تقلبات الاحداث السريعة في العراق – متابعة ميدانية الحلقتان السابعة والثامنةغالب الاسدي

عزة الدوري يمتدح مسعود بارازاني ويصفه بالاخ

 

هل تسنن اوباما وتشيع بوتين؟

 

 

 

ولكن لماذا ناخذ كلام المالكي، فلنأخذ كلام ضابط كبير في الجيش العراقي وهو الفريق عبد الله المؤمن، الذي هو من كبار ضباط الجيش السابق، ومطلوب امام محاكم الاحتلال بتهمة جرائم متفرقة، مما ادى الى اختفائه(نترك ملاحظتنا حول ضباط الجيش الذين لم يقاتلوا الاحتلال او استسلموا له) وقد كتب الفريق الركن عبد الله المؤمن مقالة طويلة عريضة نشرت على مواقع معروفة، مثل العراق فوق خط احمر، او وجهة نظر، ليؤكد ان جريمة قصف حلبجة بالأسلحة الكيماوية ليست من فعل الجيش العراقي كما هو شائع ومعروف، ولكنه شرح كل مفردات الاحداث آنذاك وحركة الجيش العراقي وقطعاته من الشمال الى الجنوب ووصل الى نهاية المقال ليقول وهنا قصفت حلبجه دون ان ياتي بذكر الاسباب او الادلة التي تدفع التهمة عن الجيش العراقي _ او قيادته بشكل خاص، فقام الناشر للمقال او الموقع المهتم بالامر برفع التهمة عن الجيش العراقي ووجهها الى ايران بالذات، ولكنه عندما سئل لماذا لم يقم الاعلام العراقي، والسياسة الخارجية العراقية، بالاعلان عن هذا الامر وتبنى الدفاع عن ضحايا حلبجة اجاب المدافع القوي، بانه لايدري، وهذا المؤشر الاخير، يُعيد التهمة الى موقعها الاول ونحن نقول للفريق عبد الله المؤمن، ولصاحبه المساند له في الحوار ان جريمة حلبجة الاستثنائية، يمكن ان يسأل عنها فقط عدة اشخاص في القيادة، حتى ان الطيارين الذين نفذوا المهمة، يمكن ان يكونوا على غير علم بنوعية السلاح الذي يحملونه الى حلبجة وما حولها، خصوصاً وانها كانت قد احتلت من قبل القوات الايرانية، ففي موازين الصراع الميداني يكونو قد ادوا واجبهم بضرب القوى الاجنبية التي احتلت الارض العراقية، وهم لايعلمون بان الغازات السامة قد اصابت اهلهم وابناء شعبهم، وهذا ليس هو الموضوع الهم، وانما موضوع الاستدلال ان الفريق عبد الله المؤمن (ونأمل ان يكون مؤمناً صالحاً وهذا ماكنا نراه في كثير من ضباط جيشنا خصوصاً في الماضي، رغم ماكانوا يعانونه من مرارة انحراف قياداتهم السياسية، وضلالهم ومحاولة نشر الفسق والجور بين الضباط وعموم العسكريين)، فقد اكد السيد الفريق المؤمن باذن الله، ان كل المؤامرة التي جرت على العراق ومحاولة احتلاله وادخال العناصر العاملة مع ايران، والتي مهدت لمجزرة حلبجة كل هذه الخيانات، كانت تجري بممارسات سليل الخيانة (حسب التسمية الرسمية للنظام السابق وما ذكره الفريق المؤمن) ويقصد به مسعود البارزاني، ويشاركه شريكه في الخيانة العميل التاريخي جلال الطالباني، حسب تعبيره ايضاً، فكيف امكن للفريق الحقيقي المضطهد والمخفي والمحاصر ان يقول هذا عن البارزاني، بينما يقوم الفريق المزيف الركن عزت الدوري بمدح اخيه مسعود البارزاني، وتمجيد مواقفه الوطنية التاريخية؟!!، ويمدح داعش ويعلن مشاركته معهم في العملية التي اريد منها تقسيم العراق وتفجيره من الداخل استكمالا لمشروع الاحتلال الاصلي ولبناء الشرق الاوسط الجديد مرة اخرى، لتبقى اسرائيل هي الحاكمة وسيدة الموقف في المنطقة كلها استكمالاً لمخطط الهيمنة الغربية واستمراراً لها في هذه المراحل، رغم التراجع والنكبات التي اصابتهم واصابت مشاريعهم الاستعمارية واخرها احتلال العراق، وهزيمتهم امام مقاومة شعبه، وهزيمتهم المدوية بالانسحاب المذل من لبنان وتكرر الهزائم في الجنوب وفي غزة ولعدة مرات، وآخره ما رايناه باعيننا هذه الايام.

 

 

اوباما يتسنن بعد ان تشيع بوش

 

 

ضمن مهازل الاحداث، وفواجعها، خدع بعض الناس بشعارات بوش عند الاحتلال، ودفاعه الخادع عن الشيعة، ومبادرة سفيره الى التباكي عليهم، ومعانقة بعض الخونة والخانعين منهم، والتأكيد على الاغلبية الشيعية بقصد التهييج وليس الانصاف، حتى اطلق العراقيون من باب السخرية، على السفير بريمر، اسم ابو حيدر، وفجاة عندما تصاعد الجدال الطائفي المصطنع والموجه، جاءت كوند اليزا رايس لتقول ان السنة مظلومون ولابد من انصافهم، فسارع العراقيون رغم مآسيهم، الى اطلاق اسم ام عمر على وجهها القبيح وهو كذلك من باب السخرية والاستهانة، وإلا فان هذه الاسماء اسمى من ان تستخدم في هذه الصراعات الحقيرة، اوتطلق على هذه الوجوه الكالحة، وفي كل الاحوال سقط الاحتلال واعوانه وخرجت قواته خاسئة ذليلة، وككل احتلال في التاريخ، فانه اذا خرج من الباب مطروداً، فانه يحاول العودة من الشباك، وعبر الحيطان والسطوح، او عبر المجاري الآسنة والاسس المتهرئة، فقد بادر الساسة الامريكيون الى استغلال داعش بعد صناعتها او اختراقها والسيطرة على قرارتها، ليعلنوا انهم سيعودون الى المنطقة عبر حلف اقليمي ودولي، لمواجهة الارهاب والارهابيين ولدعم الجهات التي تقاومهم، مثل البيشمركه في الشمال والحكومة غير المشكلة في الوسط، وبواسطة الطائرات الامريكية التي ستقصف مجمعات الدواعش (وتقتل الروس واليابانيين والناس اجمعين، كما كان الكاتب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي يصور احداث الحرب عبر كلام الحلاق الثرثار) ثم لتندفع دول العالم لدعم القيادة الكردية، وكل ذلك من اجل تقويتها للبقاء، خصوصاً بعد الهزيمة النكراء امام داعش في اطراف اربيل، ومن ثم لدفع هذه القيادة المرتجفة لتنفيذ المخطط المستحيل وذلك عبر مغامرة تاريخية باعلان الانفصال عن العراق، حتى ان ايران التي حاولت ان تجر اذن البارزاني في الفترات التي سبقت احداث الموصل وقد بادرت الى ذالك، كانت اسرع من قدم السلاح اليه، حسب حديثه المعلن عند استقباله للسيد ظريف، الذي هو اظرف مما تتحمله السياسة واضعف من القدرة على صيانة مصالح الشعوب بما فيهم الشعب الايراني، فكيف بالشعب العراقي المنكوب، فهذا المخطط الواسع للعودة الى المنطقة، مع الوجل والخوف من التورط، يتوج بشكل ملفت بالكلام الطائفي، فاذا بباراك اوباما – يتحول الى (مبارك بن حسين ابو عمامة)، كما كان يدعي بعض المتابعين ان هذا هو اسمه الحقيقي، (اسم ابيه حسين اكيد اما البقية فلا يعلمها الا من امتلك التاويل)، وفي كل الاحوال يظهر مبارك ابو عمامة، بمظهر السني الطائفي المميز الذي يدعو جماهير ودول المنطقة وبعواطف سنية قوية، او هكذا يظهر منه، لمواجهة تنظيم داعش، فاية نعمة صارت داعش للامريكيين ومن معهم، وهل داعش الدجاجة التي تبيض ذَهباً هي المنجي الاوحد والكبير للامريكيين، لماذا صار الاندفاع الطائفي بهذا الشكل المزيف والقوي لاشك ان اوباما لايهمه امر الإسلام ولا الدين، ولكنه يفكر في كيفية نجاته من الازمة السياسية العالمية، وكيفية خلاص الولايات المتحدة من الازمة الاقتصادية الخانقة والخطرة، مع تقييد يديه ورجليه، باللوبيات الضاغطة داخل الكونكرس الامريكي والدولة الامريكية المكبلة والهرمة العاجزة، اصبحت امريكا اليوم امريكا العتيقة ولم يعد الوصف قاصراً على اوربا العتيقة كما وصفها رامسفيلد، وان الاختفاء او الاختباء خلف داعش لن ينفعهم شيئاً، فلا اسرائيل يمكن انقاذها، ولا الصهيونية يمكن ان تبقى، ولا الماسونية يمكن ان تنتصر، لانها بوضوح واجهات عنصرية تعمل ضد الانسانية وتسير ضد حركة التاريخ، وهي ستسقط كما سقطت الشيوعية قبلها، والتي كانت اكثر جرأة وصراحة وقسوة فكانت اكثر اندفاعاً ولذلك استنفذت اغراضها سريعاً.

ان سقوط الاحتلال في العراق، وهزيمة الصهاينة في جنوب لبنان وغزة، هي بشارة الغد الموعد والذي يبدو قريباً، واقرب مما كنا نتوقع، وان استغلال العواطف الدينية لبعض الجهال بعد اختراق قياداتهم، لايمكن ان يكون منجي للمشروع الاستعماري والكيان الصهيوني واذنابهم في المنطقة، وان محاولات اوباما السنية تثير السخرية امام انظار الامة وهي تشجع داعش، ولاتضعفها، فمشروعها اي مشروع الامة واضح وهو وحدتها في مواجهة المشاريع الصهيونية ومن يدعمها في العالم فلابد من جبهة اسلامية موحدة تجمع الطائفتين العظيمتين والفئتين الكريمتين السنة والشيعة، بلا طائفية وتقسيم، لعرض مشروع الامة الموحدة، التي تلفظ الارهاب وترفضه، وتحاصره وتنهيه، ولكن باستقلال كامل وهوية اسلامية صحيحة، وليس لحساب المشروع الامريكي وامتداداته في المنطقة والعالم وللتمهيد لعودتها الى المنطقة، والشاهد الاكبر على صدق هذه المنحى التوجه بالبوصلة نحو فلسطين وتحريرها بكل ارضها المقدسة وانتمائها الى الامة والعالم الاسلامي الموحد.

Facebook
Twitter