الديمقراطية وحقوق الإنسان شكلت محور اهتمام البشرية منذ القدم ، فنشأت فكرة الديمقراطية عند الإغريق ، وتناولها أفلاطون وأرسطو في كتاباتهما ، وتجسدت كنظام للحكم في المدينة ، غير أن الديمقراطية كما مورست في عهد الإغريق ، لم تحقق الغاية المتوخاة منها ، فاقتصرت الحرية على فئة ضئيلة من السكان، في أثينا هي فئة المواطنين ،لأن النظام الاقتصادي في المجتمع الإغريقي كان يقوم على أساس الرق والعبودية ، وكان المجتمع منقسما طبقيا إلى أحرار وعبيد ، وكانت طبقة الأحرار نفسها منقسمة إلى فئتين، فئة المواطنين وفئة غير المواطنين . فغير المواطنين هم الغرباء والنساء، وليس لهم حقوق سياسية، لأن هذه
الحقوق كانت مقتصرة على فئة ضئيلة من السكان الذين يملكون صفة المواطنة.من أهم الحقوق التي أرساها الفكر الجماهيري حق المرأة ومساواتها بالرجل.فكلنا نعلم كيف تناضل المرأة من أجل إزالة الفارق بينها وبين الرجل هذا من ناحية ومن ناحية اخري ، تبين قوتها لكي تزيل فكرة ضعف المرأة التي يتخذها البعض حجة لعدم شغل المرأة مناصب في الدولة.وفي ظل الثورة الصناعية في أوروبا استخدمت النساء وكذلك الأولاد في المصانع كونهم يشكلون يداًً عاملة رخيصة واستغلتهم الطبقة البرجوازية أبشع أنواع الاستغلال ، قد جاءت في ما بعد الأنظمة في الدول الغربية وربطت الحقوق السياسية للمرأة بالمساواة في العمل بالرجل ، أي اعتبرت إن إعطاء المرأة حقوقها السياسية ومنها حق الاقتراع والترشيح ، يقضي بأن تكون المرأة متساوية مع الرجل في مجالات العمل بالحقوق والواجبات برأي هذه الأنظمة هي واحدة للمرأة والرجل .فمطالبتها بالمساواة بالرجل بالحقوق السياسية والاجتماعية ،يعني أنها قادرة على القيام بمهمات الرجل في الميادين الأخرى ، وفي الدول الماركسية اعتمدت أيضا هذه الطريقة حلاً لمشكلة المرأة فاعتبرت المرأة متساوية مع الرجل في كل الحقوق وفي شتى الميادين ، واعتبر هذا حلاً ديمقراطيا لأنه يضمن للمرأة حقوقها ويساويها بالرجل .هذه هي نظرة النظرية الليبرالية والماركسية إلى قضية المرأة، فترى كيف الفكر الجماهيري لقضية المرأة ؟نظر الفكر الجماهيري إلى المرأة من حيث طبيعتها، ولم ينظر إليها كما نظرت النظريات السابقة، فالمرأة متساوية مع الرجل إنسانيا (( المرأة إنسان والرجل إنسان ليس في ذلك خلاف ولا شك. إذن المرأة والرجل متساويان إنسانيا بداهة، وإن التفريق بين الرجل والمرأة إنسانيا هو ظلم صارخ ليس له مبرر فالمرأة تأكل وتشرب كما يأكل الرجل ويشرب…. والمرأة تكره وتحب كما يكره الرجل ويحب ..والمرأة تفكر وتتعلم وتفهم كما يفكر الرجل ويتعلم ويفهم…. والمرأة تحتاج إلى المأوى والملبس والمركوب كما يحتاج الرجل إلى ذلك .. والمرأة تجوع وتعطش كما يجوع الرجل ويعطش … والمرأة تحيا وتموت كما يحيا الرجل ويموت )). ومن هذا النص يتبين أن المرأة متساوية مع الرجل إنسانيا فهي تأكل وتشرب وتجوع وتحب وتكره وتتعلم وتفهم وتحيا وتموت مثل الرجل تماما فلماذا التفرقة بين المرأة والرجل ؟ ولماذا رجل؟ ولماذا امرأة ؟ هذا ما جاء به الفكر الجماهيري – أيضا – حيث قال (( ولكن لماذا رجل ولماذا مرآة ؟ أجل فالمجتمع الإنساني ليس رجالا فقط ، وليس نساء .. أي رجل وامرأة بالطبيعة . لماذا لم يخلق رجال فقط ..ولماذا لم يخلق نساء فقط .. ثم ما الفرق بين الرجال والنساء أي بين الرجل والمرأة، لماذا الخليقة اقتضت خلق رجل وامرأة ؟… إنه بوجود رجل وامرأة فقط. لا بد أن ثمة ضرورة طبيعية لوجود رجل وامرأة وليس رجل أو امرأة فقط..إذن ، كل واحد منهما ليس هو الآخر إذن هناك فرق طبيعي بين الرجل والمرأة وهذا يعني طبعا وجود دور لكل واحد منهما يؤدي فيه دوره المختلف عن الآخر ،ومختلف عن ظرف الآخر باختلاف الدور الطبيعي ذاته .)) ( إذن المرأة تختلف عن الرجل من حيث طبيعتها – أنثى – فالمرأة تحيض وتحمل وتلد وترضع على خلاف الرجل ، وهذا لكونها أنثى ، ولكن المرأة هي إنسان مثلها مثل الرجل ، لذلك لها نفس الحقوق التي هي للرجل ، ويرى الفكر الجماهيري أن من الظلم أن تقوم المرأة بالأعمال التي يقوم بها الرجل ، والتي لا تنسجم مع أنوثتها )) ( إن الاستغناء عن دور المرأة الطبيعي في الأمومة ، أي أن تحل دور الحضانة محل الأم – هو بداية الاستغناء عن المجتمع الإنساني وتحويله إلى مجتمع بيولوجي وإلى حياة صناعية . إن فصل الأطفال عن أمهاتهم وحشرهم في دور الحضانة هو عملية تحويلهم إلى ما يشبه أفراخ الدجاج تماما حيث تشكل دور الحضانة ما يماثل محطات التسمين التي تجمع فيها الأفراخ بعد تفقيسها .. إن بني الإنسان لا تصلح له وتناسب طبيعته وتليق بكرامته إلا الأمومة الطبيعية.. أي أن (الطفل تربيه أمه) .. وأن ينشأ في أسرة فيها أمومة وأبوة وأخوة ) .إذن من هذا النص ينادي الفكر الجماهيري بضرورة توفير حقوق المرأة كاملة بالنسبة لتمكينها من ممارسة وظيفتها الأساسية وهي الأمومة.وقد نادى بحق المرأة في ممارسة الأمومة لما تراه من نضال المرأة في ممارسة الأمومة لما تراه من نضال المرأة في كثير الدول المتقدمة التي تدعي أنها ديمقراطية – في سبيل إعطائها الحقوق المتعلقة بالأمومة ، وهذه الدول إذا لم توفر هذه الحقوق للمرأة تضع المرأة أمام أمرين إما التخلي عن الإنجاب وإما التخلي عن أمومتها ، وبذلك يكون المجتمع الذي تعيش فيه هو الذي أجبرها على ذلك لعدم توفير الحياة الكريمة لها .. هذا الذي جعلها تلجا إلى العمل الذي لا يلق مع طبيعتها (( إن المرأة وفقا لطبيعتها التي رتبت عليها دورا طبيعيا غير دور الرجل لا بد لها من وضع غير وضع الرجل تقوم فيه بأداء دورها الطبيعي.إن الأمومة وظيفة الأنثى وليست وظيفة الذكر ، ولهذا فمن الطبيعي ألا يفصل الأبناء عن الأم.. وأي إجراء لفصل الأبناء عن الأم التي تتخلى عن الأمومة تجاه أبنائها تخالف دورها الطبيعي في الحياة. ويجب أن تتوفر لها الحقوق والظروف الملائمة الخالية كذلك من العسف والقهر الذي يجعل المرأة تمارس دورها الطبيعي في ظروف غير طبيعية الوضع الذي يتناقض مع بعضه بعضا)) .ونادي أيضا الفكر الجماهيري بعدم فصل الطفل عن أمه فبهذا الفصل يتحول المجتمع إلى مجتمع بيولوجي أو إلى حياة صناعية كما يقول (( إن فصل الأطفال عن أمهاتهم وحشرهم في دور الحضانة هو عملية تحويلهم إلى ما يشبه أفراخ الدجاج تماما ، حيث تشكل دور الحضانة ما يماثل محطات التسمين التي تجمع فيها الأفراخ بعد تفقيسها .. إن بني الإنسان لا تصلح له وتناسب طبيعته وتليق بكرامته إلا الأمومة الطبيعية.. أي أن ( الطفل تربيه أمه ) وأن ينشأ في أسرة فيها أمومة وأبوة وأخوة ..)) .ومن هذا يتضح لنا أن الفكر الجماهيري يؤكد على ضرورة إعطاء المرأة حقوقها كاملة ، ويوضح إن المساواة بين الرجل والمرأة في كل في شيء جور وظلم بحق المرأة ، لأن المرأة لا تستطيع أن تقوم بالإعمال التي تقوم بها الرجل (( إن كل المجتمعات تنظر إلى المرأة الآن كسلعة ليس إلا … الشرق ينظر إليها باعتبارها متاعا قابل للبيع والشراء، والغرب ينظر إليها باعتبارها ليست أنثى ، .إن دفع المرأة لعمل الرجل هو اعتداء ظالم على أنوثتها التي زودت بها طبيعتها لغرض طبيعي ضروري للحياة..إذ إن عمل الرجل يطمس المعالم الجميلة للمرأة التي أرادت لها الخليقة أن تظهر لتؤدي دورا غير دورا دور العمل الذي يناسب غير الإناث .. إنه تماما مثل الأزهار التي خلقت لتجذب حبوب اللقاح.. ولتخلف البذور .. ولو طمسناها لانتهى دور النبات في الحياة..إنه هو الزخرفة الطبيعية في الفراشة والطيور وبقية إناث الحيوانات لهذا الغرض الحيوي الطبيعي وإن عمل الرجل إذا قامت به المرأة فعليها أن تتحول إلى رجل تاركة دورها وجمالها.إن المرأة لها حقوقها كاملة دون أن تجبر على التحول إلى رجل والتخلي عن أنوثتها.وأطلق الفكر الجماهيري حرية التعليم حقا لكل فرد في المجتمع، فلكل فردفي المجتمع الحق في أن يتعلم العلم الذي يناسبه، وأما إذا فرض نوع معين من العلم أو برامج محددة على كل المجتمع يمثل ذلك قمعا للحرية وقتلا لطاقات الإنسان ((العلم أو التعليم ليس ذلك المنهج المنظم ، وتلك المواد المبوبة التي يجبر الشباب على تعلمها خلال ساعات محدودة على كرارس مصفوفة وفي كتب مطبوعة. إ ن هذا النوع من التعليم هو السائد في جميع أنحاء العالم الآن _ هو أسلوب مضاد للحرية…إن التعليم الإجباري الذي تتباهى دول العالم به كلم تمكنت من فرضه على شبيبتها هو أحد الأساليب القامعة للحرية..إنه طمس إجباري لمواهب الإنسان ..وهو توجيه إجباري لأختيارت الإنسان ..إنه عمل دكتا توري قاتل للحرية لأنه يمنع الإنسان من الاختيار الحر والإبداع والتألق ..أن يجبر الإنسان على تعلم منهج ما ، عمل دكتاتوري ..أن تفرض مواد معينة لتلقينها للناس عمل دكتاتوري. إن التعليم الإجباري..والتعليم المنهجي المنظم هو تجهيل إجباري في الواقع للجماهير. إن جميع الدول التي تحدد مسارات التعليم عن طريق مناهج رسمية.. وتجبر الناس على ذلك وتحدد رسميا المواد والمعارف المطلوب تعلمها هي دول تمارس العسف ضد مواطنيها . إن كافة أساليب التعليم السائدة في العالم يجب أن تحطمها ثورة ثقافية عالمية تحرر عقلية الإنسان من مناهج التعصب والتكييف ألعمدي لذوق ومفهوم وعقلية الإنسان ))