مسعود بارازاني يضع بيضه المتكسر في سلة الصهاينة والاميركان
بطانة المالكي وحماقته قادت العراق الى مآزق وازمات متعددة
لماذا عاد الوزراء الكرد الى الحكومة القديمة، قبل تشكيل الجديدة، كما بادر مسعود البارزاني الى وضع لوحات في بغداد، تتحدث عن مودته للعرب المقيمين في كردستان المحتلة، وانهم يعيشون عنده في امن وكرامة رغم سلوكيات الاسايش السلبية والخطرة بحق الشعب الكردي نفسه وبحق المقيمين من العراقيين، وهذا التحول الاعلامي هو للعودة الى المرعى الكبير الذي ظلوا يرتعون فيه على حساب الشعب العراقي، وعندما انسحبوا من الحكومة احتجاجاً على المالكي فانهم صاروا محرجين، حتى تمكن التحالف الدولي الغربي من اسقاط المالكي، فذهب غير ماسوف عليه، فسنحت لهم الفرصة لهذه العودة المدسوسة، فماذا يريد البرازاني وهل هو حريص على الكرد ومصالحهم؟ فضلاً عن العراق واهله، ام انه يريد ان يبني مجده الشخصي وهو مرعوب من المضاعفات والتيه الذي ينتظرهم بعد هذه المغامرة، فالقى بنفسه في احضان الامريكان والاسرائيليين بكل ما يملك من بيض مكسر متهري، خصوصاً بعد تورطه مع داعش وجماعة عزة الدوري وكيف وجد نفسه بلا عزت ولا حزبه، رغم المدائح التي قالها له والتي جوبهت بموجة عاصفة من السخرية والغضب، وبقي بذلك ملا مسعود وحيداً امام داعش حيث اقتربت من اربيل فهرب البيش المركة، وهـرب الاهالي البسطاء بالالاف، وانتقد بعض الكتاب الاكراد هذه الحالة وقالوا انه لامر مالوف لنا ومتوقع عندنا ان تهرب هذه العناصر المتهرئة والمشبعة بالرشاوى والفساد، امام حركه عسكرية لقوة ناشئة ولو كانت وحشية او متطرفة، بل انهم سيكونون اسرع هروباً امام مثل هذه العناصر المندفعة، ولو تحالفوا معها للحظات، خطط لها اعداء الامة لاحداث الفتنة التكفيرية الاخيرة، والان تحقق ما اراده الامريكان وحلفاءهم، وذهب المالكي واحس بطعنة اصحابه وحلفائه ومن اعتمد عليهم، اعتماد الجاهل الاحمق، حتى حصلت الصدمة، فماذا سينفع المالكي بكاؤه المتأخر، وماذا سيفعل الرئيس الجديد للوزراء، ولماذا رجع الوزراء الكرد وماذا يريدون من هذه العودة السوداء، ولماذا تقدم كل دول العالم الدعم للبارزاني وفئته بحجة الدفاع عن الكرد امام داعش، ام ان هذا جزء من الخطة الموضوعة لدفع هذه القيادة للقيام بمغامرتها القاتلة، فهم يدعمون البيش مركة، لكي يكون لهم قوة يغترون بها لكي يعلنوا عن انفصال اقليمهم ودولتهم التي خدعوا بها طوال السنوات الماضية، وهل هي دولة الكرد؟، فلو كانت كذلك فانها محل اعتزاز حين نتحدث عن شعب مسلم اصيل لايبيع عقيدته ودينه وتاريخه وامته للصهاينة ومشروعهم ولايقيم الدولة على اساس عنصري شوفيني، ولكن الدولة المزعومة يراد ان تكون موقعاً جديداً للمشروع الصهيوني الاستكباري، ولاينفذ منها الا بعض الساسة والعملاء والدخلاء، وعلى حساب الامة ومصالحها وقيمها ووجودها، لانها ستؤدي الى تشتتها وتمزيقها كما يريد اعداؤها التاريخيون.
آخرالمسار …. المصيروالحل
والان، وبعد الوصول الى الحلقة العاشرة، وهي الاخيرة، دون ان تنتهي الاحداث السريعة في العراق، والتي سنقاربها في دراسات اخرى من قبل اخوة آخرين يعملون معنا في الملف الشعبي العراقي، وهذه الحلقة تتركز على العنوان المذكور المصير والحل، وفي نهاية المطاف وآخر المسار، ماذا ينتظر العراق، والمنطقة والعالم من هذا المخطط الشرس والواسع والقاسي، انها احداث تذكر ببدايات الحربين العالميتين الاولى والثانية، وقبيل كل الاحداث الكبرى في التاريخ المعاصر، مثل حرب فلسطين 1948 م ـ والعدوان الثلاثي على مصر 1956م، وحرب او نكسة حزيران 1967م، وحرب رمضان تشرين 1973م، والى مقدمات الحرب الامريكية ـ على الشعبين في العراق وايران، والتي خاضها الطاغوت الاهوج ثم تراجع عنها، ويقول في رسالة الى القادة الايرانيين انها حرب صنعتها قوى الشر. وعاد منها ومن دمارها الذي شمل العراق كله والى اليوم، ومن ضحاياها الذين بلغوا اكثر من مليون انسان بين قتيل وجريح ومصاب، ومازلنا نقدم ضحايا تلك الحرب الصهيونية الامريكية، وعاونه عملاؤها في المنطقة، ومع هذا الاعتذار او التراجع لم يخرج شعبنا من الحرب المجنونة الى السلام، وانما خرج الى حرب اكثر غباءاً وجنوناً ودماراً وهي حرب تحرير الكويت كما سميت، او حرب الخليج الاولى والتي استمرت الى الحصار المدمر القاتل والذي لم يرفع الا بالعدوان الامريكي البريطاني على العراق والذي ادى الى احتلال البلد وهي الكارثة الكبرى التي مازلنا ندفع ثمنها دماً وخراباً وتشتتا وحروبا وصراعاً، ومنها خرجت الازمة وبحثنا بعض جوانبها في هذه المقالات حيث مازالت تقلبات الاحداث سريعةً وعاصفتةً دون ملاحظة نهاياتها، ودون اي ضوء في آخر النفق.
وفي هذه الايام جاءت قضية التطرف والتكفير وحركة داعش وغيرها من القوى التي تفرعت من التنظيم الام القاعدة، وكيف تمكن التنظيم في نسخته الاخيرة من تضييق الساحة السورية على كل القوى المعارضة للنظام ، حتى التي تحسب على القاعدة مثل جبهة النصرة، وكيف رفضت داعش حتى وساطة او قرار قائدهم او ولي امرهم الظواهري والذي حكم بعودتها الى العراق وترك سوريا للجهة الاخرى، واخيراً عادت الى العراق وتحالفت مع قوى مناقضة لها مثل البيشمركة، وبقايا حزب البعث. والتي لم يستمر تحالفها معها بعد الموصل وتقسيم الاسلحة (اخذت داعش نصف مخازن السلاح لتعود بها الى سوريا حسب الاتفاق، واخذ البيشمركة النصف الاخر، ومخزون السلاح في الموصل، هو ثلث ما ترك الجيش الامريكي عند انسحابه من العراق)، نعم لم يستمر التحالف وانما انقلب الى حرب وقتال بين البيشمركة والداعشين، حتى وصلوا الى تخوم اربيل بل ودخلوا بعض شوارعها، مع هزيمة المواجهين وانهيارهم السريع، وهنا قامت قيامة العم سام واعلن التحرك من كل مكان لدعم الكرد، او قادتهم المرتبطين وليس الكرد الابرياء والفقراء، وهم يئنون من قيادتهم العميلة والقاسية كما تئن باقي شعوبنا المظلومة، وعلى هذا الاساس تحركة الجبهة الامريكية لانشاء الجهد العالمية لمحاربة داعش، وهذا في حقيقته يشكل وسيلة للعودة الى المنطقة واحتلالها من جديد، تحت شعار محاربة الارهاب الذي صنعوه، وهو شبيه بالادعاء الذي جاءوا معه الى العراق واحتلال المنطقة وهو العمل لتخليص الشعب العراقي من الظلم والطغيان والاستبداد (صدام) وهم ايضاً صنعوا ذلك الظلم والاستبداد وتلك الاصنام، ولكن اين هو الحل، انه مرة اخرى ـ مشروع الامة في مواجهة مشروع الصهاينة ومن يدعمهم ويؤيدهم في الغرب، ولمواجهة افرازاته المعلبة والمصدرة الينا من التطرف والارهاب والاستبداد والظلم والدكتاتورية، واذا لم ننهض بمشروعنا الموحد والمستقل، فإن قوى العالم الشريرة ستقوم بنفس افعالها في الحرب العالمية الاولى فتقسم العالم العربي والاسلامي من جديد، والسيطرة عليه بقوتها وحقدها الدفين، من اجل مصلحة اسرائيل ومن يؤيدها في العالم ويتبعها في المنطقة، واساس مشروع الامة وقوتها هو وحدة هذه الامة تحت رايتها المحقة ورسالتها المقدسة ((واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)). وهذا هو الامر الاهم للامة ومصلحتها العليا في كل زمان ومكان، والعلماء دورهم هو فقط في تحقيق هذا الامر العظيم، ودعوة ابناء الامة اليه والعمل الصادق من اجل تحقيقه، حتى نصل الى النصر النهائي باذن الله.
هذه هي تقلبات الاحداث السريعة في العراق وهي مازالت مستمرة، ونحن نتابعها بحثاً وموقفاً وهذه هي الحلول التي يعرفها المخلصون ويثبت عليها العلماء العاملون المجاهدون الناطقون.