والتعرف على نواياها واهدافها لانها قد تعبث بالأمن وهو ما لا نقبله إطلاقا لأننا تجاوزنا الأيام الصعاب ولا بد من التعامل بجدية مع الموضوع وادراك مخاطرها”.
وأفاد مصدر رفيع في قيادة شرطة ذي قار لفرانس برس “وردتنا معلومات ان هذه المجاميع تقوم بفحص اجهزة الهاتف المحمولة لمعرفة النغمة، واذا تبين بانها اغان عربية او غربية تقوم بمصادرة الهاتف” وتابع “كما انهم يشمون افواه من يشتبهون بأنهم قد احتسوا خمرا فيهددونه بالعقاب إذا تأكدوا من ذلك”.
واكد ان “الجماعة هددت الكثير من الشبان بسبب قصات الشعر أو ارتداء ملابس من طراز غربي وقاموا بضرب بعضهم”.
وتقدم عدد من الأشخاص بشكاوى ضدهم الأمر الذي دفع بالشرطة إلى تكثيف دوريات آلية وراجلة في الأحياء الثلاثة وتمكنت من اعتقال 24 شخصا بينهم عشرة يعتبرون من مؤسسي هذه الجماعة وأحيلوا إلى جهاز مكافحة الإرهاب.
وقال قائد شرطة ذي قار اللواء صباح الفتلاوي “احلنا عشرة متهمين بالانتماء الى جماعة “سيوف الحق” إلى جهاز مكافحة الإرهاب وفق المادة الرابعة من قانون الارهاب لتشكيلهم مجموعات تتعارض مع النظام وتحمل افكار ارهابية، تريد مصادرة حريات الناس”.
واضاف “اطلقنا سراح 14 اخرين بكفالة مالية، بعد اتهامهم بحيازة أسلحة جارحة”.
واكد الفتلاوي انه “لم تسجل جريمة جنائية، منذ ظهور هذه المجاميع في بداية شهر تموز الجاري” ويرى انهم “يمثلون بقايا ميليشيات، وأنهم قاموا بأعمال استفزازية بعد منتصف الليل” مؤكدا ان “الامور تحت السيطرة بشكل كامل”.
ويرى البعض ان تأخر تشكيل الحكومة احد أسباب عدم الاستقرار الأمني.
ويقول سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في الناصرية محسن خزعل “لقد حذر الحزب من الفراغ السياسي والأمني، وتأخير تشكيل الحكومة انعكس على واقع الأمن وظهور هؤلاء دليل على ذلك”.
واعرب خزعل عن مخاوفه من “وجود اجندات خارجية واقليمية” وراء هذه التصرفات ووصف نشاط هذه المجموعة ب”الغريبة والمرعبة”.
ووفقا لمصادر الشرطة تتراوح أعمار المجموعة بين 17 و21 عاما.
واعرب حسنين علي، وهو طالب في المرحلة الإعدادية عن سعادته بعد إعلان اعتقال هؤلاء قائلا “نشعر بالارتياح للقضاء على هذه الجماعة الضالة”.
واضاف ان “هذه الجماعة تقوم بأفعال أشنع من أفعال الميليشيات، لان الحد من الحريات الشخصية أمر مرفوض” مؤكدا “لقد نشروا الرعب ليس في مدينة الناصرية فحسب وانما في جميع ارجاء المحافظة

Facebook
Twitter