روسيا ترفض جنوح الناتو الى استخدام القوة المفرطة ضد ليبيا

اميركا تسلح المتمردين بأموال سعودية والناتو يدربهم باموال قطرية واماراتية

 

 

 

 

ما زالت تطورات المشهد الليبي على الصعيدين السياسي والعسكري تغطي مساحات واسعة من الصحافة البريطانية وخاصة بعد انتشار الخبر عن احتجاز المتمردين في شرق ليبيا دبلوماسيا بريطانيا مع افراد حمايته من قوات النخبة البريطانية والفشل الذريع الذي منيت به مهمة الدبلوماسي البريطاني

 

لكن اهم ما يلفت النظر في تغطيات هذه الصحف مقال في صحيفة الاندبندنت بقلم مراسلها في الشرق الاوسط روبرت فيسك تحت عنوان ” خطة امريكية سرية لتسليح معارضي القذافي” جاء فيه ان الادارة الامريكية تحاول تفادي التورط مباشرة في الصراع الدائر في ليبيا حتى لو طال امد هذا الصراع لكنها توجهت الى السعودية بطلب لتقديم الاسلحة للتمردين.

 

وتقول الصحيفة ان السعودية تعتبر الحليف الاوثق للامريكيين في المنطقة وهي الوحيدة القادرة على تمرير الاسلحة للمتمردين في ليبيا بحيث يمكن للولايات المتحدة ان تنأى بنفسها عن التورط المباشر في الرمال الليبية المتحركة رغم ان الاسلحة ستكون امريكية المصدر وسعودية التمويل

 

وعلى ذمة الصحيفة اخبر الامريكيون السعودية ان متمردي بنغازي بحاجة ماسة الى الاسلحة المضادة للدبابات وقذائف الهاون والصواريخ المضادة للطائرات للتصدي للهجمات التي تشنها القوات الليبية لاستعادة المدن التي يسيطر عليها المتمردون.

 

ويمكن للاسلحة ان تصل خلال 48 ساعة للمتمردين اذا سارت الامور كما تريدها واشنطن بواسطة طائرات نقل تحط في مطار مدينة بنغازي او احد المطارات العسكرية التي وقعت بيد المتمردين بحيث يمكنهم شن هجمات على المدن الاخرى وهو ما سيخفف الضغط على الادارة الامريكية من قبل جهات داخلية وخارجية تدعو لاقامة منطقة حظر طيران فوق ليبيا

 

وتقوم طائرات الاستطلاع الجوي الامريكية من طراز اواكس بمراقبة الاجواء الليبية منذ عدة ايام وتتصل بشكل مباشر ببرج حركة الملاحة الجوية في مالطة وتطلب منها المسارات الجوية التي تسلكها طائرة القذافي الخاصة خلال الاربع والعشرين الساعة السابقة وهي متجهة الى الاردن او قادمة منه.

 

وتطرقت صحيفة الديلي تليجراف الى الشان الليبي لكن من زاوية اخرى حيت تناولت المهمة الفاشلة لدبلوماسي بريطاني للقاء المتمردين المتمركزين في مدينة بنغازي

 

وقالت الصحيفة ان الطائرة العمودية التي كانت تقل دبلوماسيا بريطانيا وعددا من عناصر القوات الخاصة البريطانية عندما حطت على 20 ميلا من مدينة بنغازي في وقت مبكر من نهار الجمعة الماضي قوبلت بنيران الاسلحة خاصة عندما شاهد السكان المحليون هؤلاء العناصر وهم يرتدون ملابس مدنية ومدججين بالاسلحة.

 

واعلن السفير البريطاني في ليبيا ان الدبلوماسي كان في مهمة استطلاعية لفتح قناة حوار مع المتمردين في مدينة بنغازي

 

من جهة اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان موسكو تعتبر محاولات استخدام القوة في العالم في حل القضايا السياسية في مختلف البلدان غير جائز  .
وقال لافروف في مؤتمر صحفي في ختام اجتماع وزراء خارجية بلدان رابطة الدول المستقلة يوم 8 ابريل/نيسان انه “من الضروري الا يتغاضى المجتمع الدولي مستقبلا عن محاولات حل القضايا بالقوة، وان يشجع التنظيمات السياسية في الدول المعنية على اجراء مفاوضات  “.
وتدل على هذا، حسب قوله، الاحداث الاخيرة في عدد من بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا  .
ومن جانب آخر، تتيح الاحداث في هذه البلدان، كما اشار الوزير الروسي، الخلوص الى استنتاج انه “لا يجوز التأخر في اجراء الاصلاحات الضرورية بغية ان تتطور الدول بصورة طبيعية، ولا تجوز محاولة حل المشاكل الموجودة عن طريق استخدام القوة الفظة  “.
من جانبه اعرب همراخان ظريفي،وزير الخارجية الطاجيكي (طاجيكستان تترأس في الوقت الحاضر رابطة الدول المستقلة)، عن الثقة في ان احداث الشرق الاوسط وشمال افريقيا لن تنتقل الى مناطق اخرى في العالم، وتحديدا الى اسيا الوسطى  .
وقال ان “كل منطقة لها خاصيتها، ولذلك لا نستطيع الآن ربط منطقة بأخرى بصوة حسابية. وانا اعتقد انه لا توجد مقدمات لهذا التأثير على اسيا الوسطى

 

وفي تقرير مطول نشرته على صدر صفحتها الاولى نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن مصادر عسكرية بريطانية رفيعة المستوى قولها ان بريطانيا ستحث دولا عربية لتولي تدريب قوات التمرد الليبية لتعزيز وضعها الميداني قبل اي مفاوضات لوقف اطلاق النار.

 

وقالت المصادر انه يجري التفكير في استئجار شركات امن خاصة، يعتمد بعضها على عناصر سابقة من القوات الخاصة البريطانية، لمساعدة قوات التمرد على ان تتحمل دول عربية دفع كلفة هذه الشركات الخاصة.

 

ويقول تقرير الغارديان ان هناك تقديرا عاما الان ان قوات التمرد غير المنظمة لن تحرز تقدما وحدها، لذا ينظر اعضاء حلف شمال الاطلسي (الناتو) في الطلب من دول عربية مثل قطر والامارات القيام بتدريب قوات المعارضة او دفع تكاليف التدريب.

 

ومعروف ان قطر والامارات تشاركان عملية ناتو العسكرية في ليبيا حاليا.

 

ويتوقع ان تأخذ عملية تدريب المتمردين شهرا على الاقل كي يصبحوا قادرين على المناورة وتحقيق تقدم على الارض.

 

وتنقل الغارديان عن مصدر بريطاني قوله: “انهم لا يتقدمون، فقط يسيرون على الطريق بالسيارات وحين يرون مدافع موجهة نحوهم يهربون”.

 

ويعتقد ان التدريب، لو تم، لن يكون مناقضا لقرار الامم المتحدة بالتدخل العسكري في ليبيا اذ انه يقع تحت عبارة “كل السبل الضرورية” لحماية المدنيين.

 

وتقدر المصادر البريطانية ان عدد القوات الفعلية بين المتمردين، مع اضافة المنشقين عن الجيش الليبي، هو في نطاق المئات او ربما الاف قليلة.

 

ويقدر الجميع انه في مرحلة ما سيكون هناك وقف فعلي لاطلاق النار، والمشكلة انه حين يحدث ذلك لا يجب ان يكون الوضع العسكري لصالح القوات الليبية

 

.

 

Facebook
Twitter