نادية العبيدي
قال الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في حديثه الشريف ( لايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا) ابدأحديثي بهذا القول لما تسبب لي من الم وحزن مما سمعت ورأيت .. ومن اتعس ما افرزه الاحتلال على بلدنا هو ظهور اشخاص مشعوذين يدعون معرفة الغيب وحاشا لله ان يكون له شركاء في هذا..
تابعت اسفاً وارغاماً قناة الديار الفضائية التي تعرض برنامجاً منظماً يتابعه السذج والاميون من الناس بشدة فيما بينهم كالمسلسلات التركية .. هذا البرنامج بطله دجال يدعى علي الشيباني يزعم اشياء غير موجودة .. وينطق باحاديث نبوية محرفة ولا صحة لها .. يحرم الحلال ويحلل الحرام ويفتي عن غير معرفة …وكلنا نعرف ان الفتوى الشرعية لا ينطق بها المفتي او الشيخ عن الهوى الا بعد طول تمحيص وامعان تفكير لانه سيكون تحت طائلة حكم الله وان اخطأ او احدثت الفتوى ضررا بالناس فيتحمل وزرها ووزر من عمل بها .. ويساق صاحبها الى سقر..
وما جعل نفسي تعتصر الماً اكثر هو اسفي على الممثل القدير سامي قفطان اذ سولت له نفسه الجلوس امام دجال وفتح نقاشات مطولة ومنذ شهور عديدة ويدعو الناس الى تصديق ترهات هذا النوع من الدجل..!!
في بادئ الامر كنت اظن انها الكاميرا الخفية ..!! لكن وبمرور الوقت عرفت انه برنامج حقيقي…
لقد ازدادت هذه الظاهرة في الآونة الاخيرة واخذ الناس يتابعونها ويلاحقونها بكثرة وكانها الوحيدة التي ستنقذهم من حياتهم .. غير ابهين بشيء اسمه الحرام … والان ادركت ان المقولة التي كان الناس يطلقونها قبيل الحرب ( العبرة ليس بالحرب وضرب المدن … وانما العبرة بما بعد انتهاء الحرب..!!) .
ان ما افرزه الاحتلال من مآس لم تنحصر فقط بالجوع والبطالة والتشرد والموت المجاني وانما بالتخلف الذي اعادنا الى القرون الغابرة الماضية … الفنجان ,, والقهوة .. والفال .. وحساب النجوم … كل هذا يقع الان امام العيان …
ومن مفارقات هذا البرنامج الذي يقدمه هذا المشعوذ انه قد تسبب في طلاق احدى السيدات .. اذ كانت تتابع البرنامج وتحاول الاتصال بهذا النصاب .. وطالما كان زوجها ينهاها عن هذا الفعل .. لكن عنادها ساقها الى الهاوية .. حيث كسر جهاز التلفاز .. ورمى عليها زوجها يمين الطلاق .. وتشرد الاطفال ولا تزال القضية تعرض بالمحاكم لحد الان .. فليفرح الشيباني بهذا الانجاز العظيم ..
وقانا الله واياكم قلة العقل وضعف الدين وثبتنا واياكم على صراطه المستقيم.