تخصص جهات مختلفة اموالا كبيرة لانشاء خنادق واسوار حول المدن التي لا تسيطر عليها عصابات داعش، حيث تناقلت وسائل الاعلام اخبارا مؤكدة تتحدث عن تخصيص حكومة كردستان مبالغ طائلة بالتعاون مع خبراء اجانب لانشاء مشروع خندق حول مناطق سيطرة ميليشيا البيشمركة في شمال محافظة ديالى صعودا حتى محافظة الموصل وحدود اقليم كردستان مع سوريا.
وعلى صعيد متصل باشرت جهات حكومية ومحلية بتنفيذ عملية حفر خندق وانشاء ساتر ترابي شمال شرق العلم، حيث نفذت الحكومة المحلية في قضاء العلم وبرعاية من النائب بدر الفحل ومتبرعين حفر خندق مع انشاء ساتر ترابي من الجهة الشمالية الشرقية لمدينه العلم المحاذية لخط الصد، من اجل حماية المدينة من اختراقها من قبل تنظيم داعش.
من جهة اخرى يثار جدل سياسي شديد بين اقطاب السياسة العراقية بعد الاعلان عن المباشرة بتنفيذ ما يسمى “سور بغداد” في مناطق حزام بغداد من الجهة الغربية والشمالية، فقد اعلنت قيادة عمليات بغداد من خلال رئيس منطقة بغداد العسكرية اللواء عبد الأمير الشمري، الاربعاء الماضي، انطلاق الأشغال بانشاء سور بغداد.
“سور بغداد”، وبحسب قيادة عمليات بغداد، سيتكون من الالواح الكونكريتية المنتشرة داخل العاصمة والتي تقسم مناطقها وتغلق الطرق الفرعية فيها، حيث سيتم نقلها من داخل المدينة الى خارج بغداد وحولها مع حفر خندق دائري حول المدينة بعمق مترين وعرض 3 أمتار، إلى جانب طرق دائرية، وإقامة أبراج مراقبة، ونظام إلكتروني للاستشعار.
واشار اللواء خلال تصريح رسمي له، إلى أن “الخطوة تهدف إلى منع إرهابيي داعش من التسلل بسهولة إلى داخل المدينة لتنفيذ عمليات انتحارية أو تفجيرات”.
وعلى اثر هذا الخبر انقسمت الجهات السياسية بين جهة معترضة وجهة مبررة على انشاء السور، إذ أعلن تحالف القوى العراقية رفضه لانشاء السور فقد جاء في بيان رسمي له “إننا في الوقت الذي نعرب عن قلقنا الشديد، وتخوفنا المشروع من الأهداف المشبوهة التي تقف وراء تنفيذ ما يسمى بسور بغداد الأمني، فإننا نعده بداية لمخطط خطير، يرمي إلى اقتطاع أجزاء من محافظة الأنبار وضمها إلى محافظتي بغداد وبابل”.
ويرى الاتحاد، بحسب البيان، ان “مشروع السور هو مقدمة لتقسيم العراق”، وجاء في البيان ايضا “ذلك مقدمة ﻹعادة رسم خارطة العراق على أسس طائفية وعنصرية، وبما يمهد الطريق لتقسيم البلد وتحويله إلى دويلات صغيرة خدمة ﻷجندات خارجية معروفة”.
وتبرر جهات سياسية اخرى عملية انشاء السور بانها لـ”اغراض امنية”، حيث صرح عضو لجنة الامن في بغداد سعد المطلبي قائلا: “السور الذي تقيمه عمليات بغداد أمني، ولاعلاقة له بالوضع السياسي، أو بالحدود الإدارية للمحافظات، ويعمل على إغلاق الطرق النيسمية”، موضحا أن “هناك العديد من المزارع منتشرة في محيط العاصمة، والتي قد تستخدم كطرق من قبل داعش لنقل المواد المتفجرة إلى داخل بغداد والقيام بتفجيرات إرهابية”.
من جانب اخر قال جاسم الجبوري، وهو من سكان مدينة العلم، على سؤال وجه له حول الهدف من انشاء الخندق حول مدينة العلم.. هل هو خطة لعزل المحافظة ووضع حدود شمالية لها ام لاغراض امنية؟ قائلا: “نحن غير مشمولين بمشاريع تقسيم العراق ولا نقبل عليها ولانعترف بها، رؤية سكان مدية العلم حول العراق هي عراق موحد من الشمال الى الجنوب، اما خندق العلم فهو اجراء امني روتيني لحماية سكان المدينة من اختراقها من قبل المتسللين من داعش خصوصا والمدينة محاذية تماما لخط الصد والخندق هو خيار مؤقت لحين ابتعاد حالة الخطر”.
فيما قال الكاتب السياسي صالح الحمداني “اعتقد انها خطط امنية بدائية، يستفيد منها سياسيين ومقاولين فاسدين، لن تلبث ان تنكشف حقيقتها مع أول سيارة مفخخة تنفجر داخل بغداد، هذا في الجانب العربي من العراق، أما في الجانب الكردي فإن القيادات الكردية لن تقبل بأقل من كونفدرالية تتضمن كل الاراضي المتنازع عليها”.
من جهته يرى الرسام والناشط، احمد فلاح، “سور بغداد” كمشروع سرقة مالية اخرى يتم اعدادها، حيث قال معلقا على الموضوع “فكرة السور لا تنفع لا للتقسيم ولا لحفظ الامن، كل ما في الامر انها مقاولة اخرى لسماسرة السياسة العراقية لنهب بعض الدولارات المتبقة في الخزينة العراقية”.