متابعة: علي الحميد:
افاد سياسي مستقل عن تخوف قادة القوى والاحزاب السياسية سواء ممن كانوا يعارضون نظام صدام حسين من الخارج او اؤلئك الذين التحقوا بركب العملية السياسية بعد التاسع من نيسان 2003 ، مما سينشر على موقع “ويكيليكس” من وثائق تفضح علاقاتهم بالولايات المتحدة وتعاونهم اللامحدود معها، فيما تباينت اراء السياسيين بشأن الوثائق المزمع تسريبها. وقال المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، لوكالة (اور) ان الدبلوماسية الاميركية اجرت العديد من الاتصالات، سواء الهاتفية المباشرة او من خلال كبار موظفي السفارة الاميركية في بغداد، بشخصيات وواجهات سياسية عراقية تربطهم بها علاقات صداقة وتعاون تحثهم على عدم الوقوع تحت صدمة المفاجأة اذا ما وردت اسماؤهم في الوثائق التي حصل عليها موقع ويكليكس والتي من المزمع نشرها على صفحات الموقع في الايام المقبلة .وكشف المصدر ان طاقم الخارجية الاميركية المعني بملف العراق يواصل هذه الايام تكثيف اتصالاته مع القوى والاحزاب السياسية العراقية من اجل الحفاظ على طبيعة العلاقات التي تربط واشنطن مع هذه الشخصيات السياسية التي قدمت لها المساندة والدعم والمشورة طيلة السنوات الماضية تحسباً من تأثرها بنشر الاسماء.ويؤكد المصدر ان اكثر المتخوفين من نشر هذه التسريبات هي القوى الاسلامية الشيعية والسنية على حد سواء، معرباً عن اعتقاده ان نشر هذه الوثائق سيؤثر بشكل او بآخر على التحالفات القائمة حالياً، بسبب التأثير السلبي الذي سيطول سمعة الشخصيات التي سيرد ذكرها او اسماؤها.في غضون ذلك تباينت اراء السياسيين العراقيين ازاء احتمال الكشف عن هذه الوثائق، اذ يرى البعض انها محاولة اميركية لتسقيط رموز سياسية عراقية مهمة بتهم باطلة او وثائق زائفة، بينما يرى اخرون ان من حق العراقيين معرفة ما تضمه هذه الوثائق، ومن كان يعمل من اجل مصالحه، ومن استثمر علاقاته بواشنطن من اجل مصلحة العراق والعراقيين.وقال النائب عن المجلس الأعلى الإسلامي جمعة العطواني ان هناك مخططا أميركيا لنشر وثائق “مسيئة” لرموز دينية وسياسية عراقية لتشويه صورتها أمام الرأي العام العراقي وتأجيل الانسحاب الأميركي من البلاد.واوضح إن “التحالف الوطني حصل على وثائق وأدلة ومعلومات تؤكد أن المخابرات الأميركية “CIA ” تملك مخططاً يقضي بنشر وثائق مزيفة عن عدد من الرموز الدينية والسياسية في العراق، يهدف إلى تشويه صورتها أمام الرأي العام، بهدف إطالة أمد بقاء القوات الأميركية في البلاد”.وأضاف أن “الولايات المتحدة ستنشر تلك الوثائق قبل موعد انسحابها من الأراضي العراقية”، موضحا أن “المعلومات التي حصلنا عليها تشير إلى أنه سيتم نشر هذه الوثائق على طريقة وثائق ويكيليكس أو ستتم كتابتها في مذكرات أحد كبار ضباط المخابرات الأميركية”.لكن النائب المستقل صباح الساعدي عضو الائتلاف الوطني العراقي رأى ان نشر الوثائق ضرورة لمعرفة مسارات السياسة الاميركية في العراق لمرحلة ما بعد الانسحاب وخيوط اللعبة التي تستعد لها واشنطن من الان. وقال الساعدي ان نشر هذه الوثائق يهم العراقيين بالتأكيد، لاسيما انهم “سيركزون على ما قيل فيها وليس من قال”، فهم يريدون معرفة من كان مع العراق والعراقيين ومن كان ضدهم. وبشأن مخاوف السياسيين من الوثائق المزعومة والمرتقبة، قال الشيخ صباح الساعدي ان على السياسيين ان يتعاملوا بشفافية مع هذا الامر، ولا يخشوا منه، داعياً في الوقت ذاته الحكومة العراقية الى دراسة الوثائق ، في حال نشرها، دراسة معمقة والتأكد فيما اذا كانت وثائق حقيقية او مزيفة تستهدف اسقاط القادة السياسيين.ولم يستطع كل من العطواني او الساعدي تسمية القادة السياسيين او الرموز الدينية التي سيتم ذكرها او الاساءة اليها في الوثائق المزعومة.