ماخور اميركا لم يتدخل حين اقتحمت داعش الموصل وصلاح الدين وديالى.
ولم يتدخل حين صارت قاب قوسين او ادنى من بغداد،
لكن هذا الماخور تدافع مع مواخير اوربا بالمناكب حينما حاولت داعش الاقتراب من اربيل.
قيل في الاولى: انها رغبة اميركية اوربية في الاطاحة بنوري المالكي عقب خروجه على واشنطن بعد ان خرج من معطفها، متناسية ان المالكي وقع على صك الانتداب المسمى زيفا باتفاقية الاطار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن رغم انف الشعب كله، ومتناسية ان المالكي داس على دماء شهداء العراق حينما وضع اكليل زهور على قتلة العراقيين، وهما امران لم يجرؤ عليهما سواه من بطانة العملية السياسية.
وقيل في الثانية: انها رغبة اميركية اوربية ايضا في اعادة رسم خارطة العراق وفقا لترتبيات نفطية وجيوسياسية تتعلق بمعارك محتملة على تخوم ايران وروسيا.
ورحل نوري المالكي (دفعة تركي بعصاية كردي).
وتوقع حسنو النيات والسذج ان الجنرالات ومن هو اعلى منهم الذين سلموا الموصل الى داعش سيحالون الى تحقيق علني، وفي التحقيق سيستبان ما خفي من اللعبة، وغفل هؤلاء ان ارادة من يسمون انفسهم بنواب الشعب ليست في قصر المؤتمرات ولا في مقرات احزابهم ولا كتلهم انما في مواخير واشنطن واوربا والرياض والدوحة وانقرة وغيرها، وذهب دم الموصل وصلاح الدين وديالى والانبار وكركوك بين القبائل.
وجاء حيدر العبادي، بارادة اميركية اوربية خليجية تركية وبتزكية بريطانية، ومع مجيئه كان الحشد الشعبي قد استكمل مستلزمات المواجهة مع داعش، فكانت عمليات تطهير جرف الصخر وآمرلي وديالى واجزاء واسعة من الانبار وكركوك والموصل.
وشهدت عمليات التطهير، انزالات جوية وطائرات تنزل اسلحة للجماعات الارهابية حينما اشتد الضرب العراقي الاصيل عليها، وانكرت (منغلة اميركا) ذلك، رغم ان عيني وليس عيني احد سواي شهدتا واحدة من هذه الطائرات وهي تحلق شبه شاقولية بعد ان حطت بحمولتها على مقربة من ابي غريب.
ومع تطهير ديالى، وشد قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي رحالها نحو صلاح الدين وكركوك والفلوجة، افلت الزهو لسان حيدر العبادي في مؤتمر دافوس فأعاب على ما يسمى بالتحالف الدولي ضعفه، وزل لسان ابراهيم الجعفري فقال ان فعل التحالف الدولي في الحرب على داعش لايتناسب مع امكانيات دوله ، فارتجت البنتاغون، وتداعى جنرالاتها الى رد على الارض.
فلم تمض الا خمسة ايام على التصريحين حتى تحولت داعش الى عفاريت من الجن انقضت على جنوب كركوك واقتحمت عامرية الفلوجة وربما ثمة انقضاضات اخرى في الايام المقبلة.
هل تسلمت الرسالة ايها السيد العبادي؟
هذه فرصتك لان تنضو عنك ثياب التأمرك والتبرطن، فان لم تهتبلها فـ (أكل ووصوص) حتى تشاء واشنطن ولندن غيرك، ولك في سلفك وصاحبك اسوة، وللعراق شعب يحميه ويفتديه.