يعيش عشرات الالاف من النازحين المحاصرين في جبل سنجار مأساة حقيقية حيث يلقى العشرات حتفهم يوميا من شدة الحر وعدم توفر مياه الشرب والغذاء.
ويقول ناشط ايزيدي ان اكثر من 120 طفلا قضوا نحبهم عطشا وان نحو 60 مسنا قضوا ايضا لعدم توفر ادوية لعلاج امراضهم المزمنة.
وحذر من أن آلاف العطشى والمحاصرين بالجبل قد يواجهون نفس المصير ان لم تصلهم مساعدات عاجلة او يتم طرد “داعش” من محيط الجبل.
ووفق تقارير نشطاء ومتابعين، فان نحو 70 الى 80 الف مواطن من قضاء سنجار، بضمنهم اطفال ونساء وشيوخ يعيشون ظروفا مأساوية بعد نزوحهم للجبل هربا من ارهابيي “داعش” الذين سيطروا على القضاء.
ويقول الناشط الايزيدي علي سنجاري ان آلاف النازحين من الاطفال والنساء والرجال يعيشون اوضاعا مأساوية وكارثية، بعد ان لجأوا لجبل سنجار هربا من بطش عصابات داعش”.
وأضاف أنه وفق التقديرات فان نحو 120 طفلا قضوا نحبهم عطشا بسبب الحر الشديد، كما لقي نحو 60 شخصا من المسنين والمصابين بأمراض مزمنة كالضغط والسكري حتفهم ايضا.
ولفت الى ان مصيرا مجهولا ينتظر ألوفا اخرين من الذين يعانون منذ ثلاثة ايام من عطش وجوع شديدين في ظل عدم وجود اية مصادر مائية يمكن الاعتماد عليها، لان بعض المصادر المائية والعيون تقع في سفوح الجبل وتنتشر قربها سيارات “داعش”.
وقال مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية انه في السابق كان عدد من يعيشون في منطقة سنجار يقدر بنحو 308 آلاف. ومع تقدم داعش فر الكثيرون الى جبل سنجار.
واضاف المكتب في بيان أن “العدد المحدد للنازحين على جبل سنجار غير معروف. لكن تقارير تشير الى ان حوالي 53 ألف إلى 50 ألف شخص نزحوا في تسعة مواقع وتحاصرهم عناصر مسلحة من تنظيم الدولة الاسلامية”.
وتابع أن “هناك تقارير يجري التحقق منها بأن اطفالا يموتون من نقص الماء وغيره من المستلزمات الاساسية بين اولئك المحاصرين”.
وقال البيان ان 30 ألفا اخرين معظمهم نساء واطفال تمكنوا من الوصول الي محافظة دهوك في اقليم كوردستان ومن المتوقع ان يصل المزيد في الايام المقبلة.
واضاف قائلا “من المرجح ان النازحين على جبل سنجار تحاصرهم قوات تنظيم الدولة الاسلامية. وعلى اساس عدد من التقارير من السكان النازحين فان هناك حاجة عاجلة الى الماء والوقود والمأوى والخدمات الصحية”.
وقال مكتب الامم المتحدة ان ارهابيي داعش يسيطرون على الطريقين من جبل سنجار ويهاجمون العائلات على الطرق المؤدية الى بلدة سنجار ومعبر ربيعة الحدودي السوري.
واضاف انه لم يتم التحقق بشكل مستقل من تلك المعلومات لكن من المرجح انها صحيحة.
وقال الناشط الايزيدي سنجاري إن “كربلاء ثانية تكاد تقع في جبل سنجار والالاف سيموتون عطشا اليوم وغدا ما لم تصل المساعدات بأية طريقة او يتم فك الحصار عنهم وطرد عصابات داعش من محيط الجبل”.
أعلى النموذج
أسفل النموذج
قالت منظمة الامم المتحدة الاربعاء إن 1500 شخص من الاقليتين الايزيدية والمسيحية ربما أرغموا على الاستعباد الجنسي على يد ارهابيي داعش.
وفي الاسبوع الماضي واجهت الاقليتان الدينيتان مخاطر الابادة الجماعية بعدما اجتاح ارهابيو داعش مناطقهم في غرب الموصل وسهل نينوى.
وعلى مدى الأيام الماضية تحدثت تقارير ومصادر رسمية عن إقدام االارهابيين على قتل العشرات من الايزيديين ودفن بعضهم أحياء في قضاء سنجار.
كما أفادت التقارير باحتجاز المتطرفين مئات النساء من الايزيديات والمسيحيات واعتبارهن سبابا.
وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف، والممثلة الخاصة للأمين العام، المعنية بالعنف الجنسي في النزاعات زينب هاوا بانغورا “إننا نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير المتواصلة بشأن أعمال العنف – بما فيها العنف الجنسي – ضد النساء والفتيات والصبيان الذين ينتمون إلى الأقليات في العراق”.
وأضافا في بيان للمنظمة الدولية: “تصلنا أخبار فظيعة حول إختطاف وإعتقال النساء والفتيات والصبيان الايزيديين والمسيحيين وكذلك التركمان والشبك بالإضافة إلى تقارير عن الإغتصاب الوحشي على نحو يبعث على القلق”.
وأشارا في هذا الصدد إلى أن حوالي 1500 شخص من الأيزيديين والمسيحيين ربما يكونوا قد أرغموا على الإستعباد الجنسي.
وقالت بانغورا: “إننا ندين بأشد العبارات الإستهداف الواضح للنساء والأطفال والأعمال الوحشية التي إرتكبتها “الدولة الإسلامية في العراق والشام” ضد الأقليات في المناطق التي تخضع لسيطرتها”.
وذكّرت جميع المجموعات المسلحة بأن “أعمال العنف الجنسي تمثل إنتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ويمكن إعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”. ودعت جميع أطراف النزاع إلى تحمل مسؤولياتهم في حماية المدنيين.
ودعا ملادينوف الحكومات الإقليمية والمجتمع الدولي إلى العمل على الإفراج فوراً عن النساء والفتيات اللواتي أخذن سبايا ودعم جهود الحكومة العراقية في حماية مواطنيها.
وأكد ملادينوف وبانغورا بأن “مكتب الممثلة الخاصة للأمين العام، المعنية بالعنف الجنسي في النزاعات وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) سوف يواصلان مراقبة الوضع في العراق فيما يتعلق بالعنف الجنسي لضمان مساءلة الجناة والدعوة إلى دعم ومساعدة الناجين من هذه الأعمال الوحشية”.