ثلاثة مليارات دولار عمولات مدير عام في مكتب المالكي سنويا من سائق عند المالكي الى ملياردير يدير صفقات الفساد من دبي

أي شخص قريب من نوري المالكي ، ابنه أو من أقاربه أو من موظفيه الكبار ، يصاب بعدوى الفساد والتنمر. واحد من هؤلاء كاطع الركابي الملقب (أبو مجاهد)الذي شغل منصب مدير عام في مكتب رئيس الحكومة السابق نوري المالكي . كان نوري بارا بصديقه أبي مجاهد ، فقد ساعده، وهو شبه الأمي في السياسة والفكر، لكي يصبح موظفا كبيرا تذل أمامه الرتب العالية في الجيش ، والمسؤولون الكبار والوزراء والقادة الحزبيون في حزب الدعوة . بالطبع كان ابو مجاهد الذي خزن من وظيفته الذهب والفضة أدرك أن سيده لا يختلف كثيرا عنه ، فلماذا يخفي نفسه في وظيفة مدير عام بعد أن بات مليارديرا . لكي يتأسس جيدا راح يتنقل بين دبي وبغداد . في الأولى يعيش في شقة فخمة على جزيرة النخلة الشهيرة ، وفي بغداد امتلك عددا من البيوت الفخمة ، هو الذي كان لا يمتلك شروى نقير .
الحقيقة أن ابا مجاهد واصل عمله في مكتب المالكي لكن في دبي . لا فرق بين مكتبه الفخم في المنطقة الخضراء ، وداره في دبي . ففي الأول كان يعقد الصفقات ، وينهب من عقود الحكومة ، والثانية باتت محجّاً ومضيفا عامرا لكبار التجار وناهبي قوت الشعب العراقي . يجلس ابو مجاهد الذي حصل على لقب شيخ ، ليس بسبب التدين بل بسبب مشيخة المال والفساد ، في بيته الاماراتي ، ليستقبل التجار والمقاولين والسماسرة ويعقد صفقات تجارية أو يتسلم الطلبات التجارية التي يستحصل لها موافقتها على عقد او مقاولة او تمشية (معاملة)استيراد متلكئة لأي سبب كان في إحدى الوزارات او الجهات العراقية.
من كان يتوقع أن (كاطع) سيقطع بسهولة المسافة بين الحياء الذي كان يمتاز به أيام الفقر ، وانعدام الحياء وهو يدخل عتبة الاداري الكبير في مكتب المالكي ، ثم المليونير الخطير . كلها بضع سنوات ، لكن السلطة تشدّ لقاطعي الأصل محركا عالي السرعة ، فيظهر المخبوء ، ويتحول الخجول والمنزوي في حي زينب ، المستخدم في حزب الدعوة في سورية ، وسائق سيارة المالكي هناك ، الى قنطرجي يلعب بالفلوس لعب!
يعدّ (ابو مجاهد) اليوم واحداً من أباطرة المال والتجارة في العراق، وصاحب نفوذ كبير في أوساط حزب الدعوة رغم أن مكانته الحزبية متواضعة . عندما كان في مكتب المالكي كان يتلاعب بالوزراء والموظفين والضباط الكبار ، وكثيرا ما يلجأون إليه في حل متاعبهم .. مقابل فتح أكياسهم !
ينقل عن رجل أعمال من الكبيسات يقيم في دبي – وما أكثرهم – يرتبط بعلاقات وثيقة تجارياً ومالياً مع (ابو مجاهد) أنه سأله عن رأيه بتصريحات أمين بغداد وكالة نعيم عبعوب التي قال فيها إن الخدمات في بغداد أفضل من (دبي)فكان ردّه أن عبعوب حمار!
ربما هو محق في هذه . لكن المعروف عن كاطع أنه قليل الكلام ، كما أنه على عكس ولي نعمته قليلا ما يخوض في قضايا السياسة ويجادل فيها. ذلك كما يبدو سرّ نجاحه ، النجاح المالي يقلل من التصريحات والاسراف في المعارك السياسية ، ولا تعود القضايا الساخنة تحرقه ، ولا تثير فيه الحيرة والتردد : أيهما أفضل تحرير الموصل أم تحرير الصكوك؟
بالطبع هناك أمور ساخنة بالمعنى السياسي للكلمة يوليها (أبو مجاهد) اهتمامه ، وهي بلا أدنى تردد الدفاع عن (أبو إسراء) ضد أعدائه المتكاثرين .
تعتقد الأوساط التي تتعامل مع (ابو مجاهد) أن الاموال التي جمعها منذ تولي نوري المالكي رئاسة الحكومة في منتصف العام 2006 وصدور قرار بتعيينه مديراً عاماً في مكتب رئيس الحكومة حتى نهاية العام 2013 لا تقل عن 20 مليار دولار. حسب بعض الروايات أن (ابو مجاهد) يحصل في العام الواحد بما لا يقل عن 3 مليارات دولار عن عمولات وإيرادات وهدايا ومكافآت وتمرير عقود وتوقيع صفقات. ويرون أيضاً أن التسهيلات التي يحظى بها في أوساط الحكومة تشير إلى أنه ربما يكون شريكاً مع المالكي او ابنه احمد . ويشيرون بهذا الشأن الى أن ( ابو مجاهد) هو من حل المشاكل والخلافات بين أحمد نوري المالكي وشريكه السابق نمير العقابي . كيف ؟ بتنازل العقابي عن عقود شركته الامنية مع الجهات الحكومية وقيمتها 60 مليون دولار سنوياً والتخلي عن عقود مع امانة بغداد ووزارات التجارة والصناعة والكهرباء والنفط والاسكان قيمتها الإجمالية بحدود 85 مليون دولار اضافة الى تحويل ملكية 120 سيارة مختلفة الأنواع والأغراض من بينها 30 سيارة مصفحة!
في عام 2003 كان كاطع الركابي لاجئا في استراليا يعيش على مساعدات الضمان الاجتماعي . آنذاك كان متواضعا ، وما كانت آماله تصل أكثر من العيش بسلام وتحقيق الكفاية . وتغير الحال ، ليصبح مديرا عاما عند ابو اسراء ، ثم مليونيرا .
لاجئ عراقي يصف لنا زيارة ابو مجاهد الى سدني عاصمة استراليا لتزويج ابنه قبل عدة أعوام :” كان اللقاء به مستحيلا ، لكنه اجتمع مع بعض البعثيين القدامى وعملاء مخابرات صدام السابقين وبشكل سري في أحد المطاعم بضواحي مدينة سيدني ، ولأسباب مجهولة . وعندما شاهدته بالصدفة رأيت أن ابو مجاهد المتواضع الفقير الاسلامي صاحب المبادئ لم يبق َ منه الا شيئا ً قليلا ً نستذكره فقد اصبح من أصاحب الكروش المنتفخة جيبا وجانبا وبذلته يفوق سعرها مخصصات 12 شهرا من رواتب السنترلينك وربطة العنق يعادل سعرها ثمن سيارة ربما !!”.
ابن ابو مجاهد جرى تعيينه في سفارتنا في اندونيسيا ، وجميع اقاربه وبعض من أصدقائه عينوا بمناصب في الدولة . صديقه اللاجئ العراقي الذي يبدو أنه ضرب كفا بكف غير مصدق تبدل الأحوال والمقامات قال يصفه :” كان شخصاً اخر تماماً قلبا وقالبا ، فلم يتبق منه شيء يعرفنا به على الإطلاق”. ثم يختتم شهادته متسائلا :” في النهاية هل قلت أنا أن أبا مجاهد رجل فاسد؟”.

 

Facebook
Twitter