صاحب الامتياز
رئيس التحرير
عبدالرضا الحميد

حكام (لامعون) من موديل (نص ردن)

عبد الرضا الحميد

الحلم الجميل عند علوان كان أن يفطر على صحن طماطة بالزيت ونصف رغيف خبز بائت، وان يصل إلى عمله بواسطة (سيارات النفرات) وليس زحفا على قدميه اللتين تهالكتا ، وعندما يؤوب إلى منزله يأخذ قيلولة بين زعيق أطفاله وتحت مروحة ولو كانت (صينية) تشفط الهواء الساخن الجاف إلى الأعلى بدل أن تدفعه إلى الأسفل.
وبالطبع ، ليس على الحالمين حرج مثلما ليس على المجانين حرج، وما من احد يسأل حالما (من أين لك هذا الحلم؟) وما من احد يسأل المجنون (من أين لك هذا الجنون؟).
لكن علوان هذا ، بعد أن بدأ بوضع جداول رياضية لعضلاته وخلاياه تجريها على جسده عذراوات حسناوات آسيويات ، وتمسيد قدميه اللتين ترهلتا فرط استخدامه سيارات المرسيدس والكاديلاك  لما نزلت عليه نعمة العملية السياسية العذراء المصون، وبعد إن أصبح يفطر على الكافيار في (مكسيم باريس) ويتغدى على لحم الخنزير في روما ويتعشى على الموائد الخضراء والوجه الحسن في لندن، لم يجد أحدا، أي احد، يسأله ( من أين لك هذا يا علوان؟) كي يتذكر انه مازال مديونا لعبود الرواف الذي راف له البنطلون الذي استعاره من عريان كي يحضر به وليمة عرس سلمان.
والحلم الكبير عند فحطان كان أن يخف مع أصحابه كلما خفوا الى مطعم ( وأنت ماشي ) لتناول لفة فلافل منقوعة بعمبة الباخرة وتوابل ام الهند، وان يدخن سيكارتين بعد استكان شاي على الرصيف ، وان يلعب الدومينو مقامرا لا معينا لمقامر يزجره ان خسرا ويسخر منه ان غلبا ويحسب عليه عدد رشفات الشاي وعدد أنفاس (الجكارة) التي يهبها لها قبل أن تصل إلى (الكطف).
وبالطبع ، لم يجد فحطان من يمسك بخناقه ويسأله ( من أين لك هذا الحلم؟) ، لكنه ، وبعد إن تفطحت به الدنيا لما نزلت عليه نعمة العملية السياسية العذراء المصون ، وصار يطلب بدلات سهراته من نيويورك، وقمصانه وأربطة عنقه من مدريد ، وسجائره من هافانا، وعطوره من باريس ، أضحى ينتظر من يطرق عليه احد أبواب احد قصور متعته ليرجو احد حراسه أن يسمح له بمقابلة إحدى سكرتيراته عساها تأذن له بمقابلته ليسأله ( من أين لك هذا يا فحطان؟) عل فحطان يتذكر بطران الذي اقرضه قبل سنوات ألف دينار فقط ولا غير هرسها بأمها وابيها في دار سينما مرة واحدة على روائح أجساد شارون ستون وكيت هدسون والمدام المصون جدا فيفي عبده والختيارة دينا ولفات فلافل أبو سمير ولبن اربيل أبو عليوي.
وحلم الأحلام عند سبهان كان أن يتزوج جارته الصبية التي أعارته حذاء أخيها كي يستر قدميه من برد شتاء لا يخجل ولا يستحي ، وان يكون له أولاد وبنات وبيت.
وبالطبع، لم يسأله مختار المحلة ، ولا رئيس العشيرة ، (من أين لك هذا الحلم ياسبهان يا ابن ام سبهان؟) لكنه، وبعد إن نسي تلك الصبية لما أمطرت عليه دنيا العملية السياسية العذراء المصون ، ذهبا وفضة ودمقسا وحريرا ودولارات امريكانية وجنيهات بريطانية وفرنكات فرنساوية ، وبعد إن صار لديه بدل البيت بيوت وبيوت، بيوت للزوجات الدائميات، وبيوت للزوجات المؤقتات، ومطارح للخليلات، ومهاجع للصويحبات ، صار ينتظر من يقطع عليه خلوته مع شقراء او سمراء ليسأله (من اين لك هذا ياسبهان؟) عله يتذكر (قندرة) شقيق الصبية الحلوة المسكينة البريئة فيرجعها اليها ولو بدون (طركة)؟

Facebook
Twitter