نادية العبيدي
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Table Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Calibri”,”sans-serif”;
mso-bidi-font-family:Arial;}
* في خضم الصراعات اليومية التي يعيشها العراق سواء كانت سياسية او حكومية او اقتصادية او دولية ومنها صراع الكراسي والمناصب والتهافت غير المسبوق في اي صقع من اصقاع الدنيا على النهب والفساد ، وبعد اكثر من ثماني سنوات من الهدم المستمر لممتلكات الدولة والممتلكات العامة والحرب الشعواء التي قامت بها شلل ممن ركب مركب المحتلين على كل ماهو عراقي صميم طبقا لاجندتها في ان لا تبقي على حرث او نسل او غرس .. وبعيد ان انتهى الجزء الاكبر من عملية السطو على الوزارات والمسرحية المعدة مسبقاً في كيفية الانتقام من البنى التحتية وتدميرها كليا وحرقها وما فيها حتى لا تقوم للعراق قائمة اخرى الا بعد سنوات عجاف ليست بالقليلة … ظهرت وصفة اخرى لسرقة المال العام .. وبأفتراض حكومة الاحتلال ان الحرب قد انتهت وآن الاوان للعراق ان يرمم ويبنى من جديد رغم ان سقاية ارضه صارت من دمائنا … طفت على ارض الواقع سرقات جديدة بحجة التطور ومواكبة العصر . ومنها تلك السرقة الجديدة التي تتم علنا نهارا جهارا امام الملأ حيث لجأت النفوس غير الراكزة على المنطق الصحيح في الاعمارالى ترميم الوزارات والابنية الحكومية بشكل يوحي ان الغاية من الترميم ليس الاصلاح وتهيئة بيئة صحيحة لعمل آمن وسليم بل الانتفاع الشخصي المباشر او الانتفاع الشخصي غير المباشر من خلال عمولات الشركات والمقاولين التي تدفع بسخاء لهذا وذاك.
فجأة، تحولت وزارات ودوائر الدولة الى واجهات للعرض او ما يسمى بالفاترينات … جميعها مغلفة بالزجاج الازرق في زمن مازال التفخيخ والتفجير سيد المشهد اليومي في جميع المدن العراقية، فهل تلك عملية اعمارية جديدة تستوي مع المنطق والواقع؟ .. وهل يعقل ان تغلف بناية كاملة يزيد حجمها عن 1000 متر مكعب بالزجاج من القمة وحتى الاساس في بلد لا تزال السيارات المفخخة تخترقه من الخاصرة الى الخاصرة..
ناهيك عن الاتربة والغبار الذي يغطي جوه صيفا وشتاءا اي ما سيؤدي حتما الى امكانية الرسم بمختلف مدارسه السوريالية والمجنونة على الزجاج من الخارج بالاستعانة بالوان التراب الذي سيكون العلامة الفارقة للزجاج الازرق مؤقتا.
* منذ انبثاق ما يسمى حملة الاعمار تعودنا على رؤية مواد البناء ملقاة وسط الشارع وفي مركز المدينة بالذات والقصد منها انشاء الجسور السريعة المعدة للطوارئ للتقليل من الزحام الذي اصبح الطوق الخانق حول رقبة مدينتنا العزيزة … وما اود قوله ان الجسور المزمع تشييدها للتخلص من الزحام والتي مضت على البدء بانشائها سنتان واكثر مازالت قيد الانشاء رغم ان عمر مقاولتها قد انتهى …!! والسبب مجهول ..والجسران الشاخصان في منطقة علاوي الحلة التي تكتظ كل يوم بملايين البشر فهي مركز انطلاقهم من والى اعمالهم وشؤونهم مازلا يؤكدان ان اعمار المقاولات حبر على ورق فقد كنت الحظ ان هناك لوحة معدنية مكتوب عليها اسم الجسر والجهة المسؤولة عنه وتاريخ البدء بالعمل ومدة التشييد الخاصة به وما يلفت النظر ان المدة تتضمن ايام العمل فقط والمقصود بها مدة الانجاز اي تحتسب على ايام العمل … ومفتوحة الايام …. ترى متى يكون معيار الاعمار هو الزمن والنوع؟؟؟
لا اظن ان ذلك المعيار سيكون في حوزة العراقيين مازالت السمكة( خايسة من راسها) كما يقول المثل العراقي المعروف.