نادية العبيدي
تعالت في الاونة الاخيرة وتصاعدت احداث في جميع اقاليم الوطن العربي مطالبة بالتغيير … رافعة شعارات مختلفة جلها يصب في مطلب واحد الا وهو الحرية و التغيير… ولكن ماهي الحرية وكيف هو التغيير ؟ وكيف يتم الحصول عليهما دون ان تثار قضايا لا يمكن حلها وان ازهقت ارواح الجميع وابيد الشعب عن بكرة ابيه ..!!!
بدأت البذرة التونسية تنمو وطالبت الاصوات حينها وبصوت واحد .. (لاتراجع ، لا استسلام ، لامطالب الا الرحيل ) وحققت الانتصار الكبير الذي اسقط طاغوتهم وخضع مرغماً لارادتهم .. اذ وقفت الجماهير وقفة رجل واحد وتحقق النصر في فترة وجيزة جداً ، انقلب حينها الحكم وتسلم من تسلم زمام الامور ولكن ماهو الموقف بعد التغيير ..؟ وهل حقاً حصل الشعب التونسي على مبتغاه .. ام ان هناك من يحول على مر العصور النجاح الى فشل .. واحباط وتسرق الثورة .. ويصعد الاخرون على اكتاف الشعب … ليحولهم الشعب الى طواغيت .. وبعد قرون … يعود نفس الشعب ويرفع الشعارات السرية والعلنية … ( الشعب يريد تغيير النظام..!!)
محاولات عدة سرية ولكنها لم تر النور حاول فيها من حاول التخلص من الاباطرة الذين عاشوا تحت حكم مبارك واقتسموا معه مذلة الشعب واذلاله وساعدوه على اهدار كرامته ليس فقط بالجبن واليأس والقنوط .. وانما بفتح البلاد امام اليهود وانشاء مستعمرات تحت اسم القرى السياحية دون واعز او خوف يرتادوها متى شاءوا وكأنها بيوت لهم للراحة والاستجمام .. او انها انشئت لاصطياد ذوي النفوس الضعيفة وتحويلهم الى عملاء مقابل حفنة من الدولارات ، لكن صوت الحق لا يعلا عليه وانتفض الشعب وانتصر الحق على الباطل وجلجلت مرة اخرى بصوتها ام كلثوم (اذا الشعب يوماً اراد الحياة ، فلابد ان يستجيب له القدر) وهاهو القدر قد استجاب… وايضا ستأتي حكومة جديدة ويعتلي صهوة المسيرة احد ما … وسيحوله الشعب بعد حين الى سلطان جائر … ويعيدون الكرة ذاتها بعد حين وتنطلق الاصوات مرة اخرى … (الشعب يريد تغيير النظام)
واستثمر الاعداء هذه الفوضى التي ازاحت عميلين من اعتى عملائهما في المنطقة فعمدوا الى تجييش صغار عملائهم في بعض الاقطار العربية المتصدية للمشروع الصهيوني الاستعماري الاجلائي بغية افقاد المقاومات العربية اعماقها الستراتيجية فكان ان تنادى هؤلاء العملاء الاقزام الصغار الى بعضهم كي يشهروا سلاح الجريمة ويستدعوا قوى الاستعمار والامبريالية الى اسنادهم تماما كما فعل العملاء من قبل باستدعاء المحتل الاميركي الغاشم الى العراق، لكن مقاومة الشعب العربي في ليبيا الشقيقة للغزو الاطلسي ، ووعي الشعب العربي في سورية الشقيقة والتفافه حول قيادته المقاومة ، كافيان لاجهاض المشروعة الصهيوني الهادف الى تهيئة الارض لما يسمى بالمملكة اليهودية الاسطورية التي تمتد من الفرات الى النيل.