سيحدث هذا في البلاد

حسن النواب

استهلال
 الكاميرا من اعلى نقطة في الفضاء تمسح خارطة البلاد المعتمة .. ثم تهبط رويدا على المنطقة الخضراء ونرى بيوتا عامرة بالضوء الساطع وبنايات شاهقة يحيط بها الحرس والمدرعات .. وهناك سيارات انيقة ومدرعة جدا تدخل من بوابتها الفخمة .. تنسحب الكاميرا الى اعلى الفضاء من جديد وترصد مشهد القمر المكتمل في السماء ثم تهبط سريعا ونرى بيوتا مشيدة من الصفيح والطين تسورها النفايات وتنبش بها الكلاب السائبة .. ونرى عربات خشبية  لكسبة تجرها حمير تدخل لذلك الحي الفقير .. قطع
 مشهد اول
 الكاميرا تسلط على مائدة فطور لأحد الساسة في المنطقة الخضراء .. نرى على المائدة جميع اصناف الفطور .. والسياسي جالس مع عائلته يأكلون بسعادة متناهية ..
تنسحب الكاميرا الى بيت من الصفيح .. ونرى عائلة مكونة من اب وام وعشيرة من الأطفال يشربون الماء من صحن كبير ونرى الأبناء يتقاتلون فيما بينهم على رغيف خبز .. قطع .
الكاميرا تنتقل لنا مشهدا في حديقة غناء واطفال السياسي يتضاحكون وهم يقدمون الموز الى  قرود  تتجمع حولهم .. قطع .
الكاميرا تسلط العدسة على شوارع نظيفة في المنطقة الخضراء ثم تنسحب بسرعة الى شارع ترابي مغبر في الحي الفقير ونرى طفلا يفتح باب البيت ويركض في الشارع بملابس بالية ويعلو وجهه السخام .. ويصيح في الشارع .. والدمع يغسل خديه ..
 الطفل : آني جوعان .. آني جوعان .. جوعان ..
قطع
الكاميرا تعود الى الحديقة في المنطقة الخضراء .. ونرى احد الأطفال المترفين يرمي بالخبز الأبيض الى طيور جذابة وملونه كما لو انه يلهو معها  .. قطع
الكاميرا تعود الى الطفل المسكين وهو يركض بالشارع ونرى اباه  يركض خلفه محاولا الإمساك به والطفل يصرخ :
جوعان .. جوعان ..
قطع
مشهد الى زقاق في ذلك الحي الفقير .. نرى الناس تخرج تباعا من البيوت وتركض خلف الطفل .. قطع
الكاميرا من اعلى  ترصد مشهد الناس الفقراء يلحقون  بالطفل ..  ثم يتجمهرون حوله وهم يصيحون جميعا ..
 كلا للجوع .. كلا  للحرمان ..
تتسع حركة الناس وحين يصلون الى الشارع العام .. ترتفع الكاميرا ونرى خارطة العراق وقد خرج منها  حشود الناس وهي تصيح .
 لا .. لا للجوع ..
قطع
الكاميرا ترصد حركة الحشود تحت نصب الحرية .. ثم تنتقل الى جميع الجهات .. المحيطة بالنصب .. جسر الجمهورية .. شارع السعدون .. شارع الرشيد .. ساحة الطيران .. شارع الجمهورية ..
حشود من الناس تركض الى نصب الحرية وتصيح :
يابلادى كفى مذلة ..
الكاميرا تقترب بلقطة كلوز على رجل عجوز مع الحشود يمشي على عكاز بصعوبه ويقول بثقة عالية ووجع كبير :
قام الداس ياعباس…
قطع .
 والى مشهد ثان…

Facebook
Twitter