اعترف الجُنديان الأمريكيان إيثان ماكورد وجون ستيبر بقيام الجنود الأمريكيين بقتل المدنيين العراقيين بدم بارد وبشكل عشوائي مؤكدين بذلك ما جاء بشريط فيلم “ويكيليكس” الذي نفت صحته واشنطن علي لسان وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس في تصريح بثته وكالات الانباء له السبت الماضي .
وبعث الجنديان برسالة اعتذار إلى الشعب العراقي جاء فيها : “إلى كل العراقيين الذين لقى ذويهم حتفهم أو أصيبوا كضحايا على يد الجنود الأمريكيين ونخص بالذكر الذين تعرضوا لإطلاق النار في يوليو/ تموز 2007 ببغداد كما ظهر في فيلم ويكيليكس نتقدم لكم بخالص الاعتذار والندم مع إدراكنا بأن كلماتنا وأفعالنا لن تعيد من فقدتموهم”.
وأضافا : “نحن ايثان ماكورد وجون ستيبر من الجنود الذين احتلوا الحي الذي وقع فيه إطلاق النار في بلادكم ونحن نعلم أنه لا سبيل لإعادة مَن قتلوا على أيدينا وما نهدف إليه هو التعلم من أخطائنا وفعل أي شيء لإبلاغ الآخرين بهذه التجربة المريرة وخاصةً أن الشعب الأمريكي في حاجة إلى معرفة ما حدث في هذه الحادثة وما يقوم به الجيش الأمريكي العراق.
وتابع : “والآن فإننا نسألكم عن السبيل الذي يمكننا أن نُكفر به عن جريمتنا وإصلاح الأضرار التي لحقت بكم جراء فعلنا”.
وأضاف “انطلاقا من خبرتنا وخبرة جنود آخرين نحن ندرك بأن الأفعال الموثقة في هذا الشريط تتكرر يوميا خلال هذه الحرب.
قلوبنا المثقلة بالحزن ما زالت تتمسك بأمل أن نرسخ في بلدنا الاعتراف بإنسانيتكم التي علمونا أن ننكرها”. وتابع “قد يكون طلب صداقتكم أمرا مبالغا فيه بسبب الألم الذي تعانونه ولكن رجاء أن تقبلوا اعتذارنا وأسفنا”.
وقال الجنديان : “نؤكد لكم بأننا كنا نَروي ماحدث لكل من يستمع إلينا من الشعب الأمريكي لإطلاعهم على أن ما جاء بشريط فيديو وكيليكس هو الحقيقة وبداية الكشف عن حجم المعاناة التي تسببنا لكم فيها باحتلالنا لأراضيكم”.
وأوضحوا أنهما تحدثا إلى الكثير من الجنود الآخرين الذين خدموا في العراق مشيرين إلى أن ما عرض بشريط وكيليكس من قتل للمدنيين العراقيين هو أمر يحدث يوميا في العراق حيث أن هذه هي طبيعة الحروب التي تخوضها الولايات المتحدة.
وأكدا أنهما يعترفا بمسؤوليتهما والآخرين عن الضحايا الذين قتلوا بدم بارد باسم الرب والوطن مشيرين إلى أن التعليمات التي كانت لديهم هي إطلاق النار عند الاشتباه على أي هدف.
وكشفا النقاب عن أن قواعد الاشتباك التي كانوا يقاتلون على أساسها تقضي بضرورة إطلاق النار وقتل كل مَن يواجههم في حالة تعرضهم لهجوم حتى لو كان القتلي مدنيين.
وأعلنا أنهما تعرضا للتوبيخ من جانب قادتهم عندما قاما بنقل طفلين كانا ضمن المصابين إلى أحد المصحات لإسعافهما وانقاذهما من الموت مشيرين إلى أنهما طلبا من القادة إدخالهما إلى مصحة نفسية لعلاجهما إلا أن القادة رفضوا.
ولفتا إلى أنهم فعلوا بالعراقيين ما لا يقبلوا أن يفعله بهم أحد.
وأشارا إلى أن الحكومة الأمريكية قد تتجاهل مثل هذه الاعترافات نظراً لكونها غير معنية إلا بصورتها أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي مشددين على أن الإدارة الأمريكية تجاهلت الكثير من الجنود الذين عادوا يعانون من الأمراض النفسية والجسدية جراء ما فعلوه وتركوه ورائهم من مآسي إنسانية وكوارث في العراق.
وانتقدا تصريحات وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس الذي أكد على أن سمعة الولايات المتحدة لن تتأثر جراء عرض هذا الشريط مشيرين إلى أن هذا الرأي لا يعبر عن جميع الأمريكيين وأن سمعة الولايات المتحدة تتلاشي وتسوء وتزداد سوادا أمام إنسانية البشر.
وكذبا وزير الدفاع مؤكدين أنهما يشعران بالندم وعلى جيتس أن يراجع قواعد سياسة الاشتباك في العراق وجميع مواقع القتال بدلاً من اتهامهما بالكذب وتشويه صورة الولايات المتحدة.
وكشفا عن قيامهما بمبادرة لحشد الجنود الذين خدموا بالعراق والمدنيين الأمريكيين من أجل التوقيع على هذا الاعتراف ومناهضة سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الحربية.
واختتما بالتأكيد على الاعتراف بالذنب وطلب قبول الاعتذار مناشدين الشعب العراقي بتقديم أي مقترحات لإزالة آثار العدوان الأمريكي على الشعب العراقي.
وأعاد جيتس التأكيد على أن جنود الولايات المتحدة لم يقترفوا ذنبا في قتل المدنيين العراقيين مشيراً إلى أن هذه زوبعة وستنتهي.
هذا وكان موقع “ويكيلكس” قد بث شريطا يوضح يوضح قيام طائرة هيلكوبتر أمريكية بإطلاق النار لأكثر من 50 دقيقة عام 2007على عدد من المدنيين العراقيين من بينهم اطفال ما أسفر عن مصرع عدد كبير منهم بينهم صحفي كان يعمل بوكالة رويترز وسائقه.