رحمة تصعد الى هاوية ستار اكاديمي

نادية العبيدي

كان النعاس يغالبني والاجهاد يهتك بأجزاء جسدي المنهك لكن كانت بي رغبة للتنقل بين القنوات الفضائية لمعرفة ما هو جديد وربما يمنح هذا تغييرا بسيطا بعد اجهاد يومي من العمل ..
تنقلت دونما قصد بين مفاتيح الفضائيات بملل فوقع بصري على قناة غريبة شنفت لها مسمعي وفتحت لها عيني على وسعهما وسعيت لاهثة قرب التلفاز كي اتأكد واتيقن مما يحدث واخذت انفض اذني فربما اختلطت علي اللغة من شدة تعبي وكثرة صمتي اثناء انشغالي بالعمل فنسيت ان اللغة التي يتحدثون بها هي العربية ..!! نعم انهم عرب اذن .. طردت النعاس فلم يعد له الان لزوم .. واستنفرت كل حواسي .. واستجمعت قواي كي يستعيد عقلي ما رآه ويتيقن انهم عرب نعم عرب … وعندما تحققت من الامر عرفت انها قناة فضائية تختص بمدرسة فنية خاصة تدعى (ستار اكادمي) ….!!! راقبت التصرفات الخاصة بالشباب الموجودين في الاكاديمية .. فلم اجد غير انحلال اخلاقي وخلقي وتصرفات غير مسؤولة ، وصفاقة بتعامل بعضهم مع بعض وتهتك عجيب ..!!
كانت الكامرات مزروعة في كل زوايا المكان ترقب عن كثب ما يحدث والتصرفات التي يقوم بها كل فرد من اولئك الشباب… غرف مفتوحة امام الكامرات .. ملابس معلقة بصورة علنية امام المتفرجين وكأننا في سوق عام ..
وما اثار غضبي هو استهتار الشباب ودخولهم الى غرف الفتيات والجلوس على اسرتهن والتحدث معهن وكانهم يعيشون منذ زمن عائلة واحدة في بيت واحد ، بعيدين عن الانضباط الاجتماعي والاخلاقي والديني الذي تناسوه تماماً ناهيك عن المشاحنات العلنية امام الكامرا غافلين انهم سيصبحون فنانين في المستقبل ..!!
وكم كانت دهشتي كبيرة حينما عرفت ان من بين هؤلاء الطلاب في الاكاديمية فتاة عراقية تدعى (رحمة) وهي ابنة الفنان العراقي الراحل (رياض احمد) ويا للاسف فالابنة ليست على سر ابيها …!!
انا لا اقصد هنا الصوت والاداء ابدا فهي تملك قدرة غنائية هائلة وامكانية واسعة وبامكانها ان تتسلق السلم الغنائي بسرعة البرق … لكن ما قصدته تصرفاتها هي بالذات .. كانت تتصرف وكانها تعيش في جزيرة منفصلة عن العالم عصبية المزاج .. تتكلم بيديها اكثر مما تتكلم بلسانها وكأنها ليست فتاة بالمرة ، فظة الكلام سليطة اللسان … اتراها نسيت انها عراقية ..!! وانها تعكس اخلاقها على الفتيات العراقيات .. اليس الاجدر بها ان تتذكر ولو لمرة واحدة انها تنتمي لبلدها الجريح المحتل الذي دخل عامه الثامن من فاجعة الاحتلال الا تتذكر ان والدها صوت الشجن العراقي الاصيل والحنجرة التي هذبت حواس اغلظ الناس ، وكانت علامة فارقة من علامات الوطن والناس ،ما برح ارض العراق في الازمنة الصعبة وظل لصيقا بتربه بلده حتى ارتداها كفنا، ثم اليس من الامانة ان تحفظ تلك الفتاة السيرة الطيبة لابيها فلا تهفو الى ماهفت اليه في برنامج غايته اساسها اشاعة التهتك والفساد والافساد؟.

Facebook
Twitter