تقلبات الاحداث السريعة في العراق – متابعة ميدانية الحلقتان الرابعة والخامسة غالب الاسدي

بان كي مون يطلب من السيستاني التخلي عن المالكي والا يضيع العراق

فقاعة المالكي تسببت في استئذاب مسعود وتكالب الدواعش وحلفائهم

 

 

الحلقة الرابعة: مزاعم حسنات المالكي

رغم ان التعامل مع الاحتلال سيئة لا تنفع معها حسنة الا ان المالكي قال حتى في خطاب التنحي واصحابه يرددون، انه حقق عدداً من المكتسبات اهمها :-
الامن، حيث ان فترتي المالكي جعلت من الممكن ان يسافر العراقي من محافظة الى اخرى، بينما كان هذا من المستحيلات حتى بين اطراف المدينة الواحدة مثل بغداد العاصمة. ولكن هل تمكن من حل المليشيات القاتلة وايقاف السيارات المفخخة؟!.
الادارة حيث يدعي انه شكل حكومة، مهما كانت عيوبها فهي افضل من الفراغ الذي سببه الاحتلال الامريكي. ولكن هل اوقف الفساد والرشوات والعصابات ام كان جزءاً منها.
ان العراق استعاد بعض وجوده ودوره العربي والعالمي وفتح السفارات دليل على ذلك، وعقد القمة العربية دليل آخر. ولكن ماهي السفارات المفتوحة وما هو مستوى السفراء والدول؟ّ!
ويقول انه وضع اسس حركة زراعية وصناعية وتجارية وهذا كذبة كلها لا تحتاج الى سؤال لتوضيحها، فهل يوجد اسوء من الوضع الاقتصادي العراقي رغم كل الثروات المجموعة في الخزينة العراقية.
ويدعي انه تمكن من بناء الاجهزة العسكرية والامنية، وان كانت قد انهارت في لحظة واحدة، اثناء الاحداث الاخيرة، لأن بناء هذه الاجهزة لم يكن الا على الاساس الطائفي والحزبي المدمر.
واهم المدعيات انه قضى على المليشيات، دون ان يفرق بينها، فكل المليشيات جوبهت بالحزم وان كان الامريكان قد استغلوا هذا لضرب القوى المقاومة مع المليشيات الاجرامية، وظل المقاومون في فترة حكم المالكي سجناء ومعذبين ومتابعين، وبعضهم مازالت احكام الاعدام تخفق على راسهم بتهمة قتل جنود الاحتلال، وبشهادة جنود الاحتلال، ولكن الاحكام صدرت عليهم في حكومة المالكي ومن قضائها المسيس.
وبمجموع العيوب فان العراق كان في مقدمة الدول الاكثر فساداً والاقل امناً، وظلت بغداد –  عاصمة العروبة والاسلام، والتي قال عنها الشافعي بغداد حاضرة الدنيا وما عداها بادية، بغداد التي كانت الزعامات التركية في الثلاثينيات والخليجية في الستينات والى السبعينات تتمنى ان يكون عندها شارع او زقاق منها، حتى كان المثل التركي يقول، لا حب كحب الام ولا مدينة كبغداد، نعم بقيت بغداد واحدة من اسوأ المدن للعيش في العالم وذلك في ظل حكم المالكي المهووس والحقيقة في ظل مشروع الاحتلال الاسود ومع ذلك ساتجه بالبوصلة الى الجهة المغايرة، فاقول لعل المالكي فعل شيئاً اقلق الغرب والعالم بحيث يصدر مجلس الامن قراراً يدعو الى نقل السلطة، بعد ان تعنت فيها قليلاً وسارع الاتحاد الاوربي الى نفس الامر وتابعهم العرب البائسون في جامعتهم الخانعة، وصار هذا الاجماع الغريب على تغييره كما اشرنا في البدايات، حتى ان ايران ساهمت في العملية وفي لحظة انقلاب هوجاء، ولكنها صادمة، وان كان المقربون يعلمون هذا ويالفونه من السلوك الايراني الرسمي، حتى قيل ان المرجعية المحوطة والمطوقة، سمعت انذاراً مبكراً من بان كي مون – امين عام  الامم المتحدة، تقول للمرجع نفسه خلال اللقاء الغريب والاستثنائي، قبل اقالة المالكي حيث قال الامين العام للمرجع العام  تريد العراق ام المالكي، فقال له العراق، قال اذن اطلب من المالكي ان يتنحى، وحتى لو لم تصح هذه الرواية فان الاجماع الغريب والتدخل العجيب في امر تشكيل الوزارة الجديدة يوحي بوجود هذا الحدث الاستثنائي، فكم من حكومة تشكلت على اعقاب اخرى استقالت او اقيلت ولم يسمع عنها الا خبراً طائشاً هنا او هناك ( اثناء كتابة هذه الاسطر استقالت الحكومة الفرنسية وتم الامر بكل هدوء، وفرنسا دولة عظمى كما يقال، ولم يات الخبر الا في سطر واحد وعبر شبكات الاعلام )، فلا مجلس امن ولا اتحاد اوربي ولا بابا ولا ماما ولا مجلس اعلى ولا جامعة عربية. فلماذا جرى كل هذا الصعيق على اقالة المالكي والمجيء بأي احد لخلافته فوقع الحظ العاثر على العبادي.

الحلقة الخامسة:

مالذي فعله المالكي لكي تحصل كل هذه الضجة، وهو شخص مجهول قدم مع مشروع الاحتلال وافرازات العملية السياسية البائسة وله كل اخطاؤه وخطاياه التي اشرنا اليها، هل هي خطأة الشاطر ام الابله، كخطأ نوري السعيد مثلاً عندما طالب بضم الكويت الى العراق والاردن في الاتحاد الهاشمي كما يدعي المدافعون عن نوري السعيد وليس نوري المالكي ويعدون ذلك سبباً لقيام ثورة 14 تموز 58 حيث اسقطو نوري الأول والحكم الملكي بشكل كامل، او خطأ بطرس غالي عندما نشر تقرير الامم المتحدة عن مجزرة قانا، فيكون شيء قصده المالكي او قام به دون وعي وقصد فهو كما يصفه اصدقائه عنيد وقليل الذكاء، او قد يكون كثير الذكاء الى درجة انه اخفى ما خطط له من اجل انقاذ العراق من هذه الازمة، حتى انه اضطر الى معانقة بوش وصد القذائف عنه والحضور الى الكونغرس اثناء ماساة الاجرام الصهيوني على لبنان وغيرها من السيئات حتى الاتفاقية الامنية، ونحن وان كنا لا نرى شيئاً من ذلك يستحق التسجيل فضلاً عن الادعاء والثناء، الا ان فقرة مهمة يجب ان نذكرها لنقف عندها ونبحثها بشيء من التفصيل، فمن اين نبدأ القصة …..
في اواسط عام 2012 بدأ نوع من الخلاف يظهر الى العلن بين بغداد العاصمة والحكومة المركزية، مع كل صنوفها، والقيادة المهيمنة على شمال العراق، والتي تحاول بغباء مميز ان تظهر مناورة وذكاء لتطبيق خطة المشروع الصهيوني للتقسيم والانفصال، وواضح مخططهم من اللحظة الاولى لكل ذي عينين، بل لمن كانت له عين واحدة كالسيد الرئيس فؤاد معصوم، وتكون خطة الانفصال المبرمجة صهيونياً – لتثبيت الاقليم حتى اعلان انفصاله، وتحطم بقية العراق، بواسطة التفجيرات والاقتتال والفتن والفساد والسرقة والهيمنة والرشوات وعلى يد نفس القوى الغاشمة الحاكمة في الشمال، والنافذة عبر العملية السياسية في العراق، وتحت حماية وتوجيه ودعم الاحتلال الامريكي ومخططه المعروف وتنفيذ ومساعدة شركات الأمن الخاصة وبعض مسؤولي البيشمركة في بغداد من حمايات الساسة العملاء، ولكن فجأة ظهر الى العلن الخلاف الذي اشرنا اليه حيث حاول القائد الضرورة مسعود البارزاني ان يتمدد الى المناطق المتنازع عليها حسب التعبير المستعمل عند اهل الفتنة،والاندفاع للسيطرة على كركوك ومناطق الموصل والمحيطة بها حتى الحدود السورية، وهنا اظهر المالكي موقفاً مميزاً، حيث رفض تصرفات البارزاني المستندة الى دعم اسرائيل، وتشجيع اللوبي الصهيوني في اميركا، وهو المتعارض مع السياسة الامريكية العامة التي تتحسس إلى حد ما من خطر تقسيم العراق، وقد ارتبك البارزاني ومن خلفه امام هذا التحدي غير المتوقع، خصوصاً وان المناطق المتنازع عليها، محل الموضوع، قد ايدت سياسات المالكي، وتقاطعت معه، وهي مناطق سنية عربية معروفة، وصل التعاطف معها الى درجة انها عرضت على المالكي العودة الى الجيش العراقي والقتال لمنع مخطط تقسيم العراق الذي هو اساس المشروع الاحتلالي، وتصوره عن الشرق الاوسط الجديد، وهكذا ظهرت ولاول مرة حقيقة التقارب الوطني ضمن عودة الروح الى قوى الشعب العراقي العربية المتحدة، والذين يريدون تكوين قاعدة وطنية باعتبارهم الاكثرية في العراق، لبناء علاقة اخوية مميزة مع الكرد والتركمان على اساس وحدة العراق لا تقسيمه وتفتيته، بينما يريد الاعداء للعرب وكما ذكرنا واكدنا، ان يكونوا فريقين متخاصمين ويقتتلان حتى الابادة، سنة وشيعة، ولما حاول المالكي ان ينفتح على مطالب الجماهير العادلة وعقد اتفاقاً مع القيادات الانبارية قام المخططون بتحريك داعش في جسم الدولة، وهي قوات سوات المشبوهة وغير المسجلة في هيكلية الجيش العراقي، لاحداث الفتنة بالهجوم على بيت النائب الهائج احمد العلواني مما ادى الى قتل اخيه وزوجته، وبدأت الاحداث بالتصاعد وهذا لا ينسينا حماقات المالكي وتصريحاته الهوجاء حين قال ان حراك الجماهير فقاعة، واشار الى العامل الخارجي دون اين يهتم بالمطالب المحقة، ولكنه لما أذعن وبدا بالتوافق، جرت هذه التحركات التي ادت الى الاقتتال وتصعيد الازمات، وهذا كان سبب انفراج الأزمة عن البارزاني ومخططه، الذي دفع العراق الى احداث الفتنة الاخيرة مع داعش وبقايا البعثيين، حين خططوا لاحتلال الموصل والتمدد الى المناطق الاخرى وهذا ما صار واضحاً عندما اعلن عزت الدوري حبه الشديد واعجابه بداعش، وباخيه مسعود البارزاني.

Facebook
Twitter