داعش، وما أدراني وأدراكم ما داعش وما أخواتها بالرضاعة وبالتخادم. أربعة حروفٍ صائحات لاِنزلاقٍ غضروفيّ أو ربما حَدَبة مباغتة حطّتْ فوق ظهر الأمة النائمة الخدرانة. لا صوت يعلو فوق صوت داعش. هي التي سدّتْ باب البالوعة الجائفة. لا حديث الآن ببلاد ما بين القهرين وما حولها، عن آخر مبتكرات ومصطنعات النهب والسلب والقتل والطائفية والمرض والتخلف والتفكك وفقدان الأمل، لأنّ الدواعش قد سدّوا مسدّ الخبر المقدّم والمبتدأ المؤخّر.
طابتْ نهاراتكم ولياليكم وما بارتْ تجارتكم ولا غرقتْ في البحر مركوباتكم أيها الحرامية والقتلة وأبناء المصادفة. لكم الخزنة وما ببطنها من دينار وذهب. لكم الحرث والضرع والبشر والحجر، فاِنهبوا واسبوا واقتلوا وتَحَيْوَنوا وانكحوا مما تبقى من بكارة البلاد والناس والحجارة، فداعش سترة وقايتكم ولحاف دونيّتكم ومراياكم المعكوسة، مسترخية نائمة ملء جفونها والرعية حولها يتنابزون ويتعاركون.
قبل أوّل البارحة بليلتين وصفنة، زفَّ فتى الجبل والدغل الفرعونيّ أيمن الظواهري، بشرى إنشاء ذراع جديدةٍ لجسم القاعدة في بلاد الهند. هو إحساس مرير بالمنافسة وغيرة لا تشبه غيرة النسوان. هي إذن ليلة من مسبحة الليالي، فزّ على لسعة خريفها أيمن الفرعونيّ فوجد الناس والتلفزيونات والصحائف والمذاييع وأهل الفيسبوك، كلها تردح وتطقّ اصبعتين وتتغزّل بداعش ومولوداتها، حتى كاد الولد الأسمر أوباما حسين من فرط بهجته وسكرته، يشدّ شال المدام على خصره الناحل، ويرقصُ الشرقيّ الجميل على نغمات وسلالم ومباغتات الطقطوقة المذهلة “لا والنبي يا عبدو” بعد أن سمع بإذنيه القويتين، أصوات ومناحات وتوسلات الضحايا الذين قتلهم من قبل، أنصت إليهم الآن وهم يصرخون: تعالي تعالي أميركا الحلوة وخلّصينا من داعش، بعدها سنرجع إلى حضنك خاشعين ونرضى بمحبسك وسوطك اللذيذ.
أظنُّ وظنّي قليلهُ إثمٌ، أنّ عرض شريط داعش القاعدة من على شاشة الهند هذه المرة، سينجح وسيؤتي طعمهُ طيباً فيه شفاء ونعشة للذائقين، وسيكون مزفوفاً بغنوة عذبة من شامي كابور، ومعجزة من أميتاب الأعمى الذي سقط من فوق جبل، فاصطدم بصخرة فعاد إليه نظرهُ وهو يسبح طور الفراشة تحت قدمي الجبل، ويؤدي رقصة العوافي صحبة الولد البديع إياد راضي والبنت الحلوة الدلوعة ملايين، وستكون رسائله للرعية مثل رسالة ابن سهام السبتي وبقراءة مذهلة من لدن العملاق سليم البصري وزبدتها ومخلص حكيها يقول: أمَتي الفريزة. آه ديكي. نحباني للّو. معصالفو آبي. كَلَك نحباني، والله وياك عبّوسي، وأعانت السماء الرحيمة الناسَ من غير أهل العراق الضحّاكين على قراءة ذيل مكتوبنا الليلة، وهو المستعان الجميل