تقسيم العراق من التقطيع السهل الى التقطيع الصلب البيئة الدولية والإقليمية والعربية مجافية تغازل الغزو الأمريكي لكسب حصتها من الكعكة العراقية صناع القرار الأمريكي يتجاهلون حقيقة ان العراق رقم لا يقبل التقسيم تقسيم العراق وتركه منطقة رخوة وأهدافا لينة يقود إلى انفلات امني عسكري يهدد المنطقة والعالم كله تقسيم العراق أشعاع فوضى وانفلات امني ثلاثي الأبعاد وبمنحى عرقي يتحول إلى حروب شبحية وحروب عصابات بالانابة عن قوى دولية
يشهد العراق اليوم فوضى أمنية وسياسية واجتماعية وحرب شبحية إجرامية تحصد مئات الأرواح يوميا لدوافع سياسية وصراع أجندات دامي ومصالح إقليمية، خلفت حزمة من التداعيات الإنسانية والعواقب الكارثية على الشعب العراقي "المحرقة العراقية" في ظل بيئة دولية وإقليمية وعربية مجافية تتسق في أدائها مع مصالح الغزو الأمريكي للعراق وتغازله بشكل سري وعلني لكسب رضاه والحصول على حصتها من الكعكة العراقية تاركين العراق يلاقي مصير مجهول.
وهناك حقيقة يتجاهلها صناع القرار الأمريكي وتشير إلى أن "العراق همزة وصل استراتيجية في المنطقة ورقم لا يقبل التقسيم"، وفي حالة الإصرار على تطبيق مخططات تقسيم العراق ستقود منطقة الشرق الأوسط إلى الهاوية والانفلات والفوضى العسكرية والأمنية في كل مكان، وينعكس بشكل كارثي على معادلة التوازن الإقليمي التي تلقي بظلالها على توازن المصالح الدولية والإقليمية ذات المنحى الاستراتيجي.
ويبدو أن دعاة ومسوقي التقسيم اعدوا صفقة مصالح خاصة في ظل تخبط واضح وتيه للبوصلة العربية مما تجعل القوى الوطنية العراقية هي الأخرى بين مسلكين الواقعية والمثالية ويتمسك البعض بقيم افتراضية عقلانية ولكن ليس بالضرورة أن تكون مسلك عمل بالرغم من صوابه لدولة كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي هي الأخرى في أزمة قرار وتصحيح مسار خجولة وتبتعد عن الاعتراف بالخطيئة الإستراتيجية التي ارتكبتها "غزو العراق" مما يجعل المشهد العراقي معقدا ومركبا وشائكا ويفتقر إلى تحسب دقيق وحقيقي يعتمد على القيم الواقعية رغم سلبيتها ومرارتها وافرازاتها التي لا تتواءم مع البيئة العراقية.
وهذا قد يشتت قراءة البوصلة الوطنية العراقية ويحرفها عن الهدف أو الغاية الاستراتيجية النهائية، وتشير الحقائق والمعطيات الخاصة بغزو العراق والتي يتداولها عدد كبير من الباحثين والخبراء الأمريكيين في مراكز الدراسات ومواقع صنع القرار بأن "جورج دبليو بوش" وإدارته من المحافظين الجدد هم المسؤولون الاساسيون عن الأزمات السياسية والأمنية والإنسانية التي عصفت بالعراق وأمريكا وأدت إلى اضطراب وتخبط السياسة الخارجية للولايات المتحدة وساهمت في انتشار العنف والعنف المضاد في أرجاء الشرق الأوسط.
وما نشهده اليوم هي عواقب دموية مريرة لأخطاء إستراتيجية عديدة ارتكبتها مؤسسات أمريكية مختلفة يمينية ويسارية على حد سواء منذ عقود طويلة تعود على أقل تقدير إلى فترة ما بعد عقدة حرب فيتنام، ناهيك عن انحياز الولايات المتحدة الكامل إلى حليفها الاستراتيجي الأول وقاعدتها العسكرية المتقدمة في المنطقة إسرائيل باعتمادها مبدأ "الحرب والقوة العسكرية" وتلك هي أدوات أمريكا التقليدية لتحقيق أهدافها على المستوى الخارجي .
العراق محور جيوسياسي هام
يشكل العراق محورا جيوسياسيا هاما وفعالا على الصعيد العربي والإسلامي والإقليمي ويلقي بظلاله على معادلة التوازن الدولي وتوازن المصالح ويشكل همزة الوصل السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية بين أوربا والخليج العربي، وهو الرقعة الحيوية الوسطى في اللوحة الاستراتيجية العليا للولايات المتحدة الأمريكية،وهو حجر الزاوية في الجسد العربي، ويفترض أن هذه حقائق ومعطيات أساسية في التعامل مع الملف العراقي.
وكما نعلم توجد في الولايات المتحدة الأمريكية مراكز دراسات رصينة ومتخصصة وتتزايد أهمية تلك المراكز عندما تقدم توصياتها للرئيس الأمريكي بخصوص الأزمات والحروب وكيفية معالجتها، ويفترض أن هذه التوصيات تعد وفق رؤية عقلانية ثابتة وواضحة، وما حدث في عهد الرئيس السابق بوش خلال فترة رئاسته الماضية عكس ذلك حيث كانت جميع التوصيات يغلب عليها البعد الإيديولوجي المتشدد ورغبات راس المال والشركات.
وابرز تلك المؤسسات "معهد المؤسسة الأمريكية" وكان دوره بارز في مجمل الملفات بما في ذلك ملف غزو العراق منذ بدايته وكذلك في صياغة خطة "زيادة القوات -الاندفاعة" وبالتالي ما طبق في العراق يقود إلى سياسة التقطيع الناعم التي لم تتخلى عنها مراكز الدراسات الأخرى التي تضع القرار أمام الرئيس الجديد دون الأخذ بنظر الاعتبار أهمية العراق استراتيجيا كدولة موحدة قوية وماهية وأبعاد وكوارث تقسيمه وما سيخلفه من انفلات وفوضى تهدد جميع المصالح الدولية والأمريكية في المنطقة.
وهناك مراكز أخرى ضمن الهياكل الوسطى لصناعة السياسات، مثل "فرق مراجعة الوكالات" و"مجموعات العمل على السياسات" و"مركز الأمن الأمريكي الجديد"، و"المجلس من أجل عالم يمكن العيش فيه"،إضافة إلى "مركز من أجل التقدم الأمريكي"، ناهيك عن مركز سابا في مؤسسة "بروكينغز"، ومركز "مجلس العلاقات الخارجية".
ويبدو أن تلك المراكز لن تخرج عن الإطار الاستراتيجي ذي النزعة الأيديولوجية والاستعمارية للمنطلقة منطلقة من هوس استخدام القوة وتعاظم النزعة العسكرية في أمريكا التي أفضت إلى فوضى سياسية وقانونية وإنسانية في العالم وانهيار منظومة القيم العالمية، ولكن الملفت للنظر الإصرار على تقسيم العراق ونخاطب هنا الرئيس الأمريكي اوباما بلغة تعرفها الولايات المتحدة الأمريكية وهي لغة المصالح وفي تحليل مبسط مختصر أود أن استعرض بعضا من تهديدات تقسيم العراق وتأثيرها على المصالح الدولية والأمريكية في المنطقة وهي:-
1. يعتبر العراق همزة وصل ضمن معادلة التوازن الدولي والإقليمي بين مجلس التعاون الخليجي وحلف الناتو وكلاهما حلفاء استراتيجيين للولايات المتحدة ويرتبطون بشبكة مصالح سياسية واقتصادية ذات منحى عسكري مما يستوجب على المخطط الاستراتيجي الحفاظ على وحدة العراق وعدم تركه منطقة رخوة وأهداف لينة تقود إلى انفلات امني عسكري ينعكس سلبا على المصالح الدولية والأمريكية في الرقع الجغرافية التي تشغلها دول تلك الأحلاف والتي تتواجد فيها مصالح مشتركة لغالبية دول العالم.
2. يشكل تقسيم العراق أشعاع فوضى وانفلات امني ثلاثي الأبعاد وبمنحى عرقي طائفي يتجه إلى المتوسط والقوقاز وأخر يتجه إلى غالبية الدول العربية التي ترتبط أمريكا معها بمصالح حيوية وأخر بمنحى ليبرالي يغمر الشرق الأوسط ويشع إلى أوربا مما يحقق فوضى شاملة لا تتمكن الجيوش من إيقافها، وتتحول إلى حروب شبحية وحروب عصابات طامحة للحصول على مكاسب ومطامع أسوة بما جرى في تقسيم العراق خصوصا أن الولايات المتحدة الأمريكية قد وشحت زعانف مليشياوية بوشاح سياسي ومكنتها من السلطة والمال مما وسعت دائرة عبثها بأمن العراق والمنطقة وتطبق في الغالب أجندات أجنبية وإقليمية تسعى لتقسيم العراق إلى دويلات وضيعات لدول الجوار الإقليمي وبالتالي يكون ولاؤها غير محسوم للعراق وبعيدا عن مصلحة العراق العليا.
3. العراق حوض نفطي واحد مصدر الطاقة في العالم ويفترض أن يكون ارض صلبة مستقرة سياسيا وعسكريا وامنيا واقتصاديا ويجب أن يكون دولة قوية موحدة لان تجزئته كارثة وخطيئة استراتيجية خصوصا أن سيكولوجية الفرد العراقي طموحة ومبدعة وبنفس الوقت غاضبة وعاطفية ومحبة للعراق وان استشعرت بالخطر فان رد فعلها شامل وشرس ولا يمكن تحديد مدى هيجانها مهما كان القمع واستخدام القوة المفرط الذي استخدمته الإدارة الأمريكية السابقة ضد الشعب العراقي والذي أفضى إلى المحرقة العراقية بأرقامها الفلكية.
وبالتأكيد ستفقد الولايات المتحدة الأمريكية أي مكسب في العراق وكذلك حلفائها السابقين والحاليين وبذلك تفقد قدراتها على ضبط الأمور وينعكس على المصالح المشتركة لبقية الدول كما حصل في الصومال والتي لا تزال تغرق في فوضى دموية واحتراب دام سنينا،جعلت منها شركات السلاح سوق تصريف لمنتجاتها.
4. العراق بلد عربي إسلامي يشغل رقعة ضمن خط الصدع العربي وهويته ثابتة عبر العصور التي مضت، وأن تأريخ الحضارة في العراق يعود إلى أكثر من 5000 سنة قبل الميلاد وأن تأريخ العراق زاخر بشواهده وأن حضارة العراق قد وثقت مكونات الشعب العراقي بقومياته المختلفة والقومية العربية عنصر سائد يمثل 84%منه ولا نرغب أن يؤخذ من العراقيين وطنهم في غفلة من الزمن،باستغلال ظرف الاحتلال البغيض من خلال حرق وثائق العراق ومكتباته ومستمسكات أبنائه ومتاحفه بشكل مقصود ومااعقب ذلك من تهجير ملايين العراقيين وقتلهم ومنح الجنسية العراقية لغيرهم من الأغراب وفق أجندات إقليمية لتغيير الديموغرافية العراقية تمهيدا لتقسيم العراق وفق المعطيات الحديثة.
وهذا ما أشارت إليه أحدث الدراسات بخصوص العراق – دراسة مهمة وخطيرة لمركز "سابان" بمعهد "بروكينغز" للدراسات السياسية والإستراتيجية بواشنطن بعنوان " حالة التقسيم السهل للعراق" وسميت الخطة ب لتقسيم العراق والتي تتعامل مع المعطيات التي برزت بعد غزو العراق، لا يجوز في كافة الحسابات الاستراتيجية تدمير دولة عريقة بحضاراتها وأحياء محميات عشائرية ودويلات ولائها غير محسوم ذات طابع عرقي وطائفي؟ تغذيها دول إقليمية لتحقق مصالحها على حساب العراق.
5. العراق عصي على التقسيم مهما حاولت الشركات القابضة العملاقة" المال، النفط، السلاح، المرتزقة..الخ" والدول الحاقدة على العراق من السعي لتقسيمه وهذا جوهر الغباء الاستراتيجي فهم يرتكبون جريمة بحق العراقيين والعالم وأنفسهم ويجعلون من كافة بقع الأرض ملتهبة تسودها الصراع والنزاع المسلح.
وما أحداث العنف الدامي التي جرت مؤخرا في العراق إلا جرائم حرب ضد الإنسانية وجرائم إبادة للجنس البشري تنفذها زعانف مرتبطة بأجندات إقليمية لغرض خلق بيئة تقسيم العراق بالقوة"التقسيم الصلب" وفرض الأمر الواقع لقاعدة انتخابية مقبلة وفق سياسة الخوف والإرهاب للمجتمع ودفعه نحو الاستقطاب الطائفي والعرقي الذي استهلك بشكل وحشي وبات الشعب العراقي لا يتقبله ولطالما تنادي تلك الزعانف بالانفصال والتقسيم طيلة السنوات الماضية والتي نهبت ثروات العراق وقتلت وهجرت أبناءه ودمرت دولته.
التقطيع الناعم للعراق توصيات بروكينغز
استخدمت الإدارة الأمريكية السابقة سياسية التقطيع الناعم والصلب ضد العراق عندما جلبت خلف دباباتها ورش وشخصيات وشحتها بالوشاح السياسي وفق مخطط التقسيم الطائفي والعرقي ومكنتها من السيطرة على مقدرات البلد لخلق بيئة صراع تقود إلى التقسيم، وارتكبت جرائم تقتيل وتهجير وتصفية للعلماء واستهدفت الطبقة الوسطى التي كانت تدير شؤون العراق المؤسساتية الغاية منها تصفير مقومات الدولة القوية الموحدة، وفق مناخ تقسيم وتجزئة باستخدام سياسة التقطيع الناعم والصلب ومهدت كذلك للمليشيات الإجرامية الطائفية والعرقية مسك مفاصل سياسية وتنفيذية، واضفت عليها الشرعية السياسية والقانونية علما أنها خارجة عن القانون وغالبية عناصرها من اللصوص وقطاع الطرق والمرتزقة.
وأحكمت تطبيقاتها عبر منظومة قوانين أصدرها موظف من الدرجة الرابعة في الخارجية الأمريكية "برايمر" الذي لا يمتلك خبرة في إدارة شؤون وزارة وكيف إدارة شؤون بلد مثل العراق؟ وأبرزها قانون –إدارة الدولة –حل القوات المسلحة العراقية– تشكيل مجلس الحكم وفق التركيبة الثلاثية للتقسيم– الدستور- قانون مكافحة الإرهاب –دمج المليشيات في القوات المسلحة..الخ ويبدو أن هناك ملامح لمخطط تقسيم العراق نظرا للشواهد والمشاهد الدموية التي تعصف بالمشهد العراقي والغاية منها فرض واقع التقسيم بالقوة "التقسيم الصلب" واذكر أخر مشاريع رسمية طرحت لتقسيم العراق بشكل معلن وهي:-
1. نشرت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون الوثيقة" 16" وهي خطط أعادة هيكلية الشرق الأوسط وثيقة لـ "رالف بيتر" 2006،تقرير نشرته مجلة"القوت المسلحة الأمريكية في عددها لشهر تموز 2006 والذي يرسم مستقبلا للمنطقة ويقوم على إعادة هيكلة الشرق الأوسط وهو عنوان التقرير المنشور، ويتطرق فيه إلى تقسيم العراق وسورية والسعودية إلى دويلات طائفية متنازعة.
وتحافظ إسرائيل على سيطرتها على جميع الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة ليكون السلام قائما على أساس قوة الردع الإسرائيلية من ناحية وتمزيق دول المنطقة وفق سياسة التقطيع الناعم من ناحية أخرى، والتقرير أعده الخبير "رالف بيتر" الكولونيل المتقاعد في الجيش الأمريكي وهو يعبر عن رؤية المحافظين الجدد في أمريكا.
ونشرت خريطة تشير لإعادة رسم الشرق الأوسط الجديد، كما وتشير الخارطة في الملحق "أ" أدناه إلى دولة كردستان الكبرى والتي تضم محافظات شمال العراق الثلاث – ومحافظة كركوك النفطية- وجزء من محافظات الموصل وديالى واقتطاع مناطق من سورية وإيران وتركيا وأرمينيا وأذربيجان ويتم هذا بدعوى "رد حقوق الأقليات التي هضمت تاريخيا" وطبعا هي جزء من مخطط أعادة هيكلية الشرق الأوسط وهنا تبرز النزعة العسكرية في الفكر السياسي الأمريكي، ولعل مقترح قائد قوات الاحتلال في العراق مؤخرا لإنشاء قوة مشتركة عراقية أمريكية كردية خير دليل على ذلك.
2. دعا نائب الرئيس الأمريكي "جوزيف بايدن " عندما كان سيناتور للحزب الديمقراطي عن ولاية "ديلاوير"– و"لزلي جليب" الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية في أوائل مايس من العام الماضي، إلي تقسيم العراق لثلاث مناطق كردية وسنية وشيعية، وتتمتع كل منهما بالحكم الذاتي.
3. أصدر مركز "سابان" بمعهد "بروكينغز" للدراسات السياسية والإستراتيجية بواشنطن دراسة بعنوان" حالة التقسيم السهل للعراق" وضعت إجابات على عدد من الأسئلة حول مدى إمكانية تطبيق مشروع تقسيم العراق وفق الفدراليات الطائفية والعرقية في العراق، ونسب النجاح المتحققة مقارنة بالوضع الحالي، وما تحقق منه.
إلي جانب توصيات للتغلب على الصعوبات التي ستواجه الأطراف المختلفة إذا تم تطبيق هذا الخيار الذي أطلقت عليه الدراسة تسمية " الخطة ب"، واعد الدراسة كل من "جوزيف ادوار" باحث زائر بمعهد "بروكينغز" حيث عمل مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بمنطقة "البلقان" وشاركه الباحث المتخصص في شئون الأمن القومي الأمريكي بمعهد "بروكينغز" "مايكل هان لون" حيث عمل مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في دول مختلفة.
العملية السياسية تفتقد التقييم والمحاسبة
يشهد العراق اليوم صراعا دمويا وحراكا سياسيا مقنعا لمارثون انتخابي يشكل أطار العملية الانتخابية القادمة ومن بين تلك القوائم قوائم رئيسة طائفية وعرقية تركب موجة الوطنية، وتعيد هيكلتها الطائفية والعرقية بوشاح وطني، وقوائم أخرى ثانوية زعانف للقوائم الرئيسية وتتشح بيافطة وطنية هي الأخرى وقوائم أخرى مختلفة تجرب حظها.
ويبدو أن ملامح وتداعيات وكوارث العملية السياسية التي بنيت وفق أهواء ورغبات وتحديدات العم سام باتت تستهوي الكثير لغرض تحقيق طفرة مالية مهولة" بغداد بلاتواي" كما حقق سلفهم دون مساءلة، في حين لم يتغير من واقع المشهد العراقي الدامي المأساوي شيء يذكر باتجاه الشعب العراقي الذي أصبح وقودا لنار صراع الأجندات الإقليمية والأجنبية المتسابقة لنهب ثروات العراق.
وهاهو الاحتلال جاثم على صدور العراقيين في كل مكان بالرغم من دعوات الانسحاب التي يطلقها الرئيس الأمريكي اوباما باستمرار ولكن الشواهد والملاح والعمل الجاد للانسحاب غير مرئي، ولا تزال منظومة تشريعاته لا تتجانس مع البيئة العراقية وهي سارية المفعول من دستور قد اعد على عجل في زمن "برايمر" وفي ظل الاحتلال ومختلف عليه شعبيا وسياسيا خاصة المواد التي تفضي إلى تقسيم ونهب ثروات العراق، وغيرها من القوانين على سبيل المثال قانون مكافحة الإرهاب الذي يعتبر بمثابة تهمة جاهزة تلصق بأي معارض من الشخصيات الوطنية ولتكميم الأفواه.
وهناك قانون العفو الذي قدم صك البراءة للصوص والقتلة ممن تسلقوا المناصب الحكومية وترك المعتقلين الأبرياء يرزحون تحت وطأة التعذيب والقتل والحرمان وانتهاك حرمات عوائلهم وحرمانها من مقومات العيش والحياة بعد أن استندت القوات الحكومية على الوشاية الطائفية السياسية "المخبر السري".
وهناك ملايين من المهجرين العراقيين داخل وخارج العراق ضحايا الإرهاب المليشياوي الذي يتشح بواجهات سياسية مختلفة ومورست ضدهم أبشع وسائل الضغط والإكراه المجتمعي والمعيشي وهم الآن محرومين من ابسط حقوقهم الإنسانية والمدنية التي وعدتهم بها أمريكا وصادرتها الإرادة الدولية وتنصل عنها إخوانهم العرب.
وهناك ملايين الأرامل من العراقيات في ظل كم هائل من المنظمات الدولية التي تراعي حقوق المرآة وكذلك ملايين الأطفال اليتامى والمشردين وأطفال الشوارع، وجيوش من العاطلين بلغت70% ويستورد العراق العمالة الأجنبية من الخارج ؟ ناهيك عن ملايين الضحايا والمفقودين، والآلاف من المعتقلين الذين تعفنوا وماتوا في معتقلات الاحتلال والحكومة