نادية العبيدي
قررت منذ اليوم ان ادون كل ذكرياتي .. فكرة طرأت حينما وقعت عيناي على تلك الاجندة الصغيرة التي كنت تحملها بين يديك .. كنت تحادثني وعيناي ما فارقتها ابداً .. تمازحني وتداعبني وعقلي شارد بعيد عنك يرقبها وهي تتمايل بين يديك متنقلة من اليمين الى الشمال .. خاطفة معها تفكيري وكأنها تحمل معها مغناطيسا يمغنط افكاري ويجذبها نحو ذلك الشيء بصورة حلزونية دون ارادتي.. كان الحديث جميلاً ولكني لم افهم منه اي شيء ولم اعرف اصلاً حول اي شيء كان يدور … ولكن كل ما اذكره هي فرحتي التي لا تصدق كفرح الاطفال حينما ناديتني بصوت رقيق بعد ان غام وجهي بحزن حينما رأيتك تفتح المدونة الصغيرة وتكتب على صفحاتها حينها زممت شفتي وافتعلت اللامبالاة وهممت بالخروج لانهاء اللقاء … لكن استعدت وعيي على صوتك وانت تقول … حبيبتي هذه لك .. وانت تغمز لي بطارف عينك .. وكانك قرأت افكاري … والان بدأت التفكير الجدي … ما الذي سادونه في تلك المدونة بعد ان اصبحت ملكا لي …!!!
سادعوك لجولة فوق اوراقها .. واول شيء ستقرأه سيكون لك …
سأستضيفك يوماً في انحاء افكاري ، كضيف غير ثقيل … وسأجالسك وأسليك طالما رغبت بذلك .. وسأضيفك بما لذ وطاب من كلمات مفعمة بالود والعاطفة ، مشحونة بالرعشة الحبية .. تلك الرعشة التي تشعر بها في اول لقاء مع من تحب .. كتيار كهربائي يسري في الجسد الغض فيحيل كريات دمك الى مهرجان من فرح وكرنفالات من بهاء ونور وطاقة غير محدودة للعيش والبقاء ونترك الالم يموت بالسكتة الكآبية او الجلطة النكدية ..
وبعد حين .. وان رغبت ان تغفو قليلا وتأخذ قيلولة مثلاً .. اتعرف ما الذي سافعله ..!!
سأخرج الى جولة قصيرة مع الرياحين وسأجمع لك اوراق الاوراد الندية واوشوشها كي تكون رقيقة معك بعد ان انزع عنها اشواكها الواحدة تلو الآخرى وادعوها ان تمنحك بعضاً من عطرها لينعشك وانت نائم ويزين احلامك باللون الوردي ثم استعطف الغمامات البيض خلسة دون ان انبهك كي لا تمل واطلب منها ان تسمح لي كي الونها لك كما تشتهي .. وانزل مطرها واعصره فوق صحاريك لتتفجر خضرتها وتكون بستاناً من فراقد مزينة بأبتسامات تهيم على وجهها باحثة عن شفتيك اللتين ما فارقتهما الابتسامة قط …
ساجلس كي ارقبك وانت مستغرق في نوم مريح ولن ارحل ابداً.. وساوشوش بأذنيك وانت نائم واسكب الكلمات همساً لذيذاً :(حلق اينما شئت حلق وارتع في البراري وفوق وجه البحار ..تسابق مع طيور الكناري .. وتحد انهار العزلة ولا تهلع او تخاف .. فانني جالسة كي احرس احلامك .. ولن ابرح مكاني حتى تعود ليقظتك وحينما تفتح عينيك الناعستين ببطئك المعهود اول وجه سيطالعك بأبتسامة هو وجهي)…