موسكو-سانا: حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن الخطوات أحادية الجانب وغير المدروسة تؤدي إلى تدهور الوضع في منطقة الشرق الأوسط.
جاء ذلك في كلمة ألقاها لافروف أثناء فعالية “قراءات بريماكوف” المخصصة لاحياء ذكرى المستشرق الروسي المخضرم رئيس الوزراء السابق الراحل يفغيني بريماكوف.
وقال لافروف “إن تطور الأحداث في المنطقة يؤكد صحة موقف بريماكوف الذي اعتبر تعاون اللاعبين الخارجيين شرطا مطلوبا لتجاوز المشاكل الكثيرة في منطقة الشرق الأوسط”.
من جهته أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وافريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ان موسكو تجري اتصالات “شبه يومية” مع ممثلين عن “المعارضة السورية” بما في ذلك ما يسمى “الجيش الحر” إضافة إلى عقد لقاءات مع مختلف أطياف المعارضة في موسكو وباريس وإسطنبول.
وأوضح بوغدانوف أنه عقد لقاءات مع ممثلين عما يسمى “الجيش الحر” في موسكو وباريس والقاهرة مضيفا “التقيت كثيرين قالوا إنهم يمثلون الجيش الحر واجتمعت مع بعضهم في القاهرة فيما قام آخرون بزيارات إلى موسكو وجميعهم يقولون إنهم يمثلون “الجيش الحر” ويؤكدون أنه ليس لهذا الجيش قيادة موحدة أو قائد واحد كما لا توجد أي هيئة أركان تابعة له”.
وكانت روسيا طالبت الدول الغربية بتزويدها بما تملكه من معلومات حول ما يسمى “الجيش الحر” ليتم التواصل معه ان كان موجودا بالفعل لكن الدبلوماسيين الروس وعلى جميع المستويات اكدوا انهم لم يتلقوا اي معطيات او ردود بهذا الشان رغم التقدم بطلبات رسمية الى بعض وزرات الخارجية بهذا الخصوص ومنها وزارة الخارجية البريطانية.
وفي سياق متصل أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن استخدام القوة بأي شكل في سورية أمر غير مقبول.
ونقلت وكالة تاس الروسية عن ريابكوف قوله خلال حفل في منشاة ماراديكوفسكي للتخلص من الأسلحة الكيميائية في اقليم كيروف ردا على سؤال بشأن احتمال شن عملية عسكرية برية امريكية في سورية : “إن مسالة استخدام القوة بأي شكل أو صيغة دون موافقة دمشق أمر غير مقبول بالنسبة لنا”.
وأضاف ريابكوف : “إن هذا الوضع مستمر منذ وقت طويل .. وهذه إحدى القضايا التي نختلف بشكل أساسي بشأنها مع الولايات المتحدة” لافتا الى ان على واشنطن البحث مع روسيا عن سبل للتوصل الى تسوية في سورية بدلا من التسبب بالمزيد من التعقيد للوضع.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أكدت أمس أن الصيغ أحادية الجانب لا يمكن أن تساعد في حل الأزمة في سورية مشددة على ضرورة توحيد جهود كل الدول الاقليمية واللاعبين الخارجيين الذين بإمكانهم المساهمة في تحقيق هذا الهدف.
الى ذلك أكد ريابكوف أن روسيا تبذل أقصى الجهود لمنع الإرهابيين من امتلاك اسلحة كيميائية قائلا : “في هذه الصفحة الجديدة من التاريخ المأساوي للشرق الاوسط نرى بأم أعيننا الارهابيين يحاولون امتلاك هذا النوع القاتل من الأسلحة وواجبنا هو مواجهة هذه الافكار الوحشية والمناهضة للإنسانية من خلال جهود مشتركة”.
وتابع ريابكوف “إن وزارة الخارجية الروسية بالتعاون مع الوكالات والمنظمات المختصة ستتخذ جهودا قصوى لحل هذه المشكلة”.
وأعرب المسؤول الروسي عن ثقته بان عملية التخلص من الترسانات العسكرية الكيميائية في العالم “تتسم بطبيعة لا رجوع فيها” مضيفا “لقد لزم البشرية وقت طويل للتوصل الى توقيع معاهدة الأسلحة الكيميائية ومنذ ذلك الوقت نتخذ بشكل متواصل كل الاجراءات لتطبيق التزاماتنا والحرص على ان تكون الاتفاقية ذات طبيعة عالمية”.
- info@alarabiya-news.com