موقع كتابات: ذكر القاص والروائي العراقي جمعة اللامي ، المقيم بدولة الامارات العربية المتحدة منذ إحدى وثلاثين سنة ، انه شعر باشمئزاز بالغ ، لأن هناك من استغفله ووضع اسمه تحت ديباجة ” اللجنة التحضيرية لمبادرة من أجل ثقافة بلا محاصصة : برلمان الثقافة العراقي ” التي تم نشرها على موقع ” كتابات” فجر يوم أمس الأربعاء الموافق 14 كانون الأول 2010.
وقال اللامي في إيجاز خص به ” كتابات ” : ” لقد نصبوا لي كمينا ، ارادوا به تشويه سمعتي ” ، ومؤكدا : ” لم يتحدث أحد معي ، لا من داخل العراق ، ولا من خارج العراق ، بأي كلمة او يرسل إلي إشارة أو تلميحا ، بصدد هذه الفكرة التي طرحها كاتبو تلك الديباجة ، لأنني سوف اضعهم في اطار موقفي المسجل ، والمتمثل في عدم مدّ اليد للدكتاتورية . أو القبول بأي فكرة أو مشروع يعيدان ترحيل أفكار التعاون مع المحتل الامريكي ، كما كانت في صورتها البكر أيام ” جمهورية بريمر ” ، ثم ما اعقب ذلك من أفكار وبرامج اكثر تشوهاً “.
وقال اللامي : ” ان هناك من يلعب لعبة سياسية غير نظيفة ، ولا تخدم الجسم الثقافي الأدبي والفني ،على المدى القصيراوالزمن البعيد ، ولا تنسجم مع الضمير الحي واليقظ للمبدعين العراقيين . لأن ما يسمى الآن ” ثقافة بلا محاصصة ” أو ” برلمان الثقافة العراقي ” يعيدان إلى اذهان المتابعين ، محاولات ” تخليق ” منظمات وهيئات ، و ” اختراع ” مشروعات ، توهم ” الزمار الليبرالي المستجد” أنه يجيد زراعتها في الحقول العراقية المتلهفة للحرية.
وأعاد جمعة اللامي إلى الاذهان في ، ما آلت اليه فكرة شوهاء ولدت ميتة في مهدها قبل فترة غير قليلة . وشدد على ان وعي المبدعين العراقيين ، الذي اغتنى بالخبرة الملموسة لأفتضاح الاعيب ” السياسي ” على حساب ” الثقافي ” ، سوف يجعل دفة سفينة الثقافة العراقية بأيدي ملاحيها الشجعان والشرفاء ، الذين لم ينحنوا امام بطش الدكتاتورية واغراءاتها ، ولم يتراجعوا عن مواقفهم الوطنية ، امام مكر المحتل الامريكي والمرتبطين باجهزته السياسية ومنظوماته الفكرية والاعلامية والادبية والتربوية.
ودعا اللامي زملاءه في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ، إلى الثبات على حقهم في استمرار منظمتهم المهنية في العمل العلني والديموقراطي المستقل ، والتعبير عن تمسكهم بالحريات الفردية والضميرية لكل أبناء الوطن ، عن طريق برنامج عمل موحد ومتفق عليه من قبل أغلبية أدباء العراق ومبدعيه ، لأن هذه المهمة هي الاكثر الحاحاً في الوقت الحاضر.
وقال جمعة اللامي محذراً : ” ان طبيعة القوى الحالية التي تتقاسم وظائفها في ” العملية السياسية ” تحت أنف الممثل الأمريكي وسياسته ، سوف تفرض هيمنتها أكثر من أي وقت مضى على الحركة الأدبية والثقافية والابداعية في العراق ، في حال استطاعت عبر رموزها المعروفين ، المعلنين أو الذين يتحركون خلف الستر، تمرير فكرة ” البرلمان الثقافي ” .
وشدد ، على أن ظرفاً يبدو متاحاً وملائماً ليستمر أدباء العراق ومبدعوه ، في اطار منظمتهم المهنية ، وخارجها أيضاً ، وعبر مبدأ التنوع ضمن الوحدة ، وتراص صفوفهم ، في مباشرة المهام المشرفة التي تميزوا بها في تاريخ الدولة العراقية ما بعد بداية القرن العشرين.
واعرب القاص اللامي في ختام ايجازه عن تقديره واحترامه لزملائه واخوانه مبدعي العراق ، داخل الوطن وفي خارجه ، مؤكداً على ضرورة اليقظة حيال خطط ” الحرس القديم ” و ” القومسيرية الجدد ” لثقافة التخلف والقمع ، والاستبداد الذين لبسوا لبوس الليبرالية ” وثقافة السوق ” بعد احتلال العراق .