سيناريو حلب يتكرر في الانبار

بغداد، الانبار/ اور نيوز: افاد تقريران صدرا عن جهاز الأمن الوطني وقيادة عمليات الجزيرة والبادية أن محافظة الأنبار, غرب العراق, تتجه الى سيناريو شبيه بسيناريو مدينة حلب السورية. وبحسب التقارير الامنية التي اطلعت عليها وكالة (اور)، فان هذا السيناريو سيشمل تكثيف الهجمات ضد المقار والمراكز التابعة لقوات الجيش, ونشر مئات المسلحين حول الاقضية والنواحي تمهيداً لإعلان السيطرة عليها, على أن تتحول لاحقاً إلى معاقل للجماعات المسلحة من تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام” وخلايا “حزب البعث” وبعض المجاميع المسلحة من قوات الصحوة .

وقال مصدر امني رفيع ان المسلحين العراقيين يعدون أنفسهم منذ ستة اشهر لتنفيذ السيناريو الحلبي السوري في الانبار, وأن الكثير من المؤشرات برزت في الاسابيع القليلة الماضية تؤكد ان العملية بدأت فعلياً, في مقدمها الهجمات التي جرت بصورة واسعة في قضاءي راوه وعانه, اضافة إلى محاولة المسلحين اقتحام مديرية الشرطة في مدينة الفلوجة ثم سيطرتهم لفترة من الوقت على مديرية كهرباء المدينة.

واوضح ان مسلحي القاعدة يريدون عزل الأنبار التي لها امتداد صحراوي حدودي مع الأردن وسوريا والسعودية عن باقي مدن العراق، مشيراً الى ان منطقة الحدود مع السعودية بعد الهجمات قرب الحدود مع سوريا والاردن ظلت هادئة بشكل عام وان أخر هجوم شهدته المنطقة قبل حوالي شهرين في عكاشات باتجاه عرعر. وقال المصدر الامني ان مجاميع المسلحين يجوبون صحراء ألأنبار من دون رادع أو تحرك من القوات الحكومية المنتشرة في المنطقة والمكونة من قوات البادية والجزير وشرطة الأنبار والشرطة الاتحادية.

واضاف ان كل هذه المعطيات تعني ان هناك تحشيداً واضحاً للمقاتلين والانتحاريين في المنطقة, مشيراً إلى ان قرار قيادات الجماعات المسلحة بنقل سيناريو حلب الى الانبار هو على الارجح جزء من ستراتيجية جديدة تعكس التنسيق بين ما يجري في سورية وبين ما يجري في العراق.

وأشار الى ان القياديين في “التحالف الوطني” ابراهيم الجعفري وعمار الحكيم استفسرا مباشرة من المالكي عن طبيعة الموقف الأمني في الأنبار, موضحاً أن القلق لدى قيادات التحالف الوطني يكمن في أمرين:  الأول يتعلق بالمقارنة بين حجم المسلحين في الانبار وبين حجمهم في حلب, والثاني يتمثل بأن قوة وتسليح القوات العراقية أقل بكثير من قوة وتسليح القوات السورية, ما يعني أن قدرة القوات العراقية على مواجهة المسلحين في الأنبار ضعيفة, وبالتالي فإن المحافظة التي تعد الأكبر على حدود دولتين, هما الأردن وسورية, ستسقط بسهولة وتخرج عن سيطرة حكومة بغداد.

وتوقع المصدر الامني أن يطلب المالكي من سورية وايران المساعدة العسكرية لمواجهة السيناريو الحلبي في الأنبار, مرجحاً أن يطلب مساعدة الطيران الحربي السوري في قصف مواقع المسلحين فيما سيطلب من القيادة الايرانية تزويد القوات العراقية بأسلحة هجومية. وقال إن الأمر الذي فاقم القلق لدى قيادات التحالف الوطني هو أن المالكي تسبب في تعاظم كراهية أهل تلك المنطقة له, بحيث أصبح العدو اللدود لهم.

واستناداً الى رؤية المصدر الامني الرفيع, فإن الأنبار ستكون بالكامل تحت سيطرة المسلحين في غضون اسابيع قليلة نظراً لعدم امتلاك قوات الجيش العراقي أي طائرات حربية, وهناك عدد من المروحيات القتالية التي لا تفي بالغرض ولا تستطيع وقف هجمات المقاتلين, كما أن حجم الانشقاقات في قوات الأمن قد تصل الى اكثر من 80 في المئة من القوات الموجودة والبالغة نحو 34 ألف عسكري.

وحذر من أن سقوط الانبار بيد المسلحين سيمثل كارثة أمنية للحكومة العراقية لأنها ذات أهمية ستراتيجية من الناحية العسكرية لقربها من بغداد.

Facebook
Twitter