زلزال

دنيا ميخائيل

في الدقيقة الأولى

 

اهتزَّ غصنُ شجرة

تحت قدم الطائر.

في الدقيقة الثانية

اهتزت المدينةُ كلُها تحت الطائر

المنازلُ انطوتْ فجأة

وكأنها العابٌ كارتونية

والناسُ

نزلوا

الى تحت الأرض

وظلوا هناك مثل جرح عميق.

لم يفهم الطائرُ سبباً

لتلك السرعة القصوى

للسقوط:

الولدُ الذي كان يستحمّ في النهر

والغريقُ الذي خلفه

والسائحُ في القارب الأبيض

والطالبةُ التي دستْ بجيبها

ورقة َ موعدٍ غرامي

وسيارةُ الأجرة المشتركة

التي نفد بها البنزين

والأمُ التي صرختْ بابنها

لأنهُ كان في الشارع وليس في المدرسة

والقطةُ التي تلمع عيناها

لدى رؤية صاحبها

والمغني مع طبل التانبو

والراقصون العراة تحت الشمس

والطفلة ذات الدمية المكسورة

نزلوا بدقيقة واحدة فقط

الى تحت الأرض

والأشجارُ، تحت الطائر

 سقطتْ كلها

لمجرد السقوط

وليس من أجل القارب الأبيض

ولا من أجل ورقة الموعد

ولا من أجل المدرسة

ولا من أجل البنزين

ولا من أجل المنازل

ولا من أجل القطة

ولا من أجل طبل التانبو

ولا من أجل الطفلة

ولا دميتها..

Facebook
Twitter