سامي العسكري من موظف استنساخ عند قوات الغزو الى زعيم سياسييصفه اعداؤه بالحرباء ويتهمونه بالوصولية، وينصحه اصدقاؤه بترك السياسة لفشله

بغداد/ المسلة: تتواتر الشائعاتُ والمدْح والقَدْح، حول شخصية إشكالية، استطاعت منذ العام 2003، وعبر الظَفَر بثلاث دورات انتخابية من تحصين نفسها في قَصْر عاجي، يهزأ بالعواصف والمؤامرات.
انه سامي العسكري، المَوْتُورٌ، والمُنْهَمِك جداً في الوقت الحاضر في غرفة عمليات لتلميع شخصيته السياسية وتجميلها بعدما حفر “التقادم” في وجهه السياسي.
وليس سهلاً، تفسير شخصية مثل العسكري بتجرُّد، بسبب وجهات النظر المتطرّفة حوله، بين مدافعين عنه ومستفيدين منه، يجدون فيه “فلته” زمانه، وبين خصوم له ومتربصين به، يحسبونه دخيلاً على عِلْيةِ أقطاب السياسة وأهل الحكم، لا يستحق الحظوة التي يتمتع بها عندهم، لانه “انتهازي” و “وصولي” و “متقلّب” أو ما شاكل ذلك، من مصطلحات المدح والهجاء بعد 2003.
والخوض في تفاصيل سيرة العسكري السياسية، توميءُ إلى ما قد يسرُّ الرجل، فيما هي تسرُّ آخرين قَطْعاً ممّن يناصبونه الخصومة، أو ينظرون اليه بعين الحسد عمّا فاز به من المنصب والجاه.
وفي الحالين فان ثعلب الغابة يُعْرف مِنْ ذيله، وثعلب السياسة من أفعاله، ولابُدّ للمكر أن ينكشف ، يقول قائل ، وبناءً على ذلك، تجد من الصفات التي أضفى بها على نفسه، أو نعته بها مناصرون، عبر دعايته الانتخابية، وفي حسابه الشخصي على “فيسبوك” ، الكثير مما يوحي بأن الرجل يشعر بالغرور، حين يُنادى من قبل مريديه بـ”القوي الامين” ، و”مُملّك الاراضي للناس”، و “خيار الفقراء” و”صوت المظلومين” ، تماما مثل حليفه في الانتخابات عدنان الزرفي، ليضعا صورهما على كتب التلاميذ المدرسية في النجف، ما أثار الاستياء الشعبي، بحسب مواطنون.
وأشدّ النعوت التي يُقذف بها العسكري، “النفاق السياسي” و”الحربائية”، بحسب رفاق له يستذكرونه على مَضض، ومنهم، رفيق دربه غالب الشابندر، الذي بدا في مقالات له، وتصريحات متبرّماً من العسكري، مكيلاً له الاتهامات والمواقف “المُشينة” في الاخلاق السياسية.
يقول الشابندر في أدبيّات له نشرتها أكثر من نافذة اعلامية “جمعتني والعسكري تجارب سلبية، بعدما اتّفقنا بعد التغيير في العراق، على الكتابة بأسماء مستعارة للوقوف ضد ترشّح رجل الدين للبرلمان، وإذا رشّح أحدهم فعليه خلع لباسه الكهنوتي”.
ويردف الشابندر “حين بدأت اكتب في هذا الصدد، كان العسكري قد أكمل الاستعدادات لدخول العراق مع الجماعة الذين جاءوا مع الامريكان، و تحوّل إلى لسان في الدفاع عن رجال الدين”.
فيما يقول عنه رئيس حزب المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي، في معرض فعالياته الانتخابية التي كشفت أسرار الذين عمل معهم، ان “سامي العسكري جاء مع الأمريكان وعَمَلَ معهم (موظف) استنساخ للوثائق والاوراق، وكان قبل ذلك يعتاش على المساعدات الاجتماعية في لندن”.
ومهما يُفسَّر كلام الجلبي، باعتباره، جزءا من حملة دعاية انتخابية، ضد “ائتلاف دولة القانون” الذي ينتمي اليه العسكري، الا انه يكشف النقاب عن ماضٍ للعسكري خلال أيام المعارضة قبل 2003.
غير ان العسكري منذ عام 2003، استعصى على كثيرين، هزّ مركزه، بعد أن نَجَح في تلوّنه وتبدّله، ونعومة ملمسه من الافلات من قبضة الذين يكيدون الدسائس له، فتحالف بعد تشكيل مجلس الحكم، مع محمد بحر العلوم، لكن سرعان ما صدّ عنه حين لم يجد منفعة مادية فيه، وتقرّب الى ابراهيم الجعفري، باعتباره من مُريديه، لا من منافسيه، ثم اجتذبته كاريزما رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في سعيه الى الاستفادة من الرجل الاقوى في العراق.
يتفاخر العسكري بقرب داره من رئيس الوزراء، وكلما اتصل به احد يخبره بانني قريب من منزل رئيس الوزراء ورئيس الوزراء.
لم تكن علاقة سامي العسكري بأقطاب السياسة في العراق مُستحدثة، اذ يدّعي تاريخاً نضالياً بدأ من ايران، عبر لندن التي أقام فيها على رغم اعتباره العيش في الغرب “مفْسدة”، كما ينقل عنه، رفاق الدرب.
كثيرا ما يتردد على السفارة البريطانية داخل المنطقة الخضراء، وهناك علاقات له تفوق الحد السياسي.
وفي تفاصيل نضاله العتيد، انه في ذات يوم، انشقّ عن حزب الدعوة ليكيل له الاتهامات والشتائم، حتى اذا تغيّرت الريح السياسية، وأراد الرجوع الى صفوف الحزب، مُنع عن ذلك.
وبحسب الشابندر فان “العسكري شنّع على الحزب واتّهمه بالغباء السياسي، والتبعية، وقبل التغيير كان قد سافر إلى احدى دول أوروبا ليجتمع ببعض أزلام النظام العراقي السابق”.
ويقول إن الشيخ الاصفي أصر على طرده من الحزب بسبب هجومه على رجال الدين.
وخلال اللقاءات والاستعدادات الامريكية لغزو العراق واتصالاته بأقطاب المعارضة وممثليها، التقى العسكري بريتشارد بيرل، السياسي الامريكي المتشدّد، ما جعله عرضة لاستياء ابراهيم الجعفري، وسببا في طرده من حزب الدعوة ، كما يقول رفيق درب له.
ومِثْل الكثير من سياسييّ العراق، تحوّل العسكري من “مهموم” بالسياسة الى لاهث وراء المنصب والمال، والملذات والاهتمامات البرجوازية، فاشبع نهمه من السلطة والثروة بعدما كان يعيش في لندن على راتب الرعاية الاجتماعية، كما تقول مدونات تابعتها “المسلة” على النت.
العسكري طلب النصيحة من اصدقائه واجابوه :«ﻻ أنصحك بالترشح، فلم نلمس لك دور مهم في البرلمان يمكن ان يجبرنا على انتخابك».
وفي خضم توقه للحفاظ على انجازاته السياسية، عبر الترشّح للانتخابات، شُطِب اسم العسكري في25 شباط 2014 من قائمة المرشحين، لكن القرار أُبطِل فيما بعد، ليتنفّس العسكري الصعداء.
العسكري شكل للانتخابات “ائتلاف الوفاء العراقي” ضم بالاضافة اليه تشكيلين لا رابط “ظاهر” بينهما التشكيل الاول لامين بغداد نعيم عبعوب والتشكيل الثاني لمحافظ النجف عدنان الزرفي !
والتساؤل هنا، ما هو مصدر تمويل ائتلافه الجديد، وهو ليس اكثر من نائب ؟
ولم يسمع نصائح اصدقائه في الفيسبوك الذين طلب نصحهم حول ترشحه للانتخابات واجابوه بصراحة “عمي بروح ابوك لاترشح مرة ثانية” وقال له اخر “كافي ثلاث دورات من الفشل.. كافي .. خلي نجرب غيركم والله كرهناكم”.

Facebook
Twitter