سورية تنتخب فتى فتيانها ليوم كريهة وسداد ثغر

باذخة سورية حين تتمترس خلف ضميرها الجمعي لتقاوم ولا تطبع، لترفض ولا تساوم، لتنتزع النصر مخضبا بدماء شهدائها من عيون اعداء امتنا التاريخيين، بينما ينكب العربان على مناخرهم استخذاء وذلة وانبطاحا واستسلاما.

باذخة سورية وهي تفرش اهدابها لاحرار الامة ومناضليها وسدنة قيمها ومثلها العليا حين تمسسهم غاشية خطر او حيف، فلا خوف عليهم بين مضارب ياسمينها ودلال قهوتها ولا هم يحزنون.

باذخة سورية وهي تفتح ذراعيها لقاصدي دوحتها من اللاجئين، فلسطينيين كانوا ام عراقيين ام لبنانيين، فتقتسم معهم الرغيف، وتأويهم من مجهول، وتطعمهم من جوع وتأمنهم من خوف.

باذخة سورية وهي تضم فلسطين بين اضالعها فتحتمل ما لا يحتمل من اجل عودة لاجئ فلسطيني الى كرمته او زيتونته او دار جده، بينما يتطوح بائعو فلسطين مثل محمود عباس وخالد مشعل وابن هنية سكارى بطنافس ومخادع واسرة الخطيئة ودنانير محميات غلمان النفط والحريم، والتشبث باذيال البيت الاسود والصيارفة اليهود.

باذخة سورية عندما يطرز مبدعوها لوح الابداع العربي المتفرد في الادب والفن والفكر، وعندما تستوي مناخا لشعراء الامة وسوق عكاظ ومربد لهم ، وبيتا يؤمه حجيج الحرية في البلدان التي ادمنت السيف والسياف.

باذخة سورية وهي اول منزل للديمقراطية في بلاد العرب واول منزل للدسترة التي تنزل الناس على اختلاف مللهم ونحلهم منازل اسنان المشط ، واول قبة للبرلمان.

أفيريد الاعاريب شاربو بول البعير واللابدين في جحورهم كاليرابيع والمطعون في انسابهم واخلاقهم واسرهم ان يخمدوا شمس سورية الازلية ، وتاريخ اي دكان من دكاكين العطارة في باب توما والحميدية والصالحية اعرق واشرف واسمى من كل تواريخ ممالكهم واماراتهم ومشيخاتهم؟

السوريون الذين انتخوا بابداعهم الاول للبشرية فاخرجوها من عالم الغاب الى عالم المدنية ودونوا اسفار الحقوق الاولى للانسان وشرعوا اول القوانين وخطوا الحرف الاول وابدعوا اللوح الاول، ابوا الا ان يقولوا للاعاريب ومن ركب مركبهم من ثآليل الاستعمار القديم الجديد، ان خسئتم، فتلك ارض لا تطأها افاعي الظلام والجاهلية الجديدة وعقارب الرجعية والتخلف، ارض انبتت الغيم في اعالي السماء ليمطرها بالشعر والحب والورد والمسرة والسلام والفكر، ارض كلما دهمها غاز تحطمت عرباته على بواباتها وخر ذليلا تحت ظلال سيوفها، ان خسئتم، فهذا شعب لا يذل ولا يضام ولا يحني الهام لغير خالقه وارادته، شعب سخرت كل امبراطوريات وممالك وامارات ومشيخات وجمهوريات الشر والارهاب في العالم كل ما لديها من اموال وخبرات ومؤسسات وابواق ومكائد واحابيل واضاليل كي تغيب وعيه وتغسل دماغه، فغيب وعيها وسخر من كل ادمغتها واربك كل حساباتها ، ما اعلن منها وما خفي، حين هبط في الساعة الاولى من صباح الثلاثاء الماضية الى مراكز الانتخابات كي يختار احد ثلاثة مرشحين لقيادة سفينته، مسجلا اروع ملحمة ديمقراطية يشهدها تاريخ الديمقراطية مذ استوت على ارض الفلسفة حكما للشعب بالشعب، فلم تسبقها ان حصلت واقعة انتخابية تآخى فيها صندوق الاقتراع مع صندوق الذخيرة، والسبابة المعمدة بحبر الانتخابات بالسبابة المعمدة بعناق الزناد، ولم تسبقها واقعة انتخابية تجرى وثمة حرب كونية مفتوحة الجبهات وبكل الاسلحة تدهم البلاد، ولم تسبقها واقعة انتخابية ان يحميها الشهداء من خاصرة المعنى الى خاصرة المبنى.

رفع السوريون في ملحمة ياسمينهم الايدي تحية للمرشحين الاثنين، السيدين النوري والحجار، وقالوا لهما: اعذرونا، فهذا فتى فتياننا، بشار الاسد.

انتخب السوريون بشار الاسد الذي قال لغزاة العراق: لا لن تمروا.

واجابه رجال مقاومة العراق حين همت دبابات الغزاة بالتهويم نحو سورية : لا لن يمروا.

انتخب السوريون في ملحمة عشقهم اللا يضارع بشار الاسد الذي قال للعراقيين وقتما اغلقت بوجوههم كل ابواب الارض: ان هلموا، فهذه دياركم ومدارسكم وجامعاتكم، وهذا نصف رغيفنا.

انتخب السوريون في ملحمة تعميد وطنيتهم بشار الاسد الفارس النبيل الذي اكد ثوابت سورية والعروبة النقية الاصيلة: نعم للكفاح المسلح من اجل فلسطين لا للاستسلام ، نعم للتحرير لا للتطبيع، نعم لكل مقاومات العروبة لا للتخاذل والخنوع والذلة، نعم لامة العرب لا لليرابيع من عربان النفط والتخلف والرجعية.

انتخب السوريون في ملحمة وحدتهم بشار الاسد عنوانا للوحدة التي حاول اعداء امتنا تمزيقها بأكاذيب التاريخ وبدعه واباطيله مستخدمين باعة الدين والوطن والامة بدراهم لا تغني عن دين ولا عن وطن ولا عن امة.

انتخب السوريون في ملحمة كلمتهم الواحدة بشار الاسد كي يرسلوا رسالة الى اقزام الدوحة ومن آزرهم ودعمهم وخطط لهم ومولهم ونفخ في ادبارهم (ان طرتم وان حططتم وان جمعتم كل فرقاطات الارض وحاملات طائراتها لن نسمح لكم ان تجعلوا من سورية عراقا آخر او ليبيا اخرى).

في ملحمة التحدي انتخب السوريون بشار الاسد لانه فتى فتيانهم ليوم كريهة وسداد ثغر.

Facebook
Twitter