حكاية الطفل عبد الله

نادية العبيدي

تبدأ حياة الانسان دورتها بصرخة مدوية كأنها احتجاج على حضوره لحياة غير مرغوب بها او اعتراضه على امر ما .. او خوف ربما من حملقة الاخرين والتطلع بوجه المولود الذي لا حول ولا قوة له غير الصراخ بسبب التغير الذي يشعر به .. كونه كان يعيش كهفاً مظلماً .. دافئاً .. وشعورا بالامان ولا شيء من حوله سوى صوت وجيب امه الذي يعلو ويهبط مع الشهيق والزفير…
ما ان تفيق الام من الم المخاض وتنفض عنها كل ما مر بها  يكون سؤاله الاهم : كيف حال المولود لا فرق ان كان صبيا او بنتا فالنتيجة عندها واحدة…
قد تكون هذه المقدمة سبقت الموضوع لكن الام في كل الاحوال يجب ان تكون هي المحور في الاهتمام وليس المولود …
هناك ولادات جديدة تشهدها مستشفيات العراق كافة بجميع محافظاته يومياً وليس العراق فقط وانما العالم اجمع .. لكن انا اقول العراق لان الولادات اصبحت غريبة جداً خلال العقد المنصرم .. فلقد ظهرت عندنا ولادات كثيرة يحمل فيها المولود صفة المتخلف عقلياً او ما يسمى بـ (المنغولي) او بطيء التعلم وبكل تأكيد ان هذه الحالات بدأت تظهر بعد ان شنت الولايات المتحدة حربها الغادرة على العراق واستخدمت معه الاسلحة الفتاكة من نووية وكيمياوية بل صنعت اسلحة جرثومية جديدة جربت فاعليتها وقدرتها لاول مرة على اجساد العراقيين الذين لا عائذ لهم الا الى الله … وبكل تأكيد فان ظهور مثل هذه الحالات يسبب احراجا والما ممضا للعائلة فتضطر الى اخفاء هذا المولود ما ان يبدأ جسده بالنمو وتغلق عليه الابواب وتكتفي بالحزن واليأس دون ان تتوكل على الله الذي بيده كل شيء وامره اذا قال له كن فيكون.. والحال هنا منقلب وعكسي تماماً عما يكون في الدول الاجنبية فهذه الحالات بكل تأكيد متوفرة عندهم لكنهم عرفوا كيف يزجون هؤلاء الاشخاص في المجتمع وبدلاً من ان يكون محط انظار الجميع بصورة استغراب حولوا اعاقة هذا الشخص الى اداة يستفيد منها كي يكون شخصا نافعا ومؤثرا في محيطه وذلك عن طريق فتح معاهد خاصة للتأهيل وتحويل هؤلاء الاشخاص الى محط عناية واهتمام بدلا من الضحك على اشكالهم الخارجية اذ ان اغلبهم لاتتساوى مقدرته العقلية مع بنيانه الجسدي…
رسالة من احدى محافظتنا ارسلت لي عبر البريد الالكتروني مخاطبة الجريدة بأن تلتفت الحكومة الى مثل هؤلاء المعاقين والاستفادة من طاقاتهم الخلاقة اضعها امام من يجد نفسه معنيا بامر الوطن والمواطنين في اي موقع كان : بسم الله الرحمن الرحيم
ولقد خلقنا الانسان في احسن تقويم صدق الله العظيم
الى جريدة العربية مع التقدير:
نحن عائلة عراقية نسكن قضاء عنة مكونة من اب وام ولدينا اربع اناث وذكران لكن البارئ عز وجل اراد ان يكون احد الذكرين متخلفا عقليا مما جعلنا نصب اهتمامنا عليه والبحث عن مستقبل افضل له ولكننا لم نفلح وفي هذا القضاء يتواجد اعداد لا بأس بها على شاكلة ابننا اي بطيئي التعلم (منغوليون) وعلما ان له من الذكاء ما يكفي للاعتماد عليه في الاعمال البسيطة وغير المؤذية وهو طفل وديع وايضا يجيد استخدام العاب الحاسوب والرسم ولكن النطق لديه غير مفهوم وحديثه عبارة عن همهمة ويستعين بالاشارة للتعبير عما يريد .. وحينما حاولنا ان نزجه في المجتمع لم نجد اي معهد او اي مدرسة خاصة على هذه الشاكلة .. نرجو منكم ان تناشدوا المسؤولين للالتفات الى مثل هؤلاء كي لا يكونوا عبئا في  المستقبل وعلى الاقل كي يساعدوا انفسهم فقط
عائلة الطفل عبدالله
ونحن بدورنا نضم صوتنا الى عائلة ابي عبدالله كي يوفروا ما يمكن توفيره لهذه المجموعة من الاطفال وهذا اقل واجب يجب ان يقدم لمثل هؤلاء اليس هذا وطن الجميع وبيت الجميع؟؟؟

 

Facebook
Twitter