في صفاقة شديدة ولكن ليست مستغربة اقدم سفير دولة الاحتلال اميركا في بغداد على توجيه إنذارشديد، ومكشوف –وهو الأول من نوعه منذ بدء الغزو قبل سبع سنوات- الى الحكومة العراقية الحالية –أو اللاحقة بعد انتخابات آذار- واضعا رقبتيهما على حد السكين، مخيّراً إياهما بين مااسماه بالجنّة الأميركية حيث المساعدة وتقديم العراق للعالم على حد زعم السفير، وبين جحيم إيران التي ستؤول إدامة العلاقة معها الى أذى كبير بحسب تلميحات كريستوفر هيل، وإشارته الى أن أميركا يمكن أن تؤذي العراق، لأن نفوذها لا يحسب بعدد جنودها فيه.وحذر كريستوفر هيل من أن ارتباط الحكومة العراقية بإيران ممكن أن يفقدها صداقة أميركا ويؤثر في علاقاتها بدول العالم. وقال هيل رداً على سؤال عن إمكانية لعب إيران دوراً أكبر في العراق وزيادة نفوذها مع سحب القوات الأميركية: “نحن نقول للعراقيين، إذا عملتم معنا فسيكون العراق عضوا في المجتمع الدولي، وستتمتعون بالاحترام أينما ذهبتم، وستكونون شريكا استراتيجيا للولايات المتحدة، لا نستخدم الأسلوب السلبي: لأن لدينا قوات في بلدكم ويمكننا أن نؤذيكم”، وأضاف: ”ونقول لهم إذا ذهبتم مع إيران سيكون الطريق مختلفا معكم".ووجه هيل انتقادات شديدة اللهجة إلى إيران، قائلا إنه ”لا يوجد شك في أن إيران أظهرت وجها حاقدا جدا في العراق، وهذا يعني أن علينا أن نكون حذرين من التدخل الإيراني الحاقد المستمر في العراق”. كما انتقد تسليح إيران للميليشيات، مشددا على إن ”الصواريخ التي تقع على رؤوسنا في المنطقة الخضراء هي إيرانية الصنع”.واتفق هيل في ندوة عقدت في واشنطن، مع تصريحات قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي أوديرنو بخصوص رئيس لجنة اجتثاث البعث علي اللامي واحمد الجلبي، قائلا ”من الواضح أنهما تحت تأثير إيران.. لدينا معلومات استخبارية تبلغنا بذلك”. وأكد السفير قوله: ”أتفق مائة في المائة مع هذا التصريح” .وتحدث هيل في الندوة مطولا عن الانتخابات في العراق، وأجاب عن أسئلة عدة حول قضية حظر مرشحين للانتخابات من خوضها بسبب استبعادهم بناء على قرار هيئة المساءلة والعدالة. منوها أن “العملية لم تكن شفافة ولم تلتزم بالإجراءات القانونية اللازمة، وكان لدينا قلق حولها”. واعتبر أن المساءلة والعدالة يجب أن تقوم بعملها ”بشفافية وخارج الإطار السياسي”، لكنه اعتبر أن الحل الذي تم التوصل إليه هو حل للمشكلة يسمح بالمضي قدما في العملية الانتخابية.وشدد هيل على أهمية الانتخابات في العراق، المرتقب إجراؤها في 7 آذار المقبل، قائلا ”الاختبار الحقيقي للنجاح لن يكون في تصرفات الرابحين فقط بل في رد فعل الخاسرين، وعلى الخاسرين في الانتخابات معرفة أن عليهم مسؤولية أكبر من غيرهم”، في إشارة إلى أهمية عدم اللجوء إلى العنف في حال الخسارة.وتوقع هيل أن تشكيل الحكومة الجديدة قد يستغرق”أسابيع إن لم يكن شهورا”.وأكد السفير الأميركي أن الولايات المتحدة تعمل على تنفيذ خططها لسحب القوات الأميركية من العراق تدريجيا ووقف العمليات القتالية في البلاد بحلول آب المقبل. وحذر هيل من ربط النفوذ الأميركي في العراق بعدد القوات فيه، وقال إن ”نفوذنا في العراق ليس محددا بعدد قواتنا فيه”، مشددا على أن”الولايات المتحدة جدية في رغبتها في علاقات طويلة الأمد مع العراق، وإذا كان العراق يريد هذه العلاقة فعليه أن يتعاون معنا”. وأضاف ”مثلما جلبنا التغيير إلى العراق، العراق قد غيرنا في الولايات المتحدة أيضا”، مشيرا إلى”الدروس” التي تعلمتها بلاده في العراق.وحدد هيل في ندوته في (معهد الولايات المتحدة للسلام) التزامات للولايات المتحدة، وهي ”مساعدة العراق على بناء مؤسسات سياسية ديمقراطية وصحية”، بالإضافة إلى ”مساعدة تطوير الاقتصاد العراقي” و”مساعدة العراق في تحسين علاقاته مع دول الجوار، وذلك سيعني ضمان دور للعراق ليس فقط كشريك يعتمد عليه، بل كشريك استراتيجي في المنطقة”. وكرر هيل الموقف الأميركي بأهمية سيادة العراق، قائلا إن ”العراق لديه سيادته الآن، لقد تقدمنا كثيرا منذ وقت سلطة الائتلاف المؤقتة، عندما كان العراق يؤمر من قبل قرارات سلطة الائتلاف، مثل تلك التي وضعت أحمد الجلبي رئيسا على عملية اجتثاث البعث”. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد عقد اجتماعا مغلقا مع هيل والجنرال أوديرنو بحضور نائب الرئيس الأميركي جو بايدن عصر أمس الأول لبحث التطورات في العراق
- info@alarabiya-news.com