كشفت مصادر مطلعة عن مقترحات حملها السفير السعودي ثامر السبهان الى أربيل إثناء اجتماعه بكبار مسؤولي الاقليم، الأسبوع الاسبق، لعقد اتفاقات سرية يتم بموجبها دعم مشروع إقامة “الإقليم السني” بدعم تركي. غير ان المسؤولين الاكراد اشترطوا على سياسيين سنة عدم الخوض في نقاش حول حدود الاقليم الكردي الذي يسعى الى ضم مناطق عربية.
وتشير المصادر أيضا الى أن السهبان اقترح منع مشاركة قوات الحشد الشعبي في عمليات تحرير الموصل ودعم ما يسمى بـ”الحشد الوطني” الذي يتراسه الثيل النجيفي، ويشرف على تدريبه ضباط بعثيون.
و نشر السفیر السبهان فی تویتر صورة تجمعه مع بارزانی کتب قائلا : “مع فخامة الرئیس مسعود البارزاني، أحفاد صلاح الدین الأيوبي، واقعیة ومصداقیة وثبات، ونصرة للمظلوم، وإعانة المستحق”.
ووفق أوساط المعارضة الكردیة، فان تحرکات السعودیة فی شمال العراق ورعایتها الاجتماعات السریة التی یعقدها اتحاد القوى السنیة فی اربیل تهدف الى تشكیل جبهة واسعة ضد الحشد الشعبی فی الانبار ودیالى وعدم السماح لفصائل الحشد الشعبی من الوصول الى الموصل.
وتضیف هذه الاوساط ان “السفیر السعودی اشرف على هذه الاجتماعات وأبرز المشارکین فیه هم سياسيون سنة الى جانب سياسيين معارضين يقيمون في أربيل التقوا السفير السعودي بشكل شبهة سري في أربيل”.
وحضر الاجتماع شیوخ عشائر أبرزهم الشیخ صدام جوامیر شیخ عشیرة ربیعة فی ناحیة السعدیة والشیخ زید عدنان ویسی شیخ بنی ویس فی الناحیة.
وتركزت أهداف الاجتماع على تفعیل دور الحراك السنی لدعمه عسكریا ومادیا من قبل التحالف الدولی ودول الاقلیم السنیة وعلى راسها السعودیة وترکیا.
لكن الأكراد رفضوا طلب بعض السياسيين السنة مناقشة مستقبل المناطق المتنازع عليها وتهجير العرب من المناطق العربية المحاذية للإقليم ، وحذر المسؤولون الاكراد، السياسيين السنة بان التطرق الى هذا الموضوع في المستقبل سيقود الى قطع العلاقات معهم وسوف يفقدهم الدعم الكردي.
وبات واضحا ان الإقليم الكردي يشجع على إقامة إقليم سني ضعيف يكون تحت سيطرته بالتنسيق مع الاتراك والسعوديين، شرط ان يكف السياسيون السنة عن مناقشة وضع كركوك والمناطق المتنازع عليها باعتبارها مناطق “كردية” لاجدال حولها من وجهة نظر الاكراد.
وبهذا فان السياسيين السنة يدفعون ثمنا غاليا لأقامتهم في أربيل، بعد فرارهم من العدالة في بغداد.
ويفسر ذلك، كيف ان السياسين السنة لم يستنكروا اعمال القصف والتهجير التي تقترفها المليشيات الكردية ضد السكان في المناطق العربية.
وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير الشهر الماضي، إن القوات الكردية أزالت بالجرافات ونسفت وأحرقت الآلاف من منازل العرب في شمال العراق فيما قد يشكل “جريمة حرب”.
وقالت المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إنها تملك أدلة على وجود “حملة منسقة” يشنها الأكراد لطرد وضمت قوات البيشمركة الكردية أراض تعيش فيها أعراق مختلفة حيث يزعم الأكراد أنها أراضيهم.
الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية تؤيد الأدلة على وقوع تدمير واسع النطاق
وعلى طريق ضم الأراضي العربية الى الإقليم، تستمر حكومة إقليم كردستان في حفر خندق الى ما وراء المناطق العربية حيث تعمل حكومة الإقليم على ترسيم حدود “دولة” كردية، تضم فيما تضم، المناطق المتنازع عليها.
هذه الأهداف المريبة وراء حفر الخندق، تكللت في تصريح النائب التركماني حسن توران بقوله ان، الخندق هو لمآرب سياسية وليست أمنية.
وتلوذ أطراف وشيوخ عشائر سنية، يقيمون في أربيل، والسياسي العراقي اثيل النجيفي، بالصمت من الأفعال العنصرية لقوات البيشمركة تجاه العرب.
واستند التقرير الى تحقيقات ميدانية شملت 13 قرية وبلدة وإفادات أكثر من 100 شاهد كما يتضمن أيضا صورا التقطتها الأقمار الصناعية تظهر دمارا واسعا للمنازل في محافظات نينوى وكركوك وديالى.
وقالت منظمة العفو إن القوات الكردية تمنع السكان العرب الذين فروا من منازلهم من العودة إلى المناطق بعد طرد داعش.