رؤساء روسيا وإيران وأذربيجان يبحثون الوضع في سورية ويؤكدون ضرورة مكافحة الإرهاب من خلال جبهة واحدة

باكو-موسكو-سانا: دعت روسيا وإيران وأذربيجان دول العالم إلى التصدي بشكل شامل وموحد للإرهاب الدولي والعمل على تسوية الأزمات عن طريق الحوار وعلى أساس مبادئء وأحكام القانون الدولي.

وأكدت الدول الثلاث في بيان مشترك صدر بعد قمة جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني والاذربيجاني إلهام علييف في باكو  تصميمها على التصدي بشكل شامل للارهاب والتطرف والجريمة العابرة للقارات والاتجار غير الشرعي بالأسلحة وتهريب المخدرات والاتجار بالبشر والجرائم في مجال تكنولوجيا المعلومات والحواسيب.

ودعا البيان المجتمع الدولي إلى دعم جهود الدول الثلاث في محاربة الإرهاب كما طالبه بتوحيد جهوده في التصدي بشكل فعال للتهديدات التي يتعرض لها الاستقرار والأمن الدوليين مع دور محوري تلعبه الأمم المتحدة.

وأدانت الدول الثلاث بأشد العبارات الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره مشددة على أهمية إجراء مشاورات ثنائية ومتعددة الأطراف من أجل تبادل المعلومات حول التطورات ووضع إجراءات ترمي إلى التصدي للإرهاب بشكل فعال.

وأكد البيان أن “النزاعات العالقة في المنطقة تمثل عائقا كبيرا على طريق تطوير التعاون الإقليمي” لافتا إلى ضرورة تسويتها في أقرب وقت وعن طريق الحوار وعلى أساس مبادئ وأحكام القانون الدولي.

وكان الرئيس بوتين أكد في كلمته خلال القمة الثلاثية أن الإرهاب المتنامي وتنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين وباقي المجموعات الإرهابية تمثل خطراً حقيقياً على الجميع.

وقال بوتين: “نحاول الوصول إلى طريقة مشتركة للمواجهة ما يستدعي أن يكون بيننا تعاون وثيق وقريب” مشيراً إلى أهمية وجود نوع من تبادل المعلومات والتعاون ضد التنظيمات الإرهابية.

ولفت بوتين إلى ضرورة التصدي الناجح لمنع عبور الإرهابيين عبر الحدود.

وأشار بوتين إلى أن التواصل بين روسيا وأذرييجان وإيران في المستقبل يحتاج إلى “نوع من الواقعية” وقال: “علينا أن نجيب على تساؤلات شعوبنا وتنامي هذه العلاقات فيما بيننا كي تتنامى هذه الحالة إلى كل منطقة بحر الخزر “مؤكداً أن روسيا على أتم الاستعداد للتعاون المشترك والمشاركة في هذه النشاطات بشكل مستمر.

وأوضح الرئيس الروسي أن بلاده وأذربيجان وإيران فتحت آفاقاً جديدة للتعاون فيما بينها وهي على استعداد لتنسيق مواقفها فيما يخص قضايا المنطقة لذلك “نأمل في المستقبل أن يكون هذا التعاون متعدد الأطراف”.

بدوره أكد الرئيس الإيراني أن التعاون الإيجابي بين إيران وروسيا بشأن حل الأزمة في سورية يشكل نموذجا جيدا للتعاون الإقليمي مبيناً أن العلاقات بين البلدين أوجدت نوعاً من التطور المطلوب خلال السنوات الأخيرة في مسيرة حل الملف النووي الإيراني والاتفاق مع مجموعة “خمسة زائد واحد”.

ورأى روحاني أن التحديات التي تواجه إيران وروسيا الاتحادية وأذربيجان تتطلب التعاون المشترك بين هذه الدول الثلاث مشيراً إلى أن سياسة إيران الخارجية مبنية على التعاون مع دول الجوار وصولاً لتحقيق المصالح المشتركة.

وأكد روحاني أن مكافحة الإرهاب المدعوم من القوى الخارجية وجرائم تهريب المخدرات تحتاج إلى مواجهة وتعاون بين البلدان الثلاثة ما يوفر الأرضية للتعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية داعياً إلى أن يكون الإجتماع القادم لهذه القمة على مستوى الوزراء في إيران.

من جهته طالب الرئيس الأذربيجاني الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن تتحد ضد ظاهرة الإرهاب الذي يهدد الأمن والسلام الدوليين مشدداً على ضرورة الحوار من أجل حل الأزمات في العالم وفقاً للأصول الدولية.

وأكد علييف على ضرورة التعاون بين هذه الدول الثلاث في مجال النفط والطاقة والغاز وغيرها من المجالات الاقتصادية مشيراً إلى أن انعقاد القمة في ظل هذه الظروف يبدد أي تهديد مشترك لهذه البلدان.

وقال علييف: إن “الإطار الثلاثي الذي أسسناه اليوم هو برتوكول عظيم وتاريخي” كما أن اجتماع اليوم هو اجتماع تاريخي يساعد على التعاون واستقرار الأمن والسلام في المنطقة.

من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الارهابيين لن يفلتوا من العقاب رغم محاولات التمويه التي يقومون بها داعيا الأمم المتحدة إلى تحديث قوائم المجموعات الإرهابية.

ونقلت سبوتنيك عن لافروف قوله خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه الإيراني والأذربيجاني في ختام قمة ثلاثية جمعت اليوم قادة البلدان الثلاثة في العاصمة الأذربيجانية باكو: “مهما قام الإرهابيون بالتمويه ومهما غيرت (جبهة النصرة) اسمها لا ينبغي لأحد أن يفلت من العقاب”.

وأضاف لافروف: “نأمل بأنه مهما كانت الأسباب وبغض النظر عن أي أحد فإن مكافحة الإرهاب يجب أن تسير” داعيا الأمم المتحدة إلى تحديث قوائم المجموعات الإرهابية.

من جانبه أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ديميتري روغوزين أن رؤءساء روسيا وإيران وأذربيجان بحثوا الوضع في سورية خلال القمة الثلاثية التي عقدوها اليوم في باكو لافتا إلى ان الأزمة في سورية تعتبر موضوعا أساسيا في جميع المباحثات ومع جميع البلدان التي تملك إمكانية التعامل مع السياسة العالمية وتملك لذلك تفهما وعلاقة مباشرة.

وقال روغوزين في تصريح للصحفيين اليوم: “إن هناك خطرا لتحول أو تطور تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية بصورة غير خاضعة للرقابة والتي تنبغي مكافحتها في سورية بجبهة واحدة”.

وأضاف روغوزين: “إن هذا الخطر لا يشمل تنظيم داعش فقط بل جميع أولئك الذين يختفون وراءه ولهم اهدافهم ومهماتهم كما أنه لا يقتصر على العالم الاسلامي وخاصة بعد تلك التهديدات التي أطلقها الإرهابيون ضد روسيا وبلدان أخرى”.

وشدد روغوزين على ضرورة الرد على تهديد تنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية بإقامة جبهة موحدة مبينا أن هذا الامر تجري دراسته حاليا.

Facebook
Twitter