نعى اتحاد الادباء والكتاب في العراق الشاعر حسين عبد اللطيف الذي غادر الدنيا عن عمر ناهز الـ 69 عاماً اثر اصابته بجلطة دماغية في مستشفى الفيحاء بالبصرة عن عمر ناهز 69 عاما.
شيع ادباء البصرة في في منطقة المعقل زميلهم الشاعر حسين عبد اللطيف الذي وافاه الاجل بعد صراع لسنوات مع المرض جعل حالته الصحية غير مستقرة تهزها جلطة مفاجئة ويؤثر فيها ارتفاع نسبة السكري في دمه الذي اهداه بترا لاصابع قدمه ومن ثم جنى عليه بأن دفعه الى الرحيل بجلطة دماغية منحته النهاية التي لسان حاله يقول فيها: (أسدلوا الستائر، هو وحده، من يمتلك وضع اليد، على كل شيء، أوصدوا الأبواب، الوقت قارب….، العربة أوشكت….، ليلبث حاملو الزهور مليا، كي يغنوا لي أغنية السلوان، ويمجدوا رحيلي).
ويشبه رحيل الشاعر حسين عبد اللطيف رحيل اغلب الادباء العراقيين الذين حين تتطاول عليهم ايدي الامراض يعيشون في معاناة مستمرة دون ان يلتفت اليهم احد، على الرغم من المناشدات التي لم تجد نفعا، وسبق ان ناشد عدد من الاعلاميين والشعراء المسؤولين في محافظة البصرة أولا بإيلاء أقصى درجات العناية بالشاعر، وفي حين ناشدوا البرلمان العراقي ورئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية بتفقد حالته وإحالته الى مستشفيات متخصصة داخل أو خارج العراق ولكن كل ذلك راح ادراج الرياح.
والشاعر حسين عبد اللطيف من مواليد مدينة البصرة عام 1945، من شعراء البصرة النبلاء المعروفين بدماثة الخلق والابداع الذي يشار اليه بالتميز والالتزام، تمتد تجربته الشعرية الى اكثر من 40 عاما وكان واحدا من شعراء شباب يتطلعون الى وجوه الشعراء الاخرين والى مستقبلهم من خلال تفاعلهم مع الوسط الشعري ونتاجات الشعراء المميزين فيه على الرغم من المعاناة في النشر، وهو كما يقول عن ذلك (اتيت في ذيل الستينات وحييت بداية السبعينات،الجيل العراقي السبعيني قد تاثر بمنجز ومعطيات الشاعر سعدي يوسف اكثر من أي شاعر اخر وفهمت تقنية الاسباني لوركا واخذت ابذل الصور في شعري على هذا المنحى)، فكانت له مكانة مميزة بين زملائه لا سيما انه عشق الشعر واصبحت له مكانة كبيرة في حياته وهو القائل عنه ( الشعر كل شي بالنسبة لي،استطيع من خلال ما اكتبه ان اعبر عن ما اريد واتحدث عما اريد في كل الامور ولكل شعر جمالياته وابنيته واساليبه الخاصة وانا اكتب شعر التفعيلة وقصيدة النثر).
اصدر خمسة دواوين شعرية ونشر العديد من القصائد، صدر ديوانه الأول (على الطرقات ارقب المارة ) عام 1977 فيما صدر ديوانه الثاني (نار القطرب) -بغداد 1995، ونال الجائزة الاولى كافضل نتاج شعري عراقي من قبل وزارة الثقافة والاعلام انذاك، وله كذلك ( امير من اور) و وديوان(لم يعد يجدي النظر) و (بين آونة وأخرى يلقي علينا البرق بلقالق ميتة – متوالية هايكو / سلسلة كتب بصرية -وزارة الثقافة بغداد2012)، و (بابلو نيرودا كتاب التساؤلات –حسين عبد اللطيف كتاب الاجابات: ترجمة واعداد سحر أحمد)، عن دار أزمنة العام 2014وهذه النتاجات يستمدها كما يقول (من القراءة الكبيرة على امد السنين والمتابعة للشعراء ذو الخبرة وجو التجارب التي عانيتها وعشتها كما وانا لا اكتب كثيرا بل انا شاعر غير مقلد ففي كل دواويني تجد نزعة التجريد فانا انحو مناحي اخرى لتطوير شعري)،
يقول عنه الشاعر كاظم الحجاج : حسين عبد اللطيف وانا من جيل شعري واحد، غير انه سبقني في منتصف الستينيات إلى التفعيلة التي كانت تجديدا في وقتها، في حين أنا بقيت على شعر العمود التقليدي حتى بداية السبعينيات. قصائده المبكرة يبدو حسين عبد اللطيف لم يظهر بقصيدة عمود واحدة لا بالنشر الأولي ولا بالمشاركة في احتفالات شعر العمود مع انه يتقن هذا الشعر الأولي.
واضاف: قصائد التفعيلة التي ابتدأ بها حسين مسيرته في النشر هي “قصائد تنبئ عن ميل شبه غريزي إلى التجديد ومن ثم التفرد..، واستطيع أن ازعم انه سبقنا جميعا إلى ما يمكن أن يسمى (نثر التفعيلة) من خلال جملته اليومية التي تشبه ترابا يلمع تحته شيء براق خاطف.
فيما قال عنه حمزة الحسن: الشاعر حسين عبد اللطيف هو احد شعراء الصمت والغياب والعزلة والنسيان، لكنه المغني الابهي في حفلات العشق والذبائح، وحين يخلو المهرجان يوما من الطبول والضجيج والدخان وحفلات الشرطة والوشاية، سيكون حسين عبد اللطيف احد الذين يجلسون في ملكوت الشعر وفي يده وردة وخبزة ونبيذ وعلى مقربة منه اراجيح الاطفال الفقراء وهم يغنون للمطر مع مزامير من اللبلاب.
واضاف: حسين عبد اللطيف الذي لايذكره احد، وربما لا تعرفه غير نخبة الشعر، فضل الانزواء، وعزلة الذئب، لكي يظل يتذكر مع الشاعر “ريلكة” تلك الشجرة على المرتفع ونزهة الامس. وهذا الشاعر هو احد شعراء جيل الستينات القلائل الذين كان الشعر ولايزال عندهم طقسا نقيا ونظيفا وسريا كممارسة الحب او سماع الموسيقى أو الاحتفال بمرور غيمة أو ولادة طفل أو ولادة ريح