حواديت ألمانية بنكهة سحر الشرق وألف ليلة وليلة

يضم كتاب “حواديت الأخوين جريم”، كل حواديت الأطفال الشهيرة، فمن سندريلا إلى العنزات الصغار وأمها، إلى ذات الرداء الأحمر وغيرها من القصص، والتي نجد لها أصولا في التراث الألماني.

هذا الكتاب، الصادر حديثا عن هيئة الكتاب، ضمن مشروع مكتبة الأسرة بالقاهرة، من ترجمة منى الخميسي، خاص بالأساطير والتراث الألماني، فالغابة مليئة بالحكايات والقصص العجيبة والمدهشة، كل ما عليك إلا أن تخطو نحوها واضعا يدك على قلبك.

وقد استغرق الأخوان جريم في تجميع هذه الحواديت في ألمانيا أكثر من نصف قرن، من سنة 1806 إلى 1856، حيث كان الأخوان يدوّنان ما يرويه الشيوخ والعجائز والنساء وسكان القرى النائية في كل أطراف ألمانيا من حكايات وحواديت، ولا يضيفان شيئا قط، ولا يحوّران ما يسجلانه.

كانت كل طبعة حديثة للحواديت تضمّ الجديد منها، وتتمّ مراجعة القديم، ومقارنته بما يقصّه الناس في كل ربوع ألمانيا، وكان الرواة يقصّون الحدوتة الواحدة بعدة طرق، وتختلف هذه الطرق إلى أن تبدو الحدوتة الواحدة في النهاية وكأنها عدة حواديت، وإذا حار الأخوان جريم في التعرف إلى الأصل منها تخيّرَا الأفضل والأبسط لكتاب الحواديت الأصلي، ثم حفظَا البقية المتكررة في الجزء الثالث.

وتبدو الحواديت المتكررة في بعض الأحيان وكأنها حواديت مستقلة، لذلك انتخبت المترجمة منى الخميسي في هذه الترجمة العربية، الطبعة الألمانية الكاملة للحواديت ليطلع عليها القارئ العربي للمرة الأولى غير ناقصة.

تقول المترجمة الخميسي “إنني توخيت الحذر والدقة والأمانة في ترجمة الحواديت، ولم أضف سوى مداخل الحواديت بعبارات من تراثنا (كان يا مكان) مع العلم أن هذه المداخل كانت إما مستقاة من حكاية الحدوتة ذاتها، أو ترجمة دقيقة للسطور الأولى منها، وبهذا المعنى فإن هذا التدخل محصور في إطار محدود إلى أقصى حدّ، وأنهيتُ الحواديت كذلك بخاتمة تتكرر مع كل حدوتة، وذلك لنقل جزء خارج نص الحدوتة وسياق الأحداث إلى مناخ الحواديت العربية الروحي والفني دون الاقتراب من النص نفسه”.

تضم هذه الترجمة مقدمة الطبعة الثانية التي كتبها الأخوان جريم، وفيها يعرضان أسباب جمعهما هذه الحواديت، حيث يقولان “عندما أدركنا أن كل الذي تفتح في الأزمنة الغابرة كاد يندثر تماما، ولم تبق منه سوى أغان قليلات وعدد شحيح من الكتب والأساطير وحواديت الأطفال، التي مازال بعضها منتشرا وسط الشعب، في المجالس حول أفران التدفئة، سلالم الدار الطينية، الأعياد التي تجري الاحتفالات بها، سكينة المراعي والحقول، وقبل كل شيء في الخيال النقي، ذلك السياج من الأشجار الذي صانوه وحفظوه منذ زمن بعيد وتوارثوه ونقلوه إلينا”.

Facebook
Twitter